فلسطين

الثّلاثاء 21 فبراير 2023 12:00 مساءً - بتوقيت القدس

الأسير الجريح رامي غانم يتعرض لانتكاسة صحية وتحويله للاعتقال الإداري تعسفي

جنين –"القدس" دوت كوم- علي سمودي – رغم تجربته السابقة خلال اعتقاله لدى الاحتلال، يعتبر الأسير المحرر هاني محمد غانم، ما تعرض له وشقيقيه أحمد ورامي، من قمع وتنكيل، عقب مداهمة منزلهما في بلدة برقين جنوب غرب جنين، أشد وأصعب وأقسى، مما أثر على صحة وحياة شقيقه رامي (33 عاماً)، الذي اعتقله جنود الاحتلال، ونقل للمشفى الإسرائيلي لصعوبة وضعه.


اللحظات والساعة الصعبة التي عاشها الأشقاء غانم، كانت ضمن الهجمة الشرسة التي شنتها قوات الاحتلال بحق أهالي بلدة برقين فجر تاريخ 7-2-2023، عندما اقتحمت عشرات الدوريات العسكرية ووحدات المستعربين الخاصة المنازل ونكلت بسكانها، وأخضعت غالبيتهم للتحقيق، ثم الاعتقال كما حدث مع الشاب رامي الذي قضى سابقاً خمسة سنوات خلف القضبان باعتقالات عديدة.


يروي هاني غانم الذي قضى أيضاً، 5 سنوات: "إن العشرات من الجنود، حاصروا منزل عائلته قبيل صلاة الفجر، ثم اقتحموه، بطريقة وحشية، وصادروا الهواتف الخلوية لوالده وشقيقه رامي والتي لم تعاد لهم حتى اليوم".


ويقول المحرر هاني: "فجأة ودون سبب، انتزعوني وشقيقاي رامي ومحمد من وسط العائلة، ورغم المطر والبرد الشديد، اقتادونا تحت تهديد السلاح لمنزل أخر في البلدة، واستخدمونا كدروع بشرية رغم وقوع مواجهات عنيفة وإطلاق النار على الجيش مما عرض حياتنا للخطر".


ويضيف: "أثناء نقلنا اعتدوا علينا بالضرب بطريقة وحشية ودون رحمة أو شفقة، بما فينا شقيقي رامي الذي يعاني أوضاع صحية صعبة، لم يتوقفوا عن التنكيل بنا، وتعذيبنا بشكل متعمد دون سبب وأخضعونا للتحقيق لفترة طويلة".


ويكمل: "بعد لحظات رهيبة وصعبة، تم إخلاء سبيلي أنا وشقيقي محمد، لكن الاحتلال واصل احتجاز رامي، ثم قاموا بتعصيب عينيه وتقييد يديه واعتقاله، دون مراعاة التدهور الذي طرأ على صحته بسبب الضرب".


نقلت قوات الاحتلال رامي لجهة مجهولة، وانقطعت أخباره، لتعيش عائلته كوابيس رعب وقلق على حياته، فهو كان مريض كما يفيد شقيقه هاني، وخلال اقتحام الجنود لمنزلهم واحتجازه، أبلغهم بوجود كيس في بطنه بسبب تعرضه لإصابتين، وكان من المقرر أن يجري عملية جراحية في الأردن.


ويضيف: "الاحتلال تكتم على مصيره، لكن بعد فترة علمنا أنه نقل إلى مشفى الخضيرة، بسبب ما تعرض له من مضاعفات، ورغم ذلك منعنا الاحتلال من زيارته والتواصل معه، ولم تصلنا أي معلومات عن حالته الصحية".


ويكمل: "رفضت المحكمة الإفراج عنه بناء على طلب النيابة، ومددت توقيفه دون السماح للمحامي بحضور الجلسة، وقبل أن يكمل علاجه نقلوه إلى سجن مجدو، وجرى تحويله للاعتقال الإداري لمدة 4 شهور".


في بلدة برقين، أبصر رامي النور عام 1990، ويعتبر باكورة أبناء أسرته المكونة من 6 أفراد، ومنذ صغره، استهدفه الاحتلال بالاعتقال مرات عديدة، ويقول شقيقه هاني: "الاحتلال لم يترك شقيقي يعيش حياة طبيعية منذ صغره، فأثناء تعليمه بمدارس برقين، اعتقله في المرة الأولى وهو بسن 14 عاماً، رفضوا الإفراج عنه وزجوه في غياهب السجون رغم كونه طفل، وقضى 3 شهور".


ويضيف: "بعد تحرره، تحمل المسؤولية وقرر مساعدة والدنا في إعالة أسرتنا الكبيرة، عمل في عدة مهن، حتى اقتحم الاحتلال منزلنا مرة ثانية عام 2014، واعتقلت أنا ورامي بعد تفتيش وتخريب محتويات منزلنا، احتجزنا رهن التحقيق في سجن الجلمة لفترة طويلة، ثم حوكمت بالسجن لمدة عام، وشقيقي 11 شهراً وغرامة 8 آلاف شيكل".


لم يتوقف الاحتلال عن ملاحقة رامي، رغم أنه بعد تحرره عاد ليعيش حياته الطبيعية وممارسة عمله، لكن يقول شقيقه: "كان الاحتلال له بالمرصاد، اعتقله للمرة الثالثة، وأمضى خلالها 4 سنوات ونصف وتحرر بعد انتهاء مدة محكوميته".


ويضيف: "بين اعتقالاته تزوج وأسس أسرة، ورزق بطفلته شام التي تبلغ من العمر 8 سنوات، بينما بتجربة أسره الجديدة، فإن زوجته مرام حالياً حامل في الشهر السابع، ونغص الاحتلال فرحتها وفرحته، فقد كان ينتظر ولادة مولوده الجديد".


ويكمل: "الكارثة الكبرى التي نعيشها اليوم، سببها تحويله للاعتقال الإداري الذي يعتبر قتل بطيء للأسير وأسرته، وعذاب نفسي وجسدي وعقلي، في ظل سياسة الاحتلال الذي يتحكم بحياة الأسير، ونبقى نعيش دوامة طويلة حتى يتحرر من خلف تلك القضبان وفق مزاج المخابرات".


الزوجة الصابرة مرام "أم شام" 28 عاماً، والتي عاشت المعاناة والصبر في اعتقالات زوجها، تتمنى أن لا يطول غيابه وفراقه، ويشاركها لحظة إنجاب المولود الجديد، وتقول: "نتمنى أن ينتهي هذا الظلم والعذاب، فاعتقال زوجي تعسفي وظالم، ولو كان لديهم أي أدلة حول قيامه بأي نشاط لقدموه للمحاكمة، ولكن هذا الإداري دليل إفلاسهم وفشلهم، وهو عقاب لزوجي حتى لا يعيش حياة الحرية مع أسرته ويفرح معنا بطفلنا الجديد".


وتضيف: "ابنتنا شام على مدار 24 ساعة، وهي تنادي على والدها، تفتقد حنانه وأحضانه، ودوماً تحمل صورته وتقبلها وتطالبه بالعود إليها، ورغم كل محاولاتنا للتخفيف عنها، لا أحد يعوضها عن والدها".


تتنقل عائلة رامي، بين مؤسسات حقوق الانسان لمتابعة أوضاعه خاصة الصحية، لكن والدته الخمسينية خولة، لا تتوقف عن البكاء والدعاء له، ويقول هاني: "رغم أنها عاشت تجربة ووجع اعتقالي ورامي، وقضت سنوات على بوابات السجون، لكنها حالياً حزينة وتأثرت بشكل كبير، خاصة لعدم تمكنها من زيارة والاطمئنان على وضعه الصحي".


ويضيف: " نعيش على أعصابنا، بانتظار نتيجة الاستئناف الذي قدمه المحامي ضد قرار تحويل رامي للإداري، وكلنا أمل أن تنتهي هذه الكوابيس التي تطارده منذ سنوات، اعتقال تلو آخر دون سبب، ونناشد كافة الجهات المعنية، التدخل الفوري والعاجل لإدخال طيب مختص لمعاينة وضع شقيقي وضمان علاجه لحمايته من المضاعفات في ظل سياسة الإهمال الطبي".


دلالات

شارك برأيك

الأسير الجريح رامي غانم يتعرض لانتكاسة صحية وتحويله للاعتقال الإداري تعسفي

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 04 مايو 2024 11:31 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.3

شراء 5.27

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 3.99

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%75

%20

%5

(مجموع المصوتين 209)

القدس حالة الطقس