نابلس – "القدس" دوت كوم - وفاء أبو ترابي - طرأ في الآونة الأخيرة ارتفاع خيالي على أسعار الدواجن في السوق الفلسطيني، ما دفع بعض المواطنين في محافظة نابلس، إلى الاستغناء عن هذه السلعة الغذائية، فيما قلّص آخرون مشرياتهم منه إلى الحد الأدنى، وهناك من وجدوا ضالتهم بشراء قطع مفرّقة من الدجاج؛ لسد حاجاتهم من هذه المواد الاستهلاكية التي تشّكل عنصرًا رئيسيًا على مائدة الطعام.

وهذا حال المواطنة (أم رامي) من سكان المدينة، والتي لم تشتر الدجاج لبيتها، منذ ما يقارب ثلاثة أسابيع، رغم أنه عنصر أساسي في أنواع مختلفة من المأكولات التي تُعّدها بشكل متواصل لأسرتها.

وتقول (أم رامي): "أصبحت أسعار الدجاج والبيض مرتفعة كثيرًا وهذا سيؤثر على ميزانية أسرتنا خاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك حيث تتنوع الأكلات التي بحاجة إلى دجاج، وتكثر العزائم للأقارب أيضاً في هذا الشهر".

وفي السياق، تردف، المواطنة (أم وطن)، قائلةً: "جاء الارتفاع المفرط في سعر الدجاج والبيض بالتزامن مع ارتفاع أسعار المواصلات والخضروات أيضًا، وأنا عادةً أضعُ ميزانية خاصة لكل شهر، لكن الآن أصبحت أضيف عليها ما يقارب ميزانية نصف شهر آخر حتى يكفي بيتنا للشهر الحالي، فهذا الأمر يزعجني".

ويعّبر صاحب "مطعم كناري" في وسط المدينة، محمد عودة، عن استيائه من الأوضاع الاقتصادية الصعبة في الفترة الراهنه، لافتًا إلى أنه لا يستطيع رفع سعر "الشاورما" رغم الارتفاع الكبير الذي طرأ على سعر الدجاج، ومع ذلك فقد تراجع الطلب عليها إلى نحو النصف.

كما قال بائع للحوم والمجمدات، فضل عدم ذكر اسمه، إن مبيعات الدجاج لديه قد انخفضت بدرجة كبيرة جدًا، لذلك أصبح يجلب إلى محله كميات دجاج أقل من السابق، مضيفا أنه لا يجني أرباحًا بسبب اضطراره لبيع الدجاج بسعر الجملة.

ويقول صاحب محل لألعاب الأطفال، محمد حمّامي، أن معظم المواطنين من العاطلين عن العمل والموظفين غير قادرين على شراء الدجاج والبيض بهذا السعر المرتفع، فمن لديه أربعة أو خمسة أبناء لا يكفيه طبق البيض أو دجاجة واحدة لكل الأسبوع، فيضطر لشراء المزيد منها، ونتيجة هذا السعر المرتفع بالإضافة للاحتياجات المنزلية الأخرى لن يتبقى شيء من راتبه آخر الشهر.

وأضاف حمّامي، "هناك فوضى ملحوظة في الأسعار والرقابة معدومة، كما أن كثيراً من السلع ارتفع سعرها هذه الفترة، لذلك لا يوجد حل إلا مقاطعة شراء الدجاج والبيض حتى تنخفض أسعارها".

ويعزو المُزارع، محمد نزال، سبب هذا الإرتفاع الخيالي في سعر الدواجن إلى أن الدجاج أثناء الحضانة يحتاج إلى تدفئة بواسطة الغاز المرتفع سعره، والصوص الذي يتم استيراده ارتفع سعره أيضًا، وكذلك طن العلف، فهذا كله يؤثر على سعر الدواجن في السوق المحلية.

ويردف قائلاً: "إن كميات الدجاج في المَزارع قلت، لأن المُزارع عندما يخسر في دورة تربية الدجاج لا يمكنه أن يستمر في غيرها، فيتوقف عن التربية خاصة في ظل الأحوال الجوية الباردة في فصل الشتاء حيث تحتاج المَزارع إلى التدفئة اللازمة، كما أن هذا الفصل يعتبر بيئة خصبة لانتشار الفيروسات التي تصيب الدجاج، الأمر الذي يشكل قلقًا لدى الكثير من المزارعين".

ويتابع نزال، أنه ليس هناك من يدعمهم ويعوضهم إذا خسروا، لذلك يبقى عدد قليل من الذين يربون الدجاج، وفي هذه الحالة تقل كميته في المَزارع ويرتفع سعره في الأسواق المحلية، ثم بعد ذلك الإرتفاع يعود المزارعون لتربية الدجاج.

كما يلاحِظ أن كميات الدجاج التي يستهلكها المواطنون صارت أقل، فإن الذي كان يشتري ثلاث دجاجات أصبح يشتري اثنتين، حيث قلّ عدد الزبائن لديه، مُقدّرًا إمكانياتهم المادية الضئيلة.

 ويوضح نزال، أنه يبيع في اليوم الواحد حوالي 40 دجاجة بعد أن كان يبيع 100، متوقعًا أن يبقى سعر الدجاج مرتفعًا حتى نهاية شهر رمضان.

من جهته، يشكو بائع الدجاج والمزراع، أشرف السرطاوي، من هذه الظروف الإقتصادية التي تلقي بظلالها على زبائنه نتيجة ارتفاع الأسعار، موضحًا أن الدواجن لا يمكن احتكارها في السوق فهي تُربى في مزرعة وعندما ينمو الدجاج فيها إلى الحد المطلوب يتم بيعه".

ويضيف السرطاوي، في الفترة المنصرمة أُصيبت المَزارع بفيروس نيوكاسل (الطفش)، لذلك هناك كثير من المزارعين لم يربوا الدجاج، ما أدى إلى نقص هذه السلعة، متأملاً من المزارعين أن يعودوا لتربية الدجاج بأسرع وقت ممكن.

وقد شهد قطاع الدواجن مع بداية العام الجاري حالة من عدم الإستقرار في أسعاره نتيجة اضطراب موازنة العرض والطلب، حيث قل الطلب عليه نتيجة ارتفاع سعره في السوق الفلسطيني، فأـصبح كيلو الدجاج اللاحم يتراوح ما بين 21-25 شيقلاً، كما أن نقص كميات الدجاج البيّاض في الفقاسات أدى إلى إرتفاع سعر كرتونة البيض إلى 25 شيقلاً، وذلك يختلف من محافظة لأخرى، ما أثار استياء عامة الناس خاصة بعد الإرتفاعات المتتالية لأسعار السلع والخدمات المختلفة.