Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الجمعة 24 مارس 2023 5:43 مساءً - بتوقيت القدس

لين عبد الحق.. إبداع يتحدى البطالة

نابلس - "القدس" دوت كوم - روان الأسعد

 لا يكاد يخلو يوم من مناسبة ما لأحد، وباتت الحلويات ضرورية ومطلوبة على اختلاف المناسبة الاجتماعية التي لاتقوم إلا على أكثر من نوع من الحلويات، وبما أن الجميع يعشق الحلويات كبارا وصغارا، اختارت لين عبد الحق أن تؤسس مشروعها الخاص لإنتاج الحلويات لتعمل فيما تحب وتتحدى البطالة.


رغم دراستها للقانون في جامعة النجاح وتخرجها، إلا أن شبح البطالة وعدم وجود فرص عمل بشهادتها كان يلاحقها، لكنها قررت أن تحقق آمالها وطموحاتها دون الوقوف على رصيف الإنتظار لحين وصول قطار الوظيفة، لتبدع بمجال تجد فيه متعتها وشغفها إلى جانب بحثها عن وظيفة، واختارت صناعة الحلويات لما فيها من فنون متعددة، سواء من ناحية الطعم أو الشكل، كذلك ولم تكتف بذلك بل قررت أن تتميز عن كل ماهو موجود في السوق.

من الموهبة إلى الاحتراف ،،

تقول لين: لقد تخرجت من الجامعة وحالي حال معظم الشباب الخريجين في ظل ما تعاني منه البلد من بطالة، ولم أجد فرصة عمل مناسبة بتخصص القانون، فقررت أن أبحث عما أحبه ليكون لي مشروعا خاصا أعمل به. وجدت شغفي وحبي لصناعة الحلويات وقررت أن أعمل فيه ولكن معلوماتي كانت قليلة جدا في هذا المجال كونه بحرا واسعا ومتعدد المجالات، وكان لا بد من أن أتخصص فيه وأتعلم لأتقنه على أكمل وجه.


وتابعت: إن العمل بشكل جدي بدأ من سنة، من خلال تعلمي إعداد الحلويات الغربية عبر التحاقي في دورة متخصصة "Kitchen Club Academy" وحصولي على شهادة معتمدة عالمية كشيف للحلويات، الأمر الذي جعلني أتعمق في هذا المجال وأبحث عن كل الطرق للتعلم والبحث بمختلف الوسائل لتكون جسرا لبناء مشروعي الخاص الذي ينسجم مع رغباتي وطاقاتي وإمكاناتي.

الاحتراف والتنوع ،،


احترفت لين عمل الحلويات، وهي الآن صاحبة leens bakery house ، وعن قصة هذه اليد التي تمارس هوايتها المفضلة التي تستمع بها وكيف تجاوزت متعتها الخاصة بتناول ما لذ وطاب وتوسيع آفاقها في مجال صناعة الحلويات لتشارك إبداعها مع الآخرين عبر صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي.


تتحدث لين قائلة: حبي للحلويات وصناعتها هو سر بدايتي بعالم الحلويات، مدة الدورة ثمانية شهور ودخلت بشكل مفصل بهذا العالم وكان لدي العديد من المخاوف أن أبدأ بالمشروع، كلما أنوي التقدم أتراجع وأخاف، الى أن قررت أن أفتح متجرا الكترونيا وصفحة خاصة بي على موقع التواصل الإجتماعي الإنستغرام وأعرض فيه الحلويات التي أصنعها سواء طلب الناس منها أم لا، بدأ الناس يشاهدون الكعكات التي أصنعها، وقد بدأت بصناعة الأصناف التي يعرفها الناس ويرغبونها دون أن أذهب الى أصناف جديدة وغريبة قد لا يتقبلونها لأنها جديدة وغريبة، بدأت بكعكات أعياد الميلاد المصنوعة من الكريمة. وحتى أتميز عن الجميع، لم أذهب باتجاه الكعكات التجارية أبدا، وكنت أضع خبرتي الأكاديمية ووضعتها في كعكاتي، سواء بالحشوات الداخلية أو تغليفها بالكريمة من الخارج ليكون مذاقها مختلفا تماما عن أي مذاق موجود بالسوق، واعتمدت كريمة الزبدة وعلى خلاف المستخدمة في السوق ليكون شغلي مميزا وطعمه رائعا.


وتابعت: ثم انتقلت من صناعة الكعكات بالكريمة للعمل بعجينة السكر، وكانت لدي مخاوف أن لا أتمكن من تشكيلها كما أريد، ولكن عند التجربة انقلبت الآية وأدركت أنه بإمكاني تشكيلها كما أريد، فبدأت أقرأ أكثر عنها وأتعلم المزيد من خلال الإنترنت، وصار الإبداع والتطور في عمل الكعكات وتشكيلها واضحا جدا، وتطورت في عجينة السكر ليصبح مبدأ صفحتي هو الكعكات المصنوعة من عجينة السكر، وبدأت آخذ حفلات ومناسبات وأعياد ميلاد وغيرها، ليبدأ الناس بالطلب مني حلويات إضافية الى جانب الكيك كالكوكيز والكب كيك وغيرها، وبدأت بإدخال هذه الأصناف الى عملي واحدة تلو الأخرى إلى أن قررت التنوع أكثر.


وأردفت: حاولت إدخال أصناف جديدة مثل البراونيز وصنعتها بكل حب وكأنني أصنعها لنفسي ثم عملت التمر المحشو والمغطى بالشوكولاته، وبدأت أبتكر وصفات، مثلا كالغريبة إما أن تكون سادة او محشوة بالفستق الحلبي هذا المألوف عند شرائها، لكني قررت عملها بطريقة جديدة ومبتكرة طعمها فستق حلبي ولوتس معجونة فيها وليست محشوة بها، كذلك الجوزية التي يتم حشوها بالكرميل. أنا قررت تغيير هذا الطعم ووضعت بها حشوات التشيز كيك المنوعة، وقد وجدت إقبالا كبيرا عليها، رغم أن عمر المشروع غض، لا زال سنة، إلا أنني تمكنت من بناء ثقة مع الزبائن واستطعت التميز وصناعة اسم لي بات معروفا عند الكثيرين.

العقبات والطموح ،،


ان نجاح أي مشروع يعتمد على عزيمة الشخص ورغبته في تحقيق ذاته بخطوات واثقة، وعلى كل منا أن يكتب قصص نجاحه القادمة مهما كانت العراقيل الموضوعة أمامه. لين تحدت المعيقات، ورغم ترددها بالبداية وخوفها، إلا أنها أقدمت على خطوة افتتاح مشروع خاص بها الى جانب سعيها لايجاد وظيفة كمحامية، ورغم أن الطريق لم يكن مكللا بالورود الا أنها صبرت وحصدت ثمار صبرها نجاحا وتميزا.


وعن الصعوبات قالت: بداية أنا أعمل تحت شعار أن تكون حلوياتي بمذاق شهي بعيدا عن كل ما هو تجاري، خاصة أنني أصنعها بكل حب وأحرص دوما على تقديم كل ما هو مميز وجديد وليس فقط بالشكل الجذاب والغريب بمجسماته وإعداده كذلك بالطعم، فمن يتذوقة مره لا ينسى طعمه أبدا، لذا أحتاج جهدا مضاعفا لكي تتذوقه العين ولا ينساه الفم، وهذا ما يجعلني أتميز، ومع ذلك أنا محامية وأحب مهنتي ولا زلت أبحث عن وظيفة الى جانب مشروعي الخاص، وأعمل على تطويره وتوسيعه، فأنا أطمح بعد فتره أن يكون لي مشغل صغير خاص بي لصناعة حلوياتي بعيدا عن المنزل ثم أخطو الخطوة التالية بافتتاح محل خاص بي أبيع فيه ما لذ وطاب من الحلويات، وأن يكون له أفرع في كل مكان يقصده الجميع ويبحثون عنه.


أما عن الصعوبات فأختصرها، لأن أبرزها كان بالتسويق والأسعار، فالبعض لا يتقبل أسعاري، رغم أن شغلي ليس تجاريا ومعظم الكعكات التي أصنعها أبيعها بسعر التكلفة مع أنني لا أستخدم أبدا الأنواع العادية بل الممتازة، سواء من الكريمة أو الحشوات، فانا أصنعها من الصفر بنفسي إضافة لأنها تاخذ مني وقتا وجهدا، فبعض الكعكات تحتاج ثلاثة أيام من العمل الى اربعة، خاصة المجسمات ومع ذلك أبيع بأسعار قليله جدا دون الربح وهذه المعضلة الكبيرة التي تواجهني، لا يزال بعض الناس لا يقدّرون قيمة العمل المنزلي والمصنوع بجودة بعيدا عن انتاج كميات كبيرة وبمنتجات أقل جودة وتميزا، كما أنني عندما اشتري المواد الخام لا أشتري كميات كبيرة، بالتالي أسعار المواد الخام تكون مرتفعة، عكس المحال التي تبيع الحلويات، إضافة الى مشكله التوصيل فانا لا أستطيع أن أرسل طلبيات لخارج نابلس وذلك لأن الكيك لا يصل بالشكل الذي يخرج به من عندي بسبب عدم حرص شركات التوصيل وانتباههم للحلويات ما يجعل السوق محدودة.

أصناف منوعة وأطعمة جديدة ..

تستمر لين في إضافة وصفات جديدة لمطبخها كل حين وآخر، فهذا هو سر نجاحها وسبيل استمرار تميزها مستقبلا، فتلك التي بدأت بأصناف معينة لتبتكر وتتوسع في حلوياتها وأصنافها لتضم تشيز كيك البارد والمخبوز والسان سبستيان الى جانب التيراميسو والبراونيز والفراولة بموسم الشتاء مع شوكولاتة والتمر المحشو والمغطى بالشوكولاتة في شهر رمضان والأعياد، إضافة للكوكيز المحشو والمغطى بعجينة السكر، والغريبة بطعم الفستق الحلبي واللوتس والجوزية بحشوات التشيز كيك وكعكتي التفاح والجوز والقرفة والجزر والجوز والقرفة، تعمل جاهدة لإدخال الاصناف الغربية الجديدة والتي تعلمتها في الأكاديمية، لكن ما زالت متشككة من إدخال أصناف جديدة وغريبة ذلك أنها مكلفة جدا وسعرها مرتفع، وهذا ما يخيفها كثيرا ويجعلها مترددة.


واختتمت حديثها بالقول: رغم أنني لم أشارك بمعارض كونها متعبة ولاني أصنع الحلويات التي تحتاج لجو ودرجة حرارة معينة إلا أنني منذ بداية مشروعي وحتى الآن زادت دائرة معارفي وعلاقاتي أضعافا مضاعفة عن ذي قبل وشعرت أن تعبي بدأت أحصد نتائجه، لذا سأستمر وسأسعى حتى أحقق ما أريد. وأوجه رسالة لكل شخص أن لا ينتظر ركب الوظيفة في ظل ما نعانيه من أوضاع اقتصادية وسياسية متردية بسبب الاحتلال وأن يبدأ بمشروعه ولا يتردد كما فعلت، بل يقدم على البدء بما يحب، البداية صعبة لكن علينا أن لا نيأس وأن نركز على عملنا وسنصل بالتأكيد، وبالنهاية هي تجربه حتى لو فشلنا، لا أحد ينجح دون فشل، علينا فقط أن نتحمل ونصبر للوصول للتميز والقمة، وسأسعى لأن تكون حلوياتي معلما بارزا لأي زائر للبلد، ويكون تذوقها على جدول أعماله متى وصل إلى هنا، كما أعمل على أن تكون أطعمتي علامات تذكارية وهدايا يستخدمها المحبون والأهل بين بعضهم بعضا.


قصة الشابة لين عبد الحق، بما تحتويه من نجاح وتخط للصعوبات، تحمل في مضمونها رسالة للشباب الطموح أن يخلق فرصته بيديه مستغلا الموارد المتاحة له، وأن يقف بوجه الصعوبات لتحقيق طموحاته وأحلامه، فمن جد وجد، ومن زرع حصد ومن سار على الدرب وصل.

دلالات

شارك برأيك

لين عبد الحق.. إبداع يتحدى البطالة

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الخميس 19 ديسمبر 2024 9:56 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.61

شراء 3.6

يورو / شيكل

بيع 3.76

شراء 3.76

دينار / شيكل

بيع 5.09

شراء 5.08

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%57

%43

(مجموع المصوتين 283)