(أ ف ب) -أسدى شالكه، متذيل الترتيب، خدمة كبيرة لبايرن ميونيخ حامل اللقب وأبقاه في صدارة الترتيب بإجباره مضيفه أونيون برلين على الاكتفاء بالتعادل السلبي الأحد في المرحلة الحادية والعشرين من الدوري الألماني لكرة القدم، ما سمح لبوروسيا دورتموند أيضاً في أن يصبح ثانياً بفوزه الكبير على هرتا برلين 4-1.
وكانت الفرصة متاحة أمام أونيون برلين للتربع على الصدارة بعد سقوط بايرن أمام بوروسيا مونشنغلادباخ 2-3 السبت في نتيجة أشعلت الصراع في ظل وجود فارق 5 نقاط فقط بين الأول والسادس، لكن نادي العاصمة فشل في مواصلة انتصاراته التي توقفت عند خمسة توالياً منذ بداية 2023.
وبات أونيون برلين بتعادله الرابع للموسم على المسافة ذاتها من بايرن الذي يتمتع بأفضلية فارق الأهداف، وذلك قبل الموقعة المرتقبة بين الفريقين الأحد المقبل في ميونيخ.
وقبل التفكير بمواجهة العملاق البافاري، سيكون تركيز أونيون برلين منصباً الخميس على الخروج منتصراً من لقائه وأياكس أمستردام الهولندي في إياب الملحق الفاصل المؤهل الى ثمن نهائي "يوروبا ليغ" بعدما أنهى لقاء الذهاب بالتعادل السلبي.
وخرج أونيون برلين من هذه المرحلة في المركز الثالث بفارق الأهداف خلف بوروسيا دورتموند بعدما عمق الأخير جراح قطب العاصمة الآخر هرتا برلين الذي يعيش فترة صعبة جداً خلافاً لجاره الأقل عراقة، إذ يقبع في المركز السابع عشر قبل الأخير بفارق أربع نقاط أمام شالكه.
ورأى قائد أونيون برلين النمسوي كريستوفر تريمل أنه "من الطبيعي اختبار مباريات من هذا النوع وشالكه لعب بشكل جيد جداً. ندرك أن كل نقطة مهمة وأنا سعيد لأننا ما زلنا من دون هزيمة هذا العام".
ورغم أفضليته الميدانية وتسديداته الثلاث بين الخشبات الثلاث من دون أي محاولة لضيفه، عجز أونيون برلين عن الوصول الى الشباك وأنهى الشوط الأول بتعادل سلبي ضد فريق قادم من ثلاثة تعادلات متتالية ومن دون أي فوز في 2023 وبانتصارين فقط طيلة الموسم، كانا في أيلول/سبتمبر ضمن المرحلة السادسة وتشرين الثاني/نوفمبر في المرحلة الرابعة عشرة.
ولم يتغير الوضع في الشوط الثاني، إذ نجح شالكه في الصمود وسط عجز مضيفه عن إيجاد الحلول الهجومية التي تمكنه فك الشيفرة الدفاعية لمنافسه، ليبقى التعادل السلبي سيّد الموقف حتى نهاية اللقاء الذي كان مغايراً تماماً لمواجهة الذهاب التي انتهت بانتصار ساحق لفريق العاصمة 6-1 خارج الديار في آب/أغسطس الماضي.
وبهذه النتيجة، أصبح شالكه أول فريق في تاريخ الدوري الألماني يخرج بأربعة انتصارات سلبية على التوالي وفق "أوبتا" للاحصاءات، لكنه ما زال متخلفاً بفارق ست نقاط عن منطقة الأمان.
وعلى ملعب "سيغنال إيدونا بارك"، عرف دورتموند كيف يستغل سقوط بايرن وتعثر أونيون برلين ليصبح ثانياً بفارق الأهداف عن الأخيرين، وذلك بعدما حقق فوزه السادس توالياً في الدوري منذ بداية العام الجديد، إضافة الى فوزين آخرين في ثمن نهائي الكأس المحلية على بوخوم 2-1 وذهاب ثمن نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا منتصف الأسبوع الحالي على تشلسي الإنكليزي 1-صفر.
وكان القائد ماركو رويس الذي سجل الهدف الثالث ضد هرتا، سعيداً "بهذه السلسلة الرائعة من النتائج ونريد مواصلة ركوب هذه الموجة لنرى أين ستقودنا"، فيما رأى صاحب الهدف الرابع جوليان براندت أن "الطريق ما زال طويلاً لكن ليس بالنسبة لنا وحسب، بل لأونيون وبايرن أيضاً".
وبعد بداية مشجعة لهرتا برلين الذي حقق في المرحلة الماضية على حساب مونشنغلادباخ (4-1) فوزه الرابع فقط للموسم، ضرب دورتموند وأحبط معنويات فريق العاصمة بتسجيله هدفين في غضون أربع دقائق، أولاً عبر كريم أدييمي الذي حول بالكعب تسديدة زميله رويس في شباك الحارس الدنماركي أوليفر كريستنسن (27)، ثم بواسطة الهولندي دونيل مالين الذي وصلته الكرة من أدييمي بالذات، فتوغل في الجهة اليسرى ثم شق طريقه الى المنطقة قبل أن يسدد بيمناه في الشباك (31).
لكن فرحة دورتموند لم تكن كاملة، إذ خسر جهود أدييمي الذي تعرض للإصابة واستبدل في الدقيقة 35 بالإنكليزي جايمي بينو-غيتينز.
وأفاد المدرب إدين تيرزيتش أن أدييمي "سيغيب على الأرجح لبضعة أسابيع"، لكنه دعا الى منح النادي "القليل من الوقت" للحصول على تشخيص رسمي للإصابة العضلية.
وبقيت النتيجة على حالها حتى نهاية الشوط الأول، ثم استهل هرتا الثاني بتقليصه الفارق عبر الفرنسي لوكا تروسار بعد تمريرة من سوات سردار إثر هجمة مرتدة سريعة (47).
وأعطى هذا الهدف الدفع المعنوي لهرتا الذي سيطر على منطقة وسط الملعب، ما دفع المدرب إدين تيرزيتش الى الزج بالمهاجمين العاجي سيباستيان هالر والإنكليزي جود بيلينغهام بحثاً عن استعادة أفضلية الهدفين، وقد تحقق ذلك لكن بفضل القائد رويس من ركلة حرة رائعة عجز كريستنسن عن صدها (77).
وقضى هذا الهدف على أي أمل لهرتا بالعودة الى اللقاء ومهد الطريق أمام دورتموند للسير بالنقاط الثلاث الى بر الأمان واضافة الهدف الرابع في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي عبر براندت بعد تمريرة بينية متقنة من بينو-غيتينز.
ومن ركلة جزاء نفذها الدنماركي ماركوس إينغفارتسن في الدقيقة 82، عاد ماينتس من ملعب باير ليفركوزن بفوز ثمين 3-2 في لقاء شهد عشرة إنذارات وبطاقة حمراء من نصيب الفرنسي أمين عدلي لتسببه بركلة الجزاء التي ألحقت بصاحب الأرض هزيمته الثالثة في آخر أربع مباريات ومنحت الضيوف التقدم الى المركز التاسع على حساب مضيفهم بالذات.