في اليوم الـ17 من ولادة آدم، عانى من تشنجات عضلية وتوقف التنفس وسكتة قلبية؛ وفي أول شهرين من ولادته، ذهب إلى عدة مستشفيات وتلقى العشرات من إخطارات الأمراض الحرجة... وخلال أول ما يزيد على 200 يوم منذ قدومه إلى هذا العالم، قضى هذا الرضيع السوري كل يوم تقريبا في مستشفيات.

ولد آدم في يوليو عام 2022 الماضي بمدينة ييوو في مقاطعة تشجيانغ بشرقي الصين، من أب سوري وأم أوكرانية، يقومان بأعمال التجارة الخارجية في ييوو، ولسوء الحظ، أصيب الرضيع السوري بالحمى والتشنجات العضلية وتوقف التنفس والسكتة القلبية في اليوم الـ17 من ولادته، وهو وضع صحي خطير كاد يودي بحياته في أي وقت.

لجأ والداه اليائسان إلى صديقهما الصيني للمساعدة، حيث اصطحبهما إلى عدة مستشفيات في مقاطعة تشجيانغ. وشخّص الأطباء الصينيون في البداية حالة الطفل بأنه مصاب بفيروس الهربس البسيط داخل الرحم من النمط الثاني، بينما قاموا بعلاج آدم بمضادات الصرع ومكافحة العدوى وخفض الضغط داخل الجمجمة والتحويلة الدماغية وغيرها.
واقترح أحد الأطباء بأنه "ربما يمكنكما الذهاب إلى مستشفى مقاطعة تشجيانغ للطب الصيني التقليدي لتجربة العلاج التكاملي بالطب الصيني التقليدي والطب الغربي". وفي 29 سبتمبر من العام الماضي، أخذ الوالدان طفلهما آدم البالغ من العمر شهرين إلى قسم إعادة التأهيل للأمراض الحرجة للأطفال في مستشفى مقاطعة تشجيانغ للطب الصيني التقليدي، لتلقي العلاج.

وقال تشن بوه، مسؤول قسم إعادة التأهيل للأمراض الحرجة للأطفال، إن حالة آدم كانت خطيرة للغاية عندما جاء إلى المستشفى، حيث تعرّض لزيادة توتر العضلات بشكل متكرر وتوقف التنفس وسكتة قلبية، وتم إنقاذه عدة مرات من خلال الإنعاش القلبي الرئوي. ودعا تشن الفريق الطبي على الفور لمناقشة حالة آدم وصياغة خطة علاج مفصلة.

وبفضل العلاج متعدد التخصصات من قبل قسم الوخز بالإبر وقسم الأكسجين عالي الضغط وقسم علاج الأطفال وفريق تمريض الأطفال، خفف العلاج الأولي لإعادة التأهيل بشكل فعال من توقف التنفس والسكتة القلبية المتكررين لآدم، ما لعب دورا مهما في الاستقرار اللاحق لحالة الطفل.

ومن أجل منع حدوث توقف التنفس وسكتة قلبية في غرفة الأكسجين عالي الضغط، رافق الطبيب المعالج يوان جيانغ آدم إلى غرفة علاج إعادة التأهيل عدة مرات. وفي الوقت نفسه، قام الأطباء من قسم إعادة التأهيل وقسم الوخز بالإبر والأقسام الأخرى بإخضاعه لتمارين رياضية وتدريبه على البلع. وإلى جانب سلسلة من طرق العلاج وإعادة التأهيل عبر تكامل الطب الصيني التقليدي والطب الغربي، مثل التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة والوخز بالإبر لفروة الرأس، تحسنت حالة آدم تدريجيا.

وبعد ما يقرب من نصف عام من العلاج وإعادة التأهيل، تمكن آدم من رفع رأسه بشكل مستقل في عمر 8 أشهر، وتعافى وعيه وحركته، حيث استقرت جميع مؤشراته.

وفي نهاية مارس الجاري، ودع آدم أخيرا حالة الخطر تماما وخرج من المستشفى بسلام. ومع استذكارهما رحلتهما للبحث عن العلاج الطبي، ذرف والدا آدم الدموع قائلين: "شكرا لجميع الأطباء! شكرا للطب الصيني التقليدي! شكرا للصين!"، موضحين أن رحلتهما للبحث عن العلاج وإنقاذ طفلهما من الموت أكبر من أن تصفها أي كلمات.