Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 19 فبراير 2023 9:51 صباحًا - بتوقيت القدس

اتصال بلينكن بالرئيس عباس واستدراك الترحيل القادم قبل فوات الأوان

بقلم: المحامي زياد أبو زياد

اتصال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم أمس مع الرئيس محمود عباس هو جزء من حملة الضغط المكثف "الكومبريسة" التي تمارسها الإدارة الأمريكية على القيادة الفلسطينية لحملها على التراجع عن الطلب الى مجلس الأمن اصدار قرار بإدانة الاستيطان والطلب من إسرائيل التوقف فورا ً وكليا ً عن كافة الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية والقدس بما في ذلك بناء او توسيع المستوطنات ونقل الإسرائيليين للاستيطان في الأراضي المحتلة ومصادرة الأراضي وهدم البيوت وترحيل الفلسطينيين ، والتأكيد بأن هذه التصرفات باطلة ولا يترتب عليها أي اثر قانوني وتشكل خرقا للقانون الدولي ، والذي من المقرر أن يصوت عليه المجلس يوم غد الاثنين.
والملاحظ أن البيان الرسمي الفلسطيني الذي صدر في أعقاب اتصال بلينكن بالرئيس عباس لم يتضمن تفاصيل ما قاله بلينكن للرئيس، ولكنه نقل بالتفصيل ما قاله الرئيس عباس لبلينكن! علما ً بأن الهدف من هذا الاتصال هو الضغط على القيادة الفلسطينية للتراجع عن طلبها اصدار قرار من مجلس الأمن وقبول استبدال ذلك ببيان باهت لا قيمة له يصدر عن رئاسة مجلس الأمن.
فالإدارة الأمريكية تُشكل درعا ً سياسيا ً واقيا ً يحمي إسرائيل من أي قرار ادانة يصدر عن مجلس الأمن وتتمادى في استخدام حق الفيتو لصالح إسرائيل ضد حقوق شعبنا. وقد بلغ عدد المرات التي مارست فيها أمريكا حق الفيتو لصالح إسرائيل 53 مرة منذ عام 1972 منها 21 مرة في عهد الرئيس الأسبق أوباما الذي تجرأ في الأسابيع الأخيرة من ولايته في كانون أول عام 2016 على الإيعاز لمندوب أمريكا في مجلس الأمن آنذاك بالامتناع عن التصويت مما أتاح للمجلس اصدار قراره رقم 2334 ضد الاستيطان في الأراضي المحتلة بما في ذلك القدس.
ومحاولات أمريكا منع اصدار قرار من مجلس الأمن ضد إسرائيل لم تقتصر على الضغط المباشر على القيادة الفلسطينية وإنما أيضا من خلال التلويح ببدائل لمجلس الأمن كان منها البيان المشترك الذي صدر قبل أيام عن وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا والذي أعرب عن رفض القرارات الإسرائيلية الأخيرة بشرعنة تسع بؤر استيطانية وبناء عشرة آلاف وحدة سكنية جديدة في المستوطنات الموجودة، ومطالبة إسرائيل بالتراجع عن هذه القرارات.
ويبقى السؤال هو: ما الذي تريده أمريكا ولماذا تعارض صدور قرار من مجلس الأمن ضد الاستيطان طالما أن وزير خارجيتها يوقع على بيان ضد الاستيطان؟
والجواب هو أن الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن لا تختلف في جوهرها عن إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب الذي أظهر عداءه السافر ضد حقوق الشعب الفلسطيني، ونزع القناع عن الوجه الأمريكي واتخذ العديد من الإجراءات في هذا السياق أهمها الاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس، وإغلاق مكتب المنظمة بواشنطن، ونزع صفة "الأراضي المحتلة" عن الأراضي الفلسطينية، واعتبار المستوطنات جزءا ً من إسرائيل وشرعنة ضمها وغير ذلك.
ورغم أن البعض استبشر بنجاح بايدن وتوليه الرئاسة إلا أن بايدن لم يقم بإلغاء أي قرار من قرارات ترمب بل أبقى عليها جميعا مثبتا ً أن ادارته ليست سوى استمرار لإدارة ترمب وأن هناك قوى خفية هي التي تُملي وتتحكم بالسياسة الخارجية الأمريكية وخاصة فيما يتعلق بإسرائيل والعرب.
ولقد تزامن تقديم الطلب الى مجلس الأمن بإدانة إسرائيل وأنشطتها الاستيطانية مع طلب أمريكا من الجمعية العمومية للأمم المتحدة اصدار قرار ضد روسيا واحتلالها لأجزاء من أوكرانيا، في الجلسة التي ستُعقد بعد أيام في الرابع والعشرين من الشهر الحالي، ويبدو أن استخدام أمريكا غدا ً لحق الفيتو قد يسبب لها بعض الحرج وهي تطلب من الجمعية العمومية ادانة الاحتلال الروسي لأراضي أوكرانيا، ولذلك تحاول مسبقا ً تجنب ذلك بإرغامنا على سحب طلبنا من مجلس الأمن.
وقد عُلم بأن الرئيس عباس أكد على موقف القيادة بعدم التراجع عن طلبها في مجلس الأمن إلا اذا تدخلت الإدارة الأمريكية بشكل سريع وحاسم ومارست الضغط على إسرائيل لوقف هذه الأنشطة الاستيطانية الخطيرة وفتح أفق سياسي قائم على أساس حل الدولتين!
ومع أنني لا أزعم بأنني أملك كل تفاصيل وحيثيات ما يجري إلا أنني لا أستطيع أن أفهم استمرار الحديث عن "الأفق السياسي وحل الدولتين" في حين أن كل المعطيات على الأرض تثبت دون أي مجال للشك بأننا تجاوزنا مرحلة حل الدولتين، وبأننا أمام واقع جديد من الضم الزاحف وهيمنة اليمين المشيخي اليهودي على الحكم، وأن الخطط التي تحاك الآن في الخفاء والتي يجب أن نعيها ونتصدى لها قبل فوات الأوان ترمي الى خلق الأجواء والمبررات لطرد جماعي للفلسطينيين من الأراضي المحتلة الى دول الجوار استكمالا ً للنكبة التي ما زالت تدور منذ عام 1948 والتي يسعى اليمين الإسرائيلي الى انهاء فصولها بترحيلنا من أراضينا وتحقيق حلم إسرائيل الكبرى من النهر الى البحر.
من يستطيع أن يقرع الجرس ويؤذن بأن استمرار التعلق بأهداب سيناريوهات الماضي لن يؤدي بنا إلا الى ضياع النزر اليسير الذي لا يزال بين أيدينا والذي قد نبحث عنه قريبا فلا نجده.

دلالات

شارك برأيك

اتصال بلينكن بالرئيس عباس واستدراك الترحيل القادم قبل فوات الأوان

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 90)