أقلام وأراء
الجمعة 24 مارس 2023 11:13 صباحًا - بتوقيت القدس
حرب أوكرانيا.. وقضية فلسطين
هذا الرجل، المفكر السياسي البارز جون ميرشيمر أصبح في هذه الأيام محل اهتمام واسع النطاق في منتديات المناقشات السياسية، وأيضاً في كبريات الصحف الأمريكية، اهتمام بآرائه التحليلية لأزمة أوكرانيا، والتي تختلف كلية عن المفهوم السائد للسياسة الأمريكية. ولم تتغير مواقفه في تحليل السياسة الخارجية منذ إثارته للجدل حول كتابه «اللوبي الإسرائيلي وسياسة أمريكا الخارجية»، بالمشاركة مع البروفسور ستيفن والت بجامعة هارفارد، وموقفه من الحالتين جعل الكثيرين يرون أنه شخَّصَ حالة حرب أوكرانيا، وقضية فلسطين، بنفس المعايير التحليلية والحيادية.
وميرشيمر ينتمي لما يسمى في الولايات المتحدة بالمدرسة الواقعية في السياسة الخارجية، التي تؤمن بأولوية الدبلوماسية وليس الحرب في حل النزاعات، وهي تختلف في ذلك مع ما تسمى بالمدرسة المثالية التي ترى الأولوية لاستخدام القوة قبل الدبلوماسية، وتؤمن بفرض السيادة الأمريكية على العالم ولو باستخدام القوة.
ومن أقطاب المدرسة الواقعية الرئيس جورج بوش الأب، وبيل كلينتون، وهنري كيسنجر، وغيرهم كثيرون.
والآن يرى كثير من الباحثين أن ميرشيمر هو أول من تنبأ بوقوع حرب أوكرانيا في مقال له بمجلة «فورين أفيرز»، ومع تتابع تحليلاته عن السياسات التي كانت تدفع بوتين دفعاً نحو ما جرى في أوكرانيا، أصبحت كثير من الصحف الكبرى، ومنها «نيويورك تايمز»، و«واشنطن بوست»، و«نيويوركر» وغيرها، تفسح له مساحات لمقالاته، والتي صارت تلقى إعجاب واقتناع كثيرين، سواء على مستوى المفكرين السياسيين، أو الرأي العام.
وضمن الاهتمام بمناقشة آرائه، فقد دعاه في 16 يونيو/حزيران 2022، مركز الدراسات التاريخية، وبحضور مئتي شخص، ليعيد أمامهم طرح رؤيته لما يجرى. فقال إن أمريكا هي المسؤولة بدرجة رئيسية عن التسبب في أزمة أوكرانيا، حتى ولو كان بوتين مسؤولاً بعد ذلك عن بدء الحرب، وتصرفات قواته في ميدان المعارك.
وقال أيضاً: في تقديري إن السياسة الأمريكية جعلت بوتين والقادة الروس يجدونها نوعاً من التهديد الوجودي لبلادهم. وإنني أقول هذا تحديداً عن استحواذ فكرة إدخال أوكرانيا في الناتو، على التفكير الأمريكي، وجعل أوكرانيا نوعاً من «الحصن» للغرب على حدود روسيا.
وبصفة عامة تستند آراء ميرشيمر الواقعية على أن العالم يرغب في العيش في سلام، بحيث لا يسعى طرف لتهديد الطرف الآخر، على حين أن الرغبة لدى أية قوة للهيمنة على النظام الدولي، لابد أن تخلق دوافع قوية لدى قوة دولية أخرى لمنافستها فيما تسعى إليه.
إن الاهتمام واسع النطاق بآراء جون ميرشيمر بين النخبة والرأي العام على السواء، بشأن الحرب في أوكرانيا والمخالف لتوجهات السياسة الأمريكية، قد أعاد إلى الأذهان ما سبق أن أثاره من جدل كتابه «اللوبي الإسرائيلي وسياسة أمريكا الخارجية». وكان من النقاط شديدة الأهمية ما أورده في الكتاب من القول بأن كثيراً من السياسات التي اتخذت لصالح إسرائيل هي التي تقوّض مصالح الأمن القومي الأمريكي.
وهو نفس ما ذكره الناشرون، ومنهم دار النشر الكبرى «ماكميلان»، من أن الكتاب يتحدث عن تأثير اللوبي الإسرائيلي على مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة.
وتلك نقطة سبق أن استند إليها الرئيس جورج بوش الأب في معاقبة إسرائيل بمنع تسليمها قرضاً قيمته عشرة مليارات من الدولارات، رداً على تملصها من تعهدها له بالتوقف عن التوسع في المستوطنات في الضفة الغربية، ويومها ذهب وزير خارجيته جيمس بيكر إلى الكونغرس ليعلن أمام أعضائه، أن موقف حكومته يتفق مع مصالح الأمن القومي الأمريكي.
وإلى جانب هذه النقطة فإن ميرشيمر أشار في كتابه إلى أن القوة السياسية التي يتمتع بها اللوبي الإسرائيلي لا ترجع أهميتها فقط إلى تأثيرها على المرشحين في الانتخابات سواء الرئاسية، أو انتخابات الكونغرس، بل أيضاً لنفوذ القوة السياسية للوبي على سياسة أمريكا الخارجية، خاصة في الشرق الأوسط.
لم يكن ميرشيمر هو الخبير السياسي الوحيد في أمريكا الذي طرح تلك الرؤية المثيرة للجدل والاهتمام. فهناك الكثيرون غيره الذين كتبوا وتحدثوا عن سياسة توسع الناتو، والتضييق على روسيا لتظل في وضع الدولة العادية، وليست تلك القوة الكبرى تاريخياً، وأن ذلك سيكون من الأسباب التي ستدفع روسيا إلى عمل عسكري، ومنهم من حدد أوكرانيا بالاسم مكاناً للحرب المتوقعة. لكن كون ميرشيمر قد صار يشغل هذه الدائرة الواسعة من الاهتمام، راجع إلى تحقيق توقعاته ولو بعد حين، وبأعلى درجات الدقة. بالاتفاق مع "الخليج"
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة
حمدي فراج
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على منظمة إسرائيلية داعمة للاستعمار
الأكثر قراءة
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأونروا: فقدان 98 شاحنة في عملية نهب عنيفة في غزة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
حرب أوكرانيا.. وقضية فلسطين