فلسطين

السّبت 08 أبريل 2023 10:05 صباحًا - بتوقيت القدس

"الأصفاد".. وثاق يزيد الألم والعذاب للأسرى

رام الله- "القدس" دوت كوم

لا تترك سلطات الاحتلال الإسرائيلي وسيلة لتعذيب الفلسطينيين منذ لحظة اعتقالهم وحتى في داخل السجون، إذ تتفنن بتعذيبهم بتقييدهم بالأصفاد أو ما تسمى "الكلبشات"، بطرق بشعة تضع المعتقل بحالة صعبة تلازمه الآلام التي قد تمتد لأشهر وربما طيلة فترة اعتقاله.


"الأصفاد" وثاق يزيد الألم


تبدأ رحلة "الأصفاد" مع الأسير منذ بداية اعتقاله وهي الأشد، كون تلك "الأصفاد" بلاستيكية تسبب الآلام الشديدة، إذ يتم وضع يدي المعتقل إلى الخلف، وربطه بها، وما زيد الألم إن حاول المعتقل توسيعها عن يديه، فتصبح النتيجة عكسية ويزداد وثاق الأصفاد، وتزداد قسوتها، لتؤلم أكثر، يوضح الأسير المحرر لؤي المنسي في حديث لـ"القدس" دوت كوم.


يقول المنسي: "إن تلك الأصفاد تسبب أورامًا في يدي الأسير، وربما يمتد ألمها لأشهر، وتبقى آثارها كون الدماء تنحسر في منطقة اليدين، علاوة على أنها قد تترك ألماً في الظهر، كون ربط اليدين إلى الخلف وتمتد لمنطقة الظهر.


ليس فقط حين اعقتال الأسير تلازم الأصفاد الأسير، بل إن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم الأصفاد الحديدية بجميع المراحل الاعتقالية، سواء بالتحقيق أو التنقلات في البوسطات،أو بين الأقسام، وتوضع القيود في اليدين وأحيانًا في اليدين والقدمين، كوسيلة للتعذيب والتنكيل بالأسير، يوضح الأسير المحرر لؤي المنسي.


ويوضح رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر، أن تلك الأصفاد البلاستيكية تسبب ألماً مضاعفًا إن حاول التخفيف عن الألم وتوسيعها، فكلما تحركت تضغط على الأيدي بشكل أكبر، وتسبب ألمًا كبيرًا، كما حدث مع 400 معتقل جرى اعتقالهم من المسجد الأقصى الأسبوع الماضي، حيث تم توثيقهم بتلك الأصفاد بالأيدي والأقدام.


من جانبه، يقول رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، "إن تقييد المعتقلين بتلك الأصفاد البلاستيكية ترك آثارًا صحية كبيرة عليهم، وتورمت أيديهم وأرجلهم، وربما تسبب لهم مشاكل صحية خطيرة، كما جرى مع المناضل حسين جابر في أواخر ثمانينات القرن الماضي، حينما تسببت له الأصفاد بالشلل"، مشيرًا إلى أن طريقة ربط الأصفاد قد تكون خاطئة وربما طبيعة وقفة المعتقل وتقييده بطريقة خائطة تترك تلك الآثار الصحية السلبية.


وسيلة للتنكيل والتعذيب


تستخدم سلطات الاحتلال الإسرائيلي "الأصفاد" بحق الأسير منذ بداية اعتقاله لتعذيبه والتنكيل به، وخاصة البلاستيكية منها لما تتركه من ألم شديد على الأسير، تؤثر على صحته، والسبب الهام لوضع القيود بيدي الأسير منذ اعتقاله لشل حركته بشكل كامل.


ويعلق أبو بكر لـ "القدس" دوت كوم: "إن قوات الاحتلال تستخدم تلك الأصفاد البلاستيكية كونها الأسهل حملاً، والأقل تكلفة، لكنها تترك آثارًا صحية سلبية على الأسير، كما حدث مع الاسير المحرر اللواء فؤاد الشوبكي، حيث لا زال يعاني من آثارها على يديه بعد الإفراج عنه قبل شهر عقب اعتقال استمر 17 عامًا".


ويشير أبو بكر إلى أن تلك الأصفاد تستخدم عادة لربط الأشياء في البناء والزراعة وفي تثبيت إطارات المركبات، وسلطات الاحتلال تتفنن باستخدامها كوسيلة قمع وتعذيب بحق الاسرى، حيث تترك أثرًا صحيًا، بل ونفسيًا كذلك.


بدوره، يقول فارس: "إن الهدف من وضع تلك الأصفاد بيدي الأسرى لإيصال رسالة نفسية للأسير بالسيطرة عليه، وهي وسيلة تنكيل وتعذيب للأسرى".


ولا تستخدم قوات الاحتلال الإسرائيلي الأصفاد لتقييد الأسرى من البالغين، بل لتقييد النساء والأطفال، ولا تميز في التعامل بينهم، فتنكل بهم جميعًا دون استثناء.


ووفق مؤسسات حقوقية، تعنى بشؤون الأسرى، يتعرض الأطفال الفلسطينيون في سجون الاحتلال لانتهاكات الاحتلال المستمرة التي يتبعها بحق الأسرى بشكل عام والأسرى الأطفال بشكل خاصّ، والتي تأخذ أشكالًا عدّة تبدأ عند عملية الاعتقال، وتستمر رحلة معاناتهم بعد عملية الاعتقال، حيث يستخدم الاحتلال معهم أثناء التحقيق أساليب نفسية وجسدية قاسية، ويتم معاملتهم بطريقة حاطة من كرامتهم وتهديدهم من أجل الحصول على اعترافات، ويتم وضعهم في زنازين انفرادية ذات ظروف سيئة يصعب العيش فيها، ثم يكمل الاحتلال سلسلة انتهاكاته خلال قضائهم أحكام فرضت عليهم.

دلالات

شارك برأيك

"الأصفاد".. وثاق يزيد الألم والعذاب للأسرى

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأحد 28 أبريل 2024 5:20 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.83

شراء 3.8

يورو / شيكل

بيع 4.09

شراء 4.01

دينار / شيكل

بيع 5.4

شراء 5.37

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%73

%22

%5

(مجموع المصوتين 170)

القدس حالة الطقس