فلسطين

السّبت 18 فبراير 2023 8:53 صباحًا - بتوقيت القدس

"التلاعب بمصير الجرحى".. تحذيرات من قتلهم بعد اعتقالهم!

رام الله- خاص بـ"القدس" دوت كوم- يرى عدد من المسؤولين بأن تكرار قيام الاحتلال الإسرائيلي في أكثر من حادثة خلال الأربعة أشهر الماضية، بالتلاعب بمصير الجرحى خلال أو بعد اعتقالهم، وتغيير أسماء الشهداء والجرحى، بحيث يتم الإعلان عن اسم شهيد ثم التراجع عنه، قد يكون مؤشرًا لقتل الجرحى بعد اعتقالهم أو خلال التحقيق معهم، بل واستهتار بحياة الإنسان الفلسطيني ونوع مبتكر من العقوبات الجماعية التي تمارس بحق أهاليهم.


لا قيمة لحياة الفلسطيني!


ويؤكد رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس في حديث لـ"القدس" دوت كوم، أن ما يجري عبر هذا التلاعب المتكرر بغعلان أسماء الشهداء ثم التراجع عنها، بأنه مؤشر أن لا قيمة لحياة الإنسان الفلسطيني، ليس فقط مجرد تصريحات لمسؤولين إسرائيليين بل تسللت إلى داخل المؤسسة العسكرية.


ويشير فارس إلى أنه ثبت بأن إسرائيل فشلت بتوثيق الشهداء والضحايا من أبناء الشعب الفلسطيني وثبت ذلك من خلال تسليم جثامين الشهداء المحتجزين، رغم توفر كل الإمكانيات، ثم تكرر الأمر بطريقة أخرى بكيفية الإعلان عن الشهداء في مخيم الجلزون قبل أكثر من 4 أشهر، ثم التراجع، والمرة الأخرى كما جرى مع شهداء مخيم عقبة جبر، مؤشر على أنه استخاف بحياة الإنسان الفلسطيني.


يقول فارس: "أن يتم الإعلان عن الشهداء ثم التراجع، فإن ذلك يجعلنا نشكك بما يجري، فما يدرينا فلعلهم اعتقلوا أحياء وتم التحقيق معهم ثم قتلوهم، وهذا أمر غير مستبعد خاصة أنهم أخفوا الملعومات طيلة تلك الفترات".


ويشير فارس إلى أن قسمًا كبيرًا من الشهداء في حالات أخرى كان بالإمكان السيطرة عليهم واعتقالهم دون اللجوء إلى إطلاق النار عليهم، وكان النموذج الأوضح ما جرى مع أحد أطفال مخيم شعفاط قبل أيام حينما كان بالإمكان اعتقاله لكن جنديًا أطلق النار وكان يريد قتل الطفل لكنه قتل جنديًا آخر.


ووفق فارس، فإن القوانين الدولية نصت على ضرورة التوثيق والتسجيل للاعتقالات وحالات القتل وإبلاغ العائلة ومنع احتجاز الجثمان ودفنه حسب معتقداته، محذرًا من ان تنزلق إسرائيل نحو فاشيتها، ما يزيد من القتل ويرفع مستوى الشهداء لدى الشعب الفلسطيني.


من جانبه، يقول مدير مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية "حريات"، حلمي الأعرج  لـ"القدس" دوت كوم: "طالما أن المسألة تكررت أكثر من مرة فإن كل احتمال متوقع، وقد يكون ما حدث نهج مقصود من الاحتلال بحيث يخفي المعلومات لأسباب تخصه، ويتلاعب بمصير الإنسان الفلسطينيي، وربما قد يكونوا أعدموا خلال التحقيق  معهم، إن الحديث عن شرعنة إعدام الأسرى يأتي في ظل البدء الفعلي لعمليات الإعدام اليومية والتي تمارس أمام العالم أجمع".


ويضيف "إن إخفاء الاحتلال للمعلومات عن أولئك الجرحى والشهداء ليس صدفة، بل نوع من التعذيب لأهاليهم، وهي جريمة، كما أنها تسبب حالة من  الارتباك ونوع من إرهاب المواطنين وابتزاز للأهالي مهما برر الاحتلال أفعاله.


عقوبات جماعية جديدة!


لا تنفك قوات الاحتلال الإسرائيلي عن سياستها بفرض التأثير المعنوي على أهالي الأسرى والشهداء، حيث يؤكد الناطق باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه، أن قضية التلاعب بمصير الجرحى كما تكررت مؤخرًا، هي جزء من ذلك التأثير النفسي والمعنوي، وربما شكل آخر جديد من أشكال العقوبات الجماعية بحق أهالي الأسرى والشهداء.


ويقول عبد ربه: "إن ما يجري يدخل في إطار الحرب النفسية على عوائل الأسرى والشهداء والجرحى بإخفاء الحقائق، وعدم إبلاغهم طبيعة ظروف أبنائهم، ولدينا تجارب سابقة عديدة بإطلاق النار على الشبان والتكتم على مصيرهم، نحن لا نستبعد أن يكون هنالك تلاعبًا أو القيام بأية خطوات بحق الجرحى بعد اعتقالهم، خاصة في ظل ان مصدر المعلومة الاحتلال".


تشديد الرقابة خاصة الصليب الأحمر


في ظل ما يجري يؤكد عبد ربه، أن ذلك يتطلب تشديد الرقابة وقيام اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي بجهد أكبر للوقوف على حقيقة الأمور، في ظل أن الأمور مجهولة وعدم توفر المعلومات التي لا يمتلكها سوى الاحتلال الإسرائيلي.


ويشدد الأعرج، على أن ما يجري أمر خطير يتطلب من المجتمع الدولي العمل الجاد لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الذي يقع تحت الاحتلال، كما أنه مطلوب من الصليب الأحمر أن يكون حاضرًا بعمليات الاقتحام اليومية وأن يمارس دوره بالرقابة بشكل قوي خلال الفترة الحالية والقادمة.


ويقول الأعرج: "إن الاتفاقات الدولية أكدت أن الشعب الفلسطيني يقع تحت الاحتلال وهو محمي وفق تلك الاتفاقيات، ولا يجوز اقتحام بيوتهم، وتعريضهم للتعذيب، وتشكيل الخطر على حياتهم، كما أن القوانين الإسرائيلية تسمح بحق كشف المصير عن أي مواطن يعتقل أو يصاب أو يستشهد".


وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أكدت في الرابع أكتوبر\ تشرين أول 2022، أنّ الشاب باسل البصبوص من مخيم الجلزون شمال رام الله لا يزال على قيد الحياة جريحاً في مستشفى "شعاري تسيدك" الإسرائيلي، وذلك بعد يوم من الإعلان عن استشهاده، والشاب خالد الدباس، وإصابة الشاب سلامة شرايعة، ليتبين أن سلامة قد استشهد وباسل مصاب وجرى الإفراج عنه وتسليم الجثمانين لاحقًا.


في حين، كشفت هيئة شؤون الأسرى أمس الخميس، بأ الشاب ثائر عوضات من مخيم عقبة جبر جنوب أريحا ما زال على قيد الحياة معتقلا مصاباً في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد عشرة أيام من الإعلان عن استشهاده من ضمن 5 شهداء واعتقال 3 آخرين بعد إصابتهم.


وأعلن في السادس من الشهر الجاري، عن استشهاد خمسة شبان خلال اشتباك مسلح في مخيم عقبة جبر جنوب أريحا، بعد ملاحقة منفذي عملية إطلاق النار على مطعم للمستوطنين عند مفترق مستوطنة "ألموغ" بين أريحا والبحر الميت، فيما تزامنت الملاحقة مع فرض الاحتلال حصار على أريحا عشرة أيام.

دلالات

شارك برأيك

"التلاعب بمصير الجرحى".. تحذيرات من قتلهم بعد اعتقالهم!

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الجمعة 03 مايو 2024 9:49 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.72

شراء 3.7

دينار / شيكل

بيع 5.25

شراء 5.2

يورو / شيكل

بيع 3.99

شراء 3.95

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%75

%20

%5

(مجموع المصوتين 204)

القدس حالة الطقس