Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الأحد 19 فبراير 2023 2:13 مساءً - بتوقيت القدس

ابنة الأسير جلال ملحم.. موهبتها الأدبية طريقتها الوحيدة لتخفف وجع غيابه

جنين –"القدس" دوت كوم- علي سمودي – تكرس الطفلة عبير 11 عاماً، موهبتها الأدبية في إلقاء الشعر وأناشيد التراث الشعبي والوطني، للأسرى الذين أصبحوا نشيدها الدائم، وطريقتها الوحيدة، لتخفف حزنها ووجع أسرتها منذ انتزاع الاحتلال لوالدها الأسير جلال جمال ملحم، وزجه خلف القضبان، فكلما سيطرت عليها مشاعر الألم، تغني لوالدها والأسرى وهي تمسح دموعها وتتضرع لرب العالمين أن يفرج سجنه ويعود لها.


وتقول والدتها "رياد": "كل العائلة تتألم وحزينة، لكن عبير كونها البكر، تشعر بوجع أكبر لفقدان والدها الذي كان يساعدها في دراستها ويشجعها على التفوق".


وتضيف: "ليل نهار تتحدث عن والدها وتناجي صوره، وتتضرع لرب العالمين أن يعيده لها وتراه بصحة وعافية، فالمنزل دون زوجي، لا يوجد كلمات تصفه، لكثرة ما نعانيه من ألم ووجع الفراق خاصة لأطفالي".


وتكمل: "كلما اشتاقت عبير لوالدها، تهديه قصيدة وأنشودة عن الحرية والأسرى، وفي كثير من الأحيان اكتم دموعي لأجل أطفالي، الذين يتمنون أن يكون معهم والدهم ويفرح بتفوقهم ونتائج الفصل الدراسي الأول وحصولهم على علامات عالية ليفخر بهم".


في بلدة كفر راعي جنوب غرب جنين، ولد الأسير جلال قبل 33 عاماً، فيها نشأ وعاش وتعلم في مدارسها حتى بلغ الصف العاشر حتى قطع الاحتلال طريقه بالاعتقال رغم كونه طفل وقاصر، وتقول زوجته أم مجدي: "بشكل مفاجئ، اقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلته، اعتقلوه بسن 15 عاماً، وعاش مأسي تجربة التحقيق والأسر وحرمانه من التعليم حتى داخل السجن، وحوكم بالسجن الفعلي لمدة 18 عاماً وغرامة مالية باهظة، وبعد انتهاء حكمه تحرر، وتوجه للعمل لمساعدة أسرته".


وتضيف: "مرة أخرى، استهدف الاحتلال جلال، حوصر منزل أسرته فجر تاريخ 16/1/2013، ثم داهمه العشرات من الجنود، فتشوه ودمروا محتوياته، عزلوه وأخضعوه للتحقيق ثم اقتادوه لرحلة معاناة جديدة، استمرت 6 شهور".


خلال ذلك، تزوج جلال، ورزق بأربعة من الأبناء، أكبرهم عبير 11 عاماً، وأصغرهم أحمد 10 شهور، وقد كرس حياته لأسرته والعمل والتخطيط لمستقبل أفضل لأطفاله، لكن بعد فترة اعتقله الاحتلال من مكان عمله في الداخل، وقضى 40 يوماً رهينة الأسر.


الاعتقال الحالي..

لن تنسى ذاكرة أم مجدي، الساعات القاسية التي عاشتها وأطفالها، عندما هاجم جنود الاحتلال منزلهم في كفر راعي، فجر تاريخ 15/9/2022، خلال نومهم مما سبب الرعب والذعر لهم، وتقول: "كان زوجي يعيش حياة طبيعية، يقسمها بين العمل وأطفالنا، لكن الاحتلال أصر على تنغيص حياتنا، فقد استيقظنا من النوم، لنجد الجنود المقنعين والمدججين بالسلاح في كافة أرجاء المنزل".


وتضيف: "عشنا صدمة كبيرة، فلم نعرف كيف تسللوا واقتحموا، احتجزونا وعزلوا زوجي عنا وأخضعوه للتحقيق الميداني لمدة نصف ساعة، ورغم حزن وبكاء أطفالي، انتزعوه من بيننا، قيدوه وعصبوا عينيه ونقلوه للدوريات".


منذ اعتقاله، تعيش العائلة كوابيس رعب وحالة قلق لا تنتهي، وتقول الزوجة: "لا نصدق كل ما جرى معنى، صدمتنا تتجدد كل يوم، خاصة في ظل حزن وبكاء أطفالي وسؤالهم المستمر عن والدهم الذي انقطعت أخباره، فقد نقلوه إلى زنازين التحقيق ولم يسمح للمحامي بمقابلته وحرمنا من زيارته، ولا توجد كلمات تصف أحزاننا في بداية فترة أسره".


وتضيف: "كلما طال غيابه عنا، يزداد غضب وتوتر أطفالي الذين كانوا يحبونه ومتعلقين لدرجة كبيرة بوالدهم الحنون، فقد اعتاد على تدليلهم وغمرهم بالهدايا وتلبية كافة احتياجاتهم ومرافقهم بشكل دائم، واليوم حرمهم الاحتلال حضن والدهم ويفتقدون كل شيء، ولا يريدون سوى عودته إليهم".


ما زالت محاكم الاحتلال، تمدد توقيف الأسير جلال، وتواظب زوجته على زيارته ومتابعة أوضاعه، لكن الحزن يملأ حياة والدته الخمسينية حنان، فظروفها الصحية منعتها من زيارته، وتقول زوجته: "ليل نهار تبكي أم زوجي، وتصلي لرب العالمين ليفرج كرب ابنها جلال، فقد كان يرعاها ويواظب على زيارتها ومتابعة حالتها الصحية ونيل رضاها، ووضعها صعب في غيابه وأصبحت كل الأيام مؤلمة وقاسية وطويلة، وكذلك والده، فهو يتمنى حريته قريباُ".


دلالات

شارك برأيك

ابنة الأسير جلال ملحم.. موهبتها الأدبية طريقتها الوحيدة لتخفف وجع غيابه

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الخميس 19 ديسمبر 2024 9:56 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.61

شراء 3.6

يورو / شيكل

بيع 3.76

شراء 3.76

دينار / شيكل

بيع 5.09

شراء 5.08

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%57

%43

(مجموع المصوتين 282)