أقلام وأراء
الخميس 02 مارس 2023 10:17 صباحًا - بتوقيت القدس
قراءة في هجوم المستوطنين على حوارة
بقلم: د. هاني العقاد
بالتزامن مع انعقاد قمة العقبة الأمنية نفذت علمية فدائية على (حاجز حوارة) المؤدي الى نابلس اسفرت عن مقتل مستوطنين بالرصاص كرد طبيعي كنا نتوقعه على المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال ووحداته الخاصة في نابلس قبل أيام , قد تكون هذه العملية رسالة واضحة للمجتمعين في العقبة بان الضربة بالضربة والفلسطينيون لن يتركوا مجزرة يرتكبها جيش الاحتلال في الضفة الا ويرد عليها الأسود من أبناء شعبهم لان الاحتلال مازال لا يفهم المعادلة ولا يريد ان يتوقف عن قتله للفلسطينيين بدم بارد على اعتقاد انه سيحقق الامن والاستقرار بالنار . واهم كل من يتصور ذلك ويركب راسة الدموي العنصري سواء من الامريكان او الإسرائيليين فكلهم يريدوا تغير خارطة الصراع من خلال التطبيع وتوسيع المستوطنات الكبرى في الضفة الغربية وحسم قضية القدس تماما بالتهويد والاستيطان واخراج احيائها العربية عن محيط المدينة اليهودي ولا يعنيهم الحلول الدائمة والشاملة للصراع . لم يكد يصدر البيان الختامي عن القمة والذي جاء متناقضا بين الرواية الإسرائيلية والرواية الفلسطينية حتى كان المستوطنون المتطرفون من مستوطنات (يتسهار والون مورية وايتمار وبريحا ) يجهزون العصابات ويحشدون الرجال للهجوم على بلدة حوارة للانتقام لمقتل المستوطنين برصاص الرد الفلسطيني على جريمة نابلس.
حرب عرقية دينية تشنها عصابات المستوطنين بتخطيط وحماية جيش الاحتلال من مختلف تشكيلاته على عدة قرى فلسطينية تقع في محيط مدينة نابلس في هذه المرحلة على الأقل،حوارة في بؤرة الاستهداف بالإضافة لقرى (بيتا وقريوت وبورين وعصيرة القبلية وعينبوس ) كل هذه القري تعرضت لهجوم إرهابي ووحشي خطير من قبل مجموعات مسلحة من المستوطنين، احرقوا البيوت والسيارات واعتدوا على كل شيء حتى الطرق حاولوا ان يشعلوها وهتفوا الموت للعرب وبثوا الخوف والفزع بين السكان في مشهد يعيدنا الي هجمات هذه العصابات ابان حرب العام 1948، ليس هذا فقط وانما اوقعوا إصابات عدة باكثر من 100 مواطن فلسطيني منها إصابات بالرصاص وكسور بالجمجمة والأطراف وحروق متنوعة بالجسد. النار ارتفعت السنتها في البيوت وجيش الاحتلال يتفرج، أكلت كل شيء حتي الحجارة ,غطت سحب الدخان سماء حوارة ,رفص المتطرفون فرحا بانهم انتقموا دون ان يعرفوا ان الحرب سجال والايام القادمة سوف يسجل الفلسطينيون المزيد من النقاط الرادعة ، منعوا سيارات الإسعاف من الوصول لإسعاف الجرحى ومنعوا سيارات الإطفاء إخماد الحرائق وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من ممتلكات السكان. أكثر من 120 بيتا أصبح سكانها في العراء بيوتهم لا تصلح للسكن بفعل النار التي أتت على كل شيء. هجوم إرهابي منظم بتحريض من وزراء التطرف الصهيوني في حكومة نتنياهو الفاشية، هم من خططوا للجريمة ودفعوا بالمستوطنين وحرضوهم وامروا الجيش بتوفير الحماية لهم في عمل نقرأه جيدا ونستطيع ان نعتبره بداية مرحلة خطيرة لمواجهة لن تنتهي بسهولة مع هذا المحتل الغاشم.
بالبرهان والدليل القاطع اثبت هذا الهجوم ان قمة العقبة قد فشلت قبل ان يجف حبر ورقها لان حكومة الاحتلال لم تقتنع ولو للحظة بوقف التصعيد بحق الفلسطينيين ولم يقبل وزراؤها الذين نظموا هذه الهجمات على الفلسطينيين بوقف الاستيطان ووقف التصعيد ضد الفلسطينيين في كل مكان حتى في المعتقلات والسجون ولم يوقفوا التحريض على الفلسطينيين في كل مكان وقالوا "ان ما تم الاتفاق عليه في العقبة ترك في العقبة" . على ما يبدو اننا كفلسطينيين مازلنا نصدق الامريكان والإسرائيليين، بل نثق ان الامريكان يمكن ان يقدموا شيئا لصالح الفلسطينيين ويساعدوهم يوما من الأيام بإقامة دولتهم مع العلم ان كل بنود الاتفاق الذي جرى في العقبة نسفت قبل ان تقع عملية حوارة التي نفذها فلسطيني انتقاما لمجزرة نابلس.
ان عقيدة الاحتلال هي عقيدة تهرب من أي تفاهمات او اتفاقات او معاهدات وهي عقيدة تعتمد التطرف كايدلوجيا تنبي عليها استراتيجية تدمير القرى والمدن الفلسطينية لصالح مشروعهم الصهيوني على الأرض الفلسطينية. ان طبيعة الهجوم تقول ان الجيش بتعليمات من الحكومة والوزراء اعطي الضوء الأخضر للمستوطنين لتشكيل هذه العصابات وتسليحها وتهيئة الأجواء لتنفيذ هجمات موجعة للفلسطينيين واعتقد ان هذه الهجمات لن تتوقف بل سوف تزداد حتى لو لم يكن هناك أي عملية فدائية ولا حتى عند كل رد فعل فلسطيني على جرائمهم ومذابحهم التي ترتكب بحق الفلسطينيين على اعتقاد ان الفلسطينيين يمكن ان يرهبهم هذا العمل الوحشي ويرمي شبانهم البنادق يوما من الأيام.
ان قراءة ما جري في حوارة وبلدات الجنوب النابلسي تؤكد ان هذه الهجمات ما هي الا البداية، بداية الحرب التي سوف تشتد وطأتها يوما بعد اخر لان المستوطنين وعصاباتهم في كافة مستوطنات الضفة الغربية (يتسهار وبرحا والون مورية وايتمار) وغيرها , تنفذ مخططا كبيرا وخطيرا وهو تدمير كل القرى المحيطة بهذه المستوطنات بدءا بقرية (حوارة) ولعل استخدام المستوطنين لتنفيذ هذا المخطط هو من اخطر وما تنتهجه حكومة نتنياهو مع الأخذ بعين الاعتبار ان المستوطنين بالفعل يريدون أزاله بلدة حوارة عن الخارطة الفلسطينية كبداية أولية , ما يعني ان دولة الاحتلال تستخدم المستوطنين وتسمح لهم بتشكيل عصابات تمارس الإرهاب وتسلحهم بأسلحة رشاشة وقنابل لإعادة رسم خارطة الضفة الغربية بالكامل ما يتيح لهم ضم أجزاء كبيرة لصالح المستوطنات الكبيرة هناك , ولا يستبعد ان يكون هناك عناصر من الجيش تدرب هؤلاء المستوطنين وفي كثير من الأحيان تنخرط معهم بزيهم التقليدي لحماية مجموعاتهم وتنفيذ هجمات فاشية بحرق البيوت و الاعتداء على أصحابها وحرق السيارات والاعتداء على المزارع وقطع الأشجار وكل عمل إرهابي هو متاح لهم، لهذا سنلاحظ خلال الأيام القادمة ان أي عملية فدائية جديدة سوف يوظفها قادة المستوطنين المتطرفين لمزيد من الهجمات الإرهابية على الفلسطينيين, وسنلاحظ صمت حكومة الاحتلال وايلاء السلطة كاملة لهؤلاء المستوطنين ولن تقدم قوات الجيش يوما من الايام على ملاحقة مرتكبي هذه الجرائم من المستوطنين بل ستوفر لهم الحماية الأمنية والقانونية اللازمة في حال تم تقديم هؤلاء المتطرفين للقضاء الدولي.
[email protected]
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
أطفال فلسطينيون تعرضوا للإعدام الميداني
حرب غزة تخطف 18 ألف طفل فلسطيني
الأكثر قراءة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%52
%48
(مجموع المصوتين 92)
شارك برأيك
قراءة في هجوم المستوطنين على حوارة