أقلام وأراء

الإثنين 20 مارس 2023 10:18 صباحًا - بتوقيت القدس

بعد مذكرة بوتين ماذا بشأن قادة المستعمرة؟

بقلم:حمادة فراعنة


لو سلمنا جدلاً بكل الأسباب والذرائع والحجج الأميركية الأوروبية لمطالبة الرئيس الروسي بوتين للمثول أمام محكمة الجنايات الدولية، على خلفية الاجتياح الروسي لأوكرانيا وتداعياتها الجرمية، لماذا لم تتدافع واشنطن والعواصم الأوروبية التي صنعت المستعمرة على أرض الفلسطينيين، الذين تعرضوا لجرائم التصفية والتطهير العرقي وللمجازر الموصوفة على يد منظمات الإرهاب الصهيونية، وتشريد نصفهم خارج وطنهم فلسطين، لماذا لم تعمل عواصم الغرب على مطالبة قادة المستعمرة وإرغامهم في الاستدعاء والمثول أمام المحاكم المماثلة، وهم ما زالوا يواصلون ارتكاب الجرائم منذ قيام المستعمرة إلى الآن بحق الشعب الفلسطيني؟؟.

الا يستحقون على أثر جرائمهم الاستدعاء والمحاكمة على ما فعلوه من تصفيات وقتل وأذى بحق شعب بكامله، بحق أطفاله ونسائه وشبابه ناهيك عن تصفيات متعمدة واغتيالات لقياداته وشبابه؟؟.
قادة المستعمرة أخلوا بشرط الأمم المتحدة مقابل قبول عضويتها: عودة اللاجئين إلى بيوتهم، وهي لم تفعل ذلك منذ عام 1948 إلى الآن، ومع ذلك لم تتعرض قياداتها للمساءلة والاستدعاء، والمحاكمة.
المستعمرة تحتل أراضي كامل خارطة فلسطين، وأرض الجولان السوري وجنوب لبنان، ألا يستوجب مواصلة احتلالها، إجراءات عقابية ترغمها على التراجع والإنسحاب؟؟.

المستعمرة يومياً تقتل بلا أدنى وازع قانوني أو أخلاقي أو إنساني، بما فيهم اطفال دون الثماني عشرة سنة، من يقف ضدها؟؟ من يرفض سلوكها؟؟ من يسعى من هذه البلدان المتحضرة لمحاسبتها: الولايات المتحدة، كندا، أستراليا، وأي من بلدان أوروبا المتطورة: بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا؟؟.

من المؤكد أن دوافعهم نحو أوكرانيا تختلف عن دوافعهم نحو فلسطين؟؟ ومن المؤكد أكثر أن دوافعهم نحو روسيا يختلف عن دوافعهم نحو المستعمرة!!.

ولهذا حينما يصف الفلسطينيون أن الولايات المتحدة وأوروبا يكيلون بمكيالين مختلفين، فهم محقون بذلك، لأن الظلم الواقع عليهم وضدهم لا يجد من يردعه، ولا يجد شعب فلسطين من يقف إلى جانبهم حقاً، أو يقدم لهم مظلة تحميهم من عسف الاحتلال وجرائمه واستمراريتها!!.

لو فعلت أوروبا التي صنعت المستعمرة، ومن بعدهم الولايات المتحدة التي تبنت المستعمرة كاملة، حيث تقدم لها كافة أنواع الدعم المالي والعسكري والاستخباري وتحميهم سياسياً وقانونياً، وتمنع عنهم أي إدانة أو مساءلة من قبل الأمم المتحدة ومؤسساتها، لو فعّلت بلدان أوروبا والولايات المتحدة ضمائرهم، هل تتمادى المستعمرة وتواصل جرائمها بحق الشعب العربي الفلسطيني؟؟.

بعد سنة واحدة من الاجتياح الروسي لأوكرانيا، صدرت مذكرتي استدعاء واعتقال من قبل محكمة الجنايات الدولية بحق الرئيس الروسي، أما المستعمرة الإسرائيلية، التي تحتل أراضي ثلاثة بلدان عربية منذ عشرات السنين، لم تتعرض لأي مساءلة أو استدعاء لأي من قياداتها رغم أن أياديهم ملطخة بدماء الفلسطينيين الأبرياء!!.

دلالات

شارك برأيك

بعد مذكرة بوتين ماذا بشأن قادة المستعمرة؟

المزيد في أقلام وأراء

إسرائيل تحاول التنصل من جرائمها

حديث القدس

الفعل وليس القرارات ما هو مطلوب

حمادة فراعنة

حراك الجامعات في مواجهة ألة القمع الإسرائيلية

زاهي علاوي

استكشاف هندسة الأوامر: الابتكار والتطور والتأثير على المستقبل

صدقي أبو ضهير

‏ الحكومة الجديدة وأهمية دعم القطاع الزراعي

عقل أبو قرع

معاداة السامية" ... سلاح ظلم وبغي

عطية الجبارين

القادمون من السراديب والذاهبون إليها

حمدي فراج

القمة العربية ما بين الوقائع والاستحقاقات اللازمة

مروان أميل طوباسي

أمريكا وحروب الإبادة: سجل حافل بالصناعة أو التورط

صبحي حديدي

انتظروا بياناً هاماً ...!!

سمير عزت غيث

اليوم التالي ووهْم حلّ الدولتين

محمد الهندي

ألسنة اللهب ترتفع في الجنوب والشمال والدبلوماسية الدولية تكتفي بالأقوال ..!!

حديث القدس

احتجاجات الجامعات: تحولات كمية.. إلى نوعية

د. أسعد عبدالرحمن

بداية التعافي الاقتصادي في الأردن

جواد العناني

النكبة وسرديّة المخيّم الكبرى

سمير الزبن

الجامعات والإعلام ودورهما في تعزيز"الانتماءِ للقضية الفلسطينية"

تهاني اللوزي

المقاومة ونتنياهو ولعبة الوقت

بهاء رحال

القضاء على الشعب الفلسطيني

حديث القدس

النكبة مستمرة

حمادة فراعنة

"إسرائيل" عالقة بين معادلتي العجز في التقدم والعجز في التراجع

راسم عبيدات

أسعار العملات

الجمعة 17 مايو 2024 12:34 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.71

شراء 3.7

يورو / شيكل

بيع 4.02

شراء 4.0

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.2

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%8

%92

(مجموع المصوتين 76)

القدس حالة الطقس