أقلام وأراء
الأحد 09 أبريل 2023 11:15 صباحًا - بتوقيت القدس
إسرائيل: توزيع أدوار أم فقدان سيطرة!
في حالة الاشتعال التي تشهدها القدس، وخصوصاً المسجد الأقصى، بدا جلياً أن في إسرائيل من يحتاج إلى اشتعال كهذا.
ذلك من خلال الاستعدادات لذبح القرابين في حرم المسجد، الذي يمثل بالنسبة للفلسطينيين، والمسلمين عموماً، ذروة التعدي.
وكذلك سلوك الشرطة الإسرائيلية تجاه المصلين، الذي اتسم بمبالغة مفرطة، حيث اعتقلت المئات، في سياق حملة شرسة أدّت إلى تفريغ المسجد من المصلين، ووضع قيود صارمة تخفض أعدادهم التي تصل إلى مئات الألوف، ليس في رمضان فقط، وإنما على مدار السنة.
وما يؤرق السلطات هو الاحتشاد الفلسطيني في المسجد الذي لا يقتصر على فلسطينيي القدس، بل يشارك فيه قادمون من كل مدينة وقرية فلسطينية في الضفة والـ48. والمؤرق هنا ليس الجهد المضاعف الذي يترتب على أجهزة الأمن بمختلف أفرعها، وإنما ما ينطوي عليه الاحتشاد من رسائل ومدلولات تبدد الزعم الإسرائيلي بأن القدس هي العاصمة الموحدة لإسرائيل، فأي «عاصمة موحدة» يحتلها الجيش وقوات الأمن كما لو أنها جبهة قتالية، وتحتوي مئات ألوف الفلسطينيين الذين يعيشون داخلها وحولها، وفيها تجمع المقدسات التي تهفو إليها أفئدة الفلسطينيين جميعاً، عن قرب وعن بعد.
معضلة القدس، وإن كانت الإجراءات الإسرائيلية الهادفة إلى تطويقها أو معالجتها بقمع الفلسطينيين وضبط حضورهم حتى التقليل منه، تؤذي الفلسطينيين مسيحيين ومسلمين وحيثما وجدوا، إلا أنها المكان الأكثر إشهاراً للفشل الإسرائيلي سياسياً ومعنوياً وحين يكون وضع «العاصمة الموحدة» على هذه الشاكلة، فمن يصدق الزعم الإسرائيلي بأنها العاصمة الأبدية، وأن السيطرة عليها لمدة تربو عن نصف قرن ألغت الحضور الفلسطيني الدائم والقوي فيها، أو أنه جعل العالم يعترف بكونها عاصمة، وليست للفلسطينيين حقوق سياسية ووطنية وتاريخية ودينية وثقافية فيها.
الاشتعال الراهن، الذي تتحمل المسؤولية المباشرة عنه الدولة العبرية بأكملها، وليس مجرد مستوطن أو رجال شرطة، أظهر بخلفياته وأداء الأدوار فيه واقع الدولة، وحالة الفوضى التي دبت في جميع مكوناتها، وهذه بعض المؤشرات الواضحة على ذلك.
الحاخام الأكبر لإسرائيل أصدر بياناً حرم فيه اقتحام اليهود للأقصى في عيد الفصح، بما في ذلك ذبح القرابين فيه، ولا يستبعد أن يكون فعل ذلك بتوصية حكومية من نتنياهو بالذات، كي يتفادى إدانات دولية، حتى من قبل أصدقاء إسرائيل جراء فعلة كهذه.
المستوطنون لم يأبهوا بتحريم الحاخام المفترض أنه ملزم لكل اليهود، فتدافعوا للاقتحام حتى إنه وضعت جائزة مالية لمن يتمكن من ذبح القرابين في باحات المسجد.
الشرطة الإسرائيلية لم تمس مستوطناً واحداً، وربما أدت بعض المشاهد الدعائية، إلا أن جهدها الأساس انصرف إلى اقتحام المسجد والاعتداء على المصلين واعتقال مئات منهم واقتيادهم إلى مراكز التحقيق بغرض إخافتهم وإخافة غيرهم كي يقاطعوا الصلوات، ويصبح الحشد قابلاً للسيطرة والاحتواء. وعلى وهج الاشتعال الذي نقلته جميع شاشات التلفزة ليشاهده العالم كله، ظهر نتنياهو ليمارس لعبته المفضلة، وهي الحديث عن التهدئة، وكأن العالم سيصدق براعة اللغة على حساب فداحة الفعل.
وللإجابة عن سؤال العنوان... هل ما يجري من سلوك إسرائيلي يبدو في ظاهره متناقضاً هو توزيع أدوار أم فقدان للسيطرة؟؟
إنه الحالتان معاً.
توزيع الأدوار يظهر في الازدواجية الصارخة التي تؤديها الشرطة، فمن جهة هي تحمي المستوطنين بجميع أنشطتهم، ومن جهة أخرى تنكل بالفلسطينيين على النحو الذي شاهده العالم، وذلك تحت مقولة فقدت صدقيتها، وهي توفير الأمن والهدوء.
أما فقدان السيطرة، فالحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة نتنياهو، يفترض أنها صاحبة القرار الملزم لجميع من يقع تحت مسؤوليتها، إلا أن الأمر لم يعد كذلك، فكل مكون من مكونات الحكومة يأخذ على عاتقه تنفيذ أجندته الخاصة بيده، ذلك أن الذين يؤدون العمل على الأرض هم وزراء، ولكل منهم مرجعيته الخاصة به... أما الحكومة فهي مجرد غطاء يتدثرون به، و«شرعية» تستخدم لتمرير أجنداتهم.
ما يحدث الآن... لا حل له، لا بالمسكنات الموضعية، ولا بالقمع الشرس، فما يجري ليس مجرد صراع بين شرطة ومصلين، إنه صراع على الحاضر والمستقبل لشعب وبلد.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين
سري القدوة
حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال
د. دلال صائب عريقات
سموتريتش
بهاء رحال
مبادرة حمساوية
حمادة فراعنة
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
الفيتو في مجلس الأمن... أمريكا حارسة مرمى شباكه ممزقة!
هآرتس: نتنياهو أحبط 3 مرات التوصل لصفقة "الرهائن"
الأكثر قراءة
"حماس" تنفي انتقال قياداتها من قطر إلى تركيا: أنباء غير حقيقية
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%52
%48
(مجموع المصوتين 92)
شارك برأيك
إسرائيل: توزيع أدوار أم فقدان سيطرة!