Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الإثنين 03 أبريل 2023 11:41 صباحًا - بتوقيت القدس

والدة الشهيد أمجد حسينية: لا قبر لنزوره وألمي كبير لفقدانه واحتجاز جثمانه

جنين- "القدس" دوت كوم- علي سمودي

"وجعي وألمي في شهر رمضان مضاعف وكبير، ففيه نفتقد ابني الحبيب على موائدنا، ومما يزيد حزننا، احتجاز الاحتلال لجثمانه، فلا قبر نزوره، ولا نهاية لهذا العقاب والجريمة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحقنا، فكيف لقلبي أن يحتمل ذلك".. بهذه الكلمات، استهلت الوالدة منال من مخيم جنين، حديثها، عن ابنها شهيد الفجر الطالب الجامعي والمقاوم أمجد إياد حسينية، مع حلول شهر رمضان المبارك.


في منزلها الذي زينته بصور أمجد الثالث في أسرتها المكونة من ولدين وبنت، تختلف طقوس رمضان بالنسبة للوالدة الصابرة، التي كرست حياتها لرعاية وتربية أبنائها، ورغم أن أمجد كان دوماً يتحدث أمامها عن الشهادة ويتمناها، فإنها لم تصدق نبأ رحيله المبكر كما تقول: "نعتز ونفخر بالشهداء وبطولاتهم، لكننا بشر وقلوبنا تتألم وتحزن لفقدان الأحبة، فكيف إذا كان ابني المدلل والحنون، رصاص الاحتلال سرق أفراحنا وسعادتنا، وحول حياتي لحزن ودموع تتجدد على كل مائدة إفطار وسحور، لأنها كانت تتزين بحضوره وشخصيته الجميلة".


وتضيف: "عندما حل رمضان، شعرت بالمعنى الحقيقي لوجع حياتي بإعدامه واختطاف جثمانه وتغييبه من عالمنا، فأمجد بالنسبة لي الطفل البريء والشاب الخلوف، والصاحب الذي يتمتع بالنخوة، أنه ولدي وأخي وكل حياتي التي كرستها لأجله، ودوماً أردد عندما يذهب الغالي ونفقده، لا أسف على شيء في الحياة".


قبل 19 عاماً، أبصر أمجد النور في مخيم جنين، عاش وتربى وسط أسرة مناضلة، قدمت الشهداء والأسرى، وهو يحمل اسم عمه الشهيد الذي ارتقى خلال انتفاضة الحجر، وتقول والدته: "نشأ وتربى وتعلم بمدارس المخيم، وأكمل الثانوية العامة في جنين، وبعد نجاحه انتسب لجامعة القدس المفتوحة تخصص محاسبة، وعندما استشهد كان طالب في السنة الثالثة".


كباقي جيله في المخيم المقاوم، امتلك أمجد روح وطنية ونضالية عالية، واعتاد كما تروي والدته، على المشاركة في المواجهات والتصدي للاحتلال الذي أصابه بعيار ناري حي في منطقة الفخذ خلال مشاركة في الاشتباكات التي شهدها المخيم عام 2017، وتقول والدته: "كان أمجد، يستعد للامتحانات التحضيرية للثانوية العامة، وعندما اقتحم الاحتلال المخيم، خرج وشارك في مقاومته، فأصيب بالرصاص، وتلقى العلاج ولكن الرصاصة الغادرة، لم تنال من عزيمته وتثنيه عن مواصلة تعليمه".


وتضيف: "قدم امتحاناته رغم الوجع والألم كباقي الطلبة كونه مجتهد ومتميز، وحصل على عدة شهادات تكريم وتقدير خلال سنوات دراسته لتميزه، وكذلك بعد نجاحه في الثانوية رغم الإصابة، لذلك، شعرت دوماً بفخر واعتزاز بمواقفه".


تقاوم أم عزمي الدموع، إكراماً وإجلالاً لروح حبيب قلبها، وتقول وهي تستعيد الذكريات: "كل مواقفه في الحياة والدراسة والأسرة، مصدر عز وفخر لنا، فأمجد لم يقف مكتوف الأيدي أمام ظروف الحياة الصعبة، تحمل المسؤولية رغم صغره سنه لمساعدتنا في العيش الكريم، وقسم حياته بين العمل والدراسة، عندما يعود من مدرسته وجامعته، يتوجه لبسطة الخضار التي كان يعمل عليها في جنين، بمحاذاة والده الأسير المحرر والذي قضى سنوات عديدة في سجون الاحتلال باعتقالات عدة".


وتضيف: "عندما استشهد زين والده البسطة بصورته واكليل من الزهور، اعتزازاً بابنه البطل ووزع الحلوى والتمر على روحه الطاهرة، ولتبقى ذكراه حية في قلوب كل الأحرار".


تعانق أم عزمي صور أمجد وهي تردد "تميز بالبطولة والشجاعة والاقدام والجرأة، لم يكن يخاف الموت والاحتلال، وفي إحدى المرات، وخلال حديثنا، سألني: ماذا ستفعلين إذا أحضروني لك شهيد؟، قلت له: ستوجع قلبي وتحرق دمي عليك ، ولكن سأقول الحمد الله رب العالمين كرمك بالشهادة".


ومرت الأيام، وواجهت الوالدة الصابرة، الموقف الأصعب والخبر الصادم، فجر تاريخ 16-8-2021، ولم تتوقع، أن الساعات التي قضتها معه قبل استشهاده، كانت الأخيرة، وتقول: "ليلة استشهاده، بعكس الأيام العادية، عاد لمنزلنا مبكراً، جلس معي وتناول عدة لقمات طعام، وجلس في فراشه، ثم سألته عن تحضيره لامتحاناته الجامعية التي اقتربت، لكنه أبلغني أنه سيؤجل الفصل للعام القادم حتى يعمل ويجمع قسطه، فقلت له "شد حيلك بدي أفرح بتخرجك"، لكن أجابني "من قال لك أنني سأتخرج، فانتابني شعور غريب لأول مرة من إجابته".


وتضيف: "منذ زمن طويل، كنت أشعر باستشهاد أمجد، لكن لم أعرف التوقيت والتاريخ، ولكن لكل أجل كتاب، ورغم أنها كانت صدمة مرة وصعبة، لكن الشهادة لا يكرم بها رب العالمين إلا من يتمناها بصدق، ودعواتي لرب العالمين أن يكون منهم".


تتذكر أم عزمي، لحظات أمجد الأخيرة بمنزلها وحياتها، وتقول: "سيطرت مشاعر القلق علي تلك الليلة، ولم تغفل عيني عنه للفجر، حتى وصله اتصال حول اقتحام الاحتلال للمخيم ومحاصرة المنطقة القريبة من منزلنا".


وتضيف: "طلبت منه عدم الخروج، وحاولت منعه ولكنه صمم على التوجه نحو ساحة المخيم للمقاومة، وخرج واختفى كلمح البصر وكأنه يذهب لقدره".


وتكمل: "استمريت في متابعة الأخبار، وصوت الرصاص لا يتوقف، وعندما سمعت بوقوع إصابات، قلبي انتفض وسارعت للاتصال على هاتفه الخلوي ولم يرد، وازداد توتري بعدما سمعنا أخبار عن سقوط شهداء".


في هذا الوقت، تحولت شوارع مخيم جنين، لساحات مواجهة واشتباكات عنيفة بين المقاومين وقوات الاحتلال التي احتلت المنازل والعمارات نصبت الكمائن دون أن يتنبه أحد لها، وانضم أمجد لعشرات الشبان في مواجهة الاحتلال ببطولة وببسالة.


 ويقول الشهود: "بعدما اغتالت الوحدات الخاصة الشهيد المقاوم والمشتبك نور جرار، وقع جثمانه على الأرض، ولم تتمكن طواقم الإسعاف من الوصول إليه، وكان أمجد يتصدى للاحتلال، وعندما شاهد نار ركض بسرعة لإنقاذه وسحبه، ولم يتنبه لوجود الوحدات الخاصة التي أطلقت النار وإصابته فوقع لجانب نور".


ويضيف الشهود: "الاحتلال اغتال في العملية أيضاً الشابين رائد أبو سيف وصالح عمار، واختطف جثماني نور وأمجد قبل انسحابه".حتى هذه اللحظات، لم تكن تعلم الوالدة بمصير فلذة كبدها، لكنها قلبها كما تقول: "كان يتنبأها بوقوع مكروه لأمجد، وفجأة تلقت اتصالاً من عمه حمودي عزمي، وسألها عن الزي الذي يرتديه ابنها للتأكد من شخصيته، وعندما أبلغته، قال لها أنه جريح"، لكنها توقعت أنه يخفي عنها الحقيقة حفاظاً على مشاعرها وتلافياً لصدمتها، لكن سرعان ما بدأ الأهل والأصدقاء يتوافدون على منزلها، بعدما أعلن عن شهيد رابع دون نشر اسمه.


وتقول: "منظر الناس حولي جعلني أشعر أن الشهيد ابني أمجد الشجاع والبطل صاحب الشخصية المميزة، وبعدها أحضروا لي "حفايته " التي بقيت بعدما سرق الاحتلال جثمانه، وقد غمرتها الدماء، فأدركت أنه استشهد، فتعرضت لانهيار لأنه ذهب بهذه السرعة من حياتي".


وتضيف: "نطالب بإعادة جثمان ابني أمجد وكافة الجثامين المحتجزة، أريد عناقه ووداعه وضمه ودفنه في مقابرنا، بجانبنا ومحيطنا، واحتجازهم لا ينال من عزيمتنا، وهم أخذو جثث ولم يأخذوا أرواحاً، فأرواحهم عند رب العالمين".


وتكمل: "سنبقى ننتظر استعادة جثامينهم لنزفهم بالورود، لأن هذه وصية شقيقه الأسير عزمي، ويكفينا شرفاً أنه زفته الملائكة بموكب ملائكي جميل عند رب العالمين، فطلب الشهادة بصدق ونالها، أحب لقاء الله واحب الله لقاءه".

دلالات

شارك برأيك

والدة الشهيد أمجد حسينية: لا قبر لنزوره وألمي كبير لفقدانه واحتجاز جثمانه

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الخميس 19 ديسمبر 2024 9:56 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.61

شراء 3.6

يورو / شيكل

بيع 3.76

شراء 3.76

دينار / شيكل

بيع 5.09

شراء 5.08

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%57

%43

(مجموع المصوتين 283)