عربي ودولي

الأربعاء 05 أبريل 2023 5:14 مساءً - بتوقيت القدس

غضب سكّان كهرمان مرعش من الحكومة التركية يتراجع عشية الانتخابات

(أ ف ب)

في متجره المحاط بالأنقاض، يعرض لطيف دليان ملابس رياضية بأسعار زهيدة للناجين من زلزال السادس من شباط/فبراير الذي ضرب جنوب تركيا، لكن رغم حالة البؤس العامة، يرفض إلقاء اللوم على رئيس الدولة.


ويقول التاجر البالغ 58 عامًا والمقيم في كهرمان مرعش أقرب مدينة من مركز الزلزال الذي تسبب بمقتل 50 ألف شخص "إذا كان بإمكان أي شخص النهوض بهذا البلد، فهو رجب طيب إردوغان".


ويضيف "فليعطِ الله كلّ بلد قائدًا مثله".


ويختلف هذا الردّ عن الأجواء العامة من الغضب والألم في المنطقة بعد الزلزال بقوة 7,8 درجات والذي تبعته عدة هزات ارتدادية والدمار الذي لحق بمئات آلاف المساكن.


وبقي الناجون يسمعون أقاربهم من تحت الأنقاض يطلبون النجدة لساعات، ما أثار موجة اتهامات للسلطات بتأخير إرسال مساعدات.


لكن الغضب يتراجع شيئًا فشيئًا، ما يُفيد الرئيس الذي منحته المحافظة ثلاثة أرباع أصواتها خلال انتخابات العام 2018.


ويشكل هذا الجوّ العام عائقا امام المعارضة التي تأمل في إنهاء حكم إردوغان وحزبه "حزب العدالة والتنمية" المستمر منذ 20 عامًا، خلال الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقرر إجراؤها في 14 أيار/مايو.


ويتابع دليان "لا أحد كاملا ولا حكومة كاملة (...) الجميع يمكن أن يرتكب أخطاء".


توصّل مدير مركز الاستطلاعات "كوندا" أيدين إرديم إلى الخلاصة نفسها في ختام ما قام به في المناطق المتضررة.


وقال هذا الأسبوع لوسائل الإعلام التركية "دراساتنا تنفي أن تكون الأصوات للحزب الحاكم ستتراجع بسبب الأحداث الراهنة".


وفي وقت يتّهم معارضو إردوغان الرئيس التركي بتدمير الاقتصاد وإسكات الأصوات المعارضة له، بدا أن بطء عمليات الإنقاذ عقب الزلزال كان سيوفّر للمعارضة الموحدّة فرصة للبناء على سخط السكان.


لكن نائب حزب المعارضة الرئيسي "حزب الشعب الجمهوري" جيم يلديز (34 عامًا) يعتبر أن أي حملة انتخابية حاليًا قد تبدو غير أخلاقية وقد تؤدي إلى نتائج عكسية خصوصًا بين سكّان غارقين في الحزن، مشيرًا إلى أنه لم يقم بحملة بعد.


ويقول قرب الحاوية التي باتت تشكّل مقرًّا لحزبه "لن نقوم بحملة انتخابية أمام أشخاص متألّمين (...) نزورهم لنقدّم لهم المساعدة، لكننا لا نطلب منهم أن يصوّتوا لنا".


وكان المقر الرئيسي لحزب الشعب الجمهوري، وهو حزب مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، أحد المباني التي تدمّرت جراء الزلزال. إثر ذلك، انتقل المقرّ إلى حيّ ليبرالي من المدينة المحافظة بشكل عام.


يمضي الرجال في كهرمان مرعش وقتهم في مقهى قريب من موقع هجوم لفاشيين جدد ضد اشتراكيين وأكراد علويين في العام 1978 تسبب بمقتل مئة شخص تقريبًا.


يستذكر الناشط في حزب الشعب الجمهوري مصطفى أكدوغان (67 عامًا) فترة الاضطرابات هذه، قائلًا "اختفت الديموقراطية وحقوق الإنسان وخصوصًا دولة القانون بالكامل منذ أربعة أو خمسة أعوام (...) لذلك فإن هذه الانتخابات مهمة الى درجة كبيرة".


لكن هذا الانضباط الذي يمارسه حزبه يجعله أقلّ ثقة بالفوز في الانتخابات ممّا كان عليه قبل الكارثة.
ويوضح أكدوغان "كان لدينا زخم قبل الزلزال (...) الآن، لست متأكدًا".


وكانت محافظة كهرمان مرعش تضمّ أكثر من مليون نسمة قبل زلزال السادس من شباط/فبراير 2023.


على طول الطرق المقفرة، خيم لأسر جالسة أمام أنقاض مساكنها.


وتتذكّر ياسمين تاباك، وهي ربة منزل أربعينية، أن الرئيس إردوغان وعد بإعادة بناء المنازل المدمّرة في كهرمان مرعش.


وتقول مبتسمة "على الناس التحلي ببعض الصبر فقط".


وتقول جارتها في الخيمة أيسي أك "ليحم الله حكومتنا".


لكن امرأتين أخريين في الخيمة تبدوان حذرتَين أكثر.


وتقول الأصغر سنًا بينهما "الناس يخشون من قول أي شيء ضد الحكومة (...) لن يتحدثوا معكم أبدًا أمام الكاميرا ولن يكشفوا أسماءهم"، مضيفة "أنا أيضًا خائفة".

دلالات

شارك برأيك

غضب سكّان كهرمان مرعش من الحكومة التركية يتراجع عشية الانتخابات

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الخميس 18 أبريل 2024 10:59 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.78

شراء 3.77

دينار / شيكل

بيع 5.34

شراء 5.32

يورو / شيكل

بيع 4.06

شراء 4.0

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%72

%24

%5

(مجموع المصوتين 127)

القدس حالة الطقس