أقلام وأراء
السّبت 01 أبريل 2023 11:21 صباحًا - بتوقيت القدس
اضراب المعلمين ... الطلبة هم الضحية و"التوجيهي" في رقبة الجميع
لا شك أن الكل الفلسطيني مع المُعلم فهو يُمثل محور الإرتكاز في تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية التي يتبناها النظام التعليمي وعلى عاتقه تقع مسؤولية تحويل الأفكار والرؤى التجديدية والمعارف والمهارات واتجاهات العلوم إلى الطلبة. وغالبية المُجتمع مع حقوق المعلمين وتوفير بيئة العمل المناسبة لهم وضمان حقوقهم المكفولة لهم بموجب القانون، بما يمكنهم من أداء رسالتهم السامية والقيام بواجبهم على أكمل وجه.
وكما أن حماية حقوق المعلم الأساسية في الأجر العادل والضمان المُجتمعي والحفاظ عليها وعدم السماح بالتجاوز عليها والدفاع عن حقوقهم ومنع التغول عليها ومتابعتها تنعكس إيجاباً على أداء المعلم والوفاء برسالته النبيلة في التربية والتوجيه وغرس القيم والأخلاق وبناء الوطن والمحافظة على الاستمرار من أجل تحقيق تقرير مصير الوطن حتى نيل حريته من خلال العلم وتقديم رسالته وهي مسؤولية المعلم قبل الجميع.
كما أن إيجاد المُناخ المُلائم لاضطلاع المعلم بدور جديد وفعال وتحديث دوره في الصف من مُلقن إلى مُساهم في إعداد طالب وتعزيز قُدراته، فالمعلم القُدوة الحسنة والمثل الذي يحتذى به فمهمة المعلم من أخطر المهمات تتحكم في مصير الأجيال ومستقبل المجتمعات. ان للمعلمين حقوق كثيرة وامتيازات يستحقونها باستمرار إعطاء الراتب الشهري والعلاوات والحوافز والترقيات وتحقيق مطالبهم في العمل من حقوق الحماية الإدارية"كحق التظلم" للمسؤول الإداري ومن حقوقهم الحماية القضائية كحق الطعن بالقرارات الإدارية أمام القضاء الإداري، وان يُراعي ديوان الموظفين الفلسطيني هذه الاعتبارات لجعل المُعلم مُكتفياً بذاته معيشياً.
لكن ما يحدث من استمرار اضراب المعلمين في محافظات الضفة الغربية التي ما زالت مُحتلة وتُنتهك يومياً من قبل الاحتلال دون رادع إلى الاستمرار في إنهاء الكينونة الفلسطينية مُتمثلة بالسلطة الوطنية تدريجياً حتى حسم الصراع (الفلسطيني_الاسرائيلي) بعدها سيتم إنهاؤها رسمياً. هذا الاضراب الذي فاق الخمسين يوماً والذي يبعث القلق على مسيرة المنظومة التعليمية وإضرار بأكبر شريحة في المجتمع الفلسطيني وهم الطلبة بكافة فئاتهم والأصعب هم طلبة المرحلة الثانوية العامة "التوجيهي" فهم يُعانون ضعفي المعاناة .... معاناة دراسة التوجيهي والقلق النفسي دون معرفة مصيرهم امام هذا الاضراب ومعاناتهم بعدم أخذ واستكمال منهاج الفصل الدراسي الثاني وهذا يعني أن بقاء تاريخ اتمام امتحان الثانوية في شهر 6 القادم دون رجوع المعلمين وعدم اعطاء الدروس للطلبة يعني رسوب عدد كبير من الطلبة في محافظات الضفة الغربية. وللاسف ان اغلب المعلمين يذهبون الى المدارس لإثبات وجودهم من خلال البصمة خوفاً من الفصل التعسفي او التقاعد المبكر او حسم رواتبهم، دون تقديم الدروس للطلبة وهذا تضليل وعائق كبير على الطلبة وبالتحديد طلبة الثانوية العامة الذين لم يأخذوا حقهم في التعليم وبالتحديد الفصل الثاني من المواد التعليمية وهو ما يضر بأرقام الناجحين في الثانوية، حيث اشتهرت فلسطين بارتفاع نسبة التعليم مقارنة بالدول المجاورة.
ان الطلبة ضحية ما يحدث في السلك التعليمي سواء من قبل الحكومة ومن المعلمين على حد سواء بسبب استمرار الاضراب، فمسؤولية الحكومة تنفيذ مطالب المعلمين علناً وهو ما يُحرج ما يسمى الحراك الذي لا يُعرف من هي قيادته سوى بصفحات افتراضية وان كانت نواياه صادقة لكن الأولى خروج مُحركي الحراك باسمائهم الحقيقية لتسهيل عملية الحوار والنقاش بين الحكومة وبينهم وليس التماشي خلف "ادم_ادم" مُحرك الآلاف وكلما وافقت الحكومة على مطلب للمعلمين يخرج الحراك ثاني يوم بمطالب أخرى وهذا ما يصعب التعامل مع من يُحركهم ويضر بالعملية التعليمية والضحية الطلبة وبالتحديد طلبة الثانوية العامة.
الحوار المباشر افضل من اتباع صفحات غير معروفة تضر بطلبة لم يكملوا المنهاج الدراسي واغلب طلاب المدارس الحكومية لا يمتلك اهاليهم المال الوافر لارسال اولادهم نحو الدراسة الخاصة واخذ الدروس الخصوصية وهذا يعني ضياع طلبة التوجيهي امام اكتمال طلبة قطاع غزة المنهاج الدراسي واستيفاء الامتحان التجريبي امام حرمان طلبة الضفة الغربية من استكمال الدراسة واخذ الامتحان التجريبي وهذا اشارة الى ان اهل قطاع غزة مهما كان المال المتوفر لديهم وان لم يتوفر فرسالة العلم التزام وعقيدة ولا يضربون مهما كانت الاحداث بعكس الضفة الغربية التي اختلفت الرؤى وأصبحت رسالتهم التعليمية آخر همهم.
على الحُكومة ووزير التربية والتعليم أن يعوا خطورة الموقف لدى طلبة "التوجيهي" إما تحقيق مطالب المعلمين وهو ما يُحرج الحراك واظهار نواياه الحقيقية وإما البحث عن حلول واما باحتساب الفصل الأول من "التوجيهي" والمُقدم وزارياً بان يكون هو علامة المرحلة الثانوية العامة او ايجاد رؤية لا تظلم الطلبة باضراب لا ذنب لهم فيه.
هناك العديد من المُبادرات ومبادرة المجلس الثوري فيها بنود تُعزز مطالب المعلمين وان كانت ناقصة ولكن لا ضير في تعديل البنود لتتلاءم مع مطالب المعلمين ومن هنا على قيادة الصفحات الافتراضية الخُروج علناً بشكل مباشر للوصول الى حوار واتفاق ولا اعتقد ان حجة الاعتقال هي السبب في عدم خروجكم ان صدقت النوايا فطالب الحق قوي لا يخاف من هذا او ذاك.
خلاصة:
إن انقاذ طلبة الثانوية العامة انقاذ لأرواح وأُسر ومُجتمع بأكمله وهي مسؤولية الحكومة والمعلمين وبالتحديد هي رسالة المعلمين فأنتم أرقى من ان تعملوا على إرهاق ابنائكم وبناتكم.
على الحكومة مراعاة حقوق المعلمين وتقديرهم والاستماع لدى قيادة مباشرة وليست افتراضية وعلى المعلمين التجاوب سريعاً من أجل المصلحة الوطنية العليا ومصلحة الأبناء الطلبة وأن يُجيد كل طرف من اطراف المعادلة (التربية والتعليم ومؤسسات المجتمع المدني والمجتمع المحلي ومجلس الآباء) الاصغاء وايجاد حلول مناسبة تُرضي الجميع لا تُعيق عملية البناء التعليمي والتربوي وحتى لا تظلموا اعز الفئات ولا تضيعوا فرحة الطالب بنجاحه في "التوجيهي" فهم رصيد المجتمع الفلسطيني الحضاري للمستقبل والمعلمين بتربيتهم وتعليمهم اليومي الناشئ يصنعون إيجاباً أو سلباً هذا المستقبل.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة
حمدي فراج
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على منظمة إسرائيلية داعمة للاستعمار
الأكثر قراءة
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأونروا: فقدان 98 شاحنة في عملية نهب عنيفة في غزة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
اضراب المعلمين ... الطلبة هم الضحية و"التوجيهي" في رقبة الجميع