عربي ودولي
الخميس 16 فبراير 2023 6:47 مساءً - بتوقيت القدس
زلزال تركيا يخضع السلطة لاختبار عسير
كهرمان مرعش (تركيا)-(أ ف ب) -لم يكتف الزلزال الذي ضرب تركيا في السادس من شباط/فبراير بالحاق دمار هائل في جنوب تركيا والتسبب بمصرع ملايين الأشخاص، بل أظهر أيضا محدودية سلطة مركزية دفع باتجاهها الرئيس رجب طيب اردوغان.
اكتشف الأتراك بمرارة أن فرق الإغاثة والانقاذ احتاجت إلى أيام عدة للوصول إلى مركز الكارثة مع ناجين تركوا لتدبرهم أمرهم وهم يحاولون انتشال أقارب لهم من تحت الأنقاض بأيديهم وسط البرد الصقيعي من دون مساعدات او مؤن.
لم ترسل تعزيزات للجيش التركي النافذ على الفور إذ أن الحكومة سعيا منها للاحتفاظ بزمام الأمور، فضلت تكليف عمليات الاغاثة إلى الهيئة العامة لإدارة الكوارث (أفاد) التي عجزت عن استيعاب الوضع أمام هول الدمار.
وأقر الرئيس رجب طيب إردوغان بوجود "ثغرات" في تنظيم عمليات الإغاثة عازيا ذلك إلى قوة الزلزال الهائلة (7,8 درجات في منطقة حضرية وخلال الليل).
وأكد أن ما من طرف آخر كان ليقوم بالمهمة أفضل من ذلك.
انتشلت أكثر من 36 ألف جثة من بين الأنقاض مع مرور 11 يوما على الزلزال وهذه الحصيلة مرشحة للارتفاع لا بل أن تتضاعف بحسب الأمم المتحدة.
ويوضح هتاف روجان المستشار في إدارة الكوارث في الدنمارك الذي يتابع شؤون تركيا عن كثب "المركزية تطال كل المؤسسات في تركيا بما يشمل تلك التي لا ينبغي أبدا أن تعمل بشكل مركزي مثل أفاد".
ويرى هذا الخبير أن هذه المركزية المفرطة للسلطة عرقلت إيصال المساعدات إلى اكثر المناطق تضررا وأحيانا وصول الفرق الأجنبية. وحاولت السلطات إزاحة كل الأطراف الأخرى عن الأرض.
ويؤكد روجان "من اجل إدارة فاعلة لعمليات الاغاثة يجب على العكس تفويض فرف محلية بوسائل محلية".
تحفل وسائل التواصل الاجتماعي بشهادات كثير من المتطوعين الذين تهافتوا لمساعدة مواطنيهم واضطروا إلى الانتظار للحصول على تصاريح وتجهيزات تأخر وصولها.
واضطر مشغلو رافعات اقترحوا تقديم المساعدة الضرورية جدا لعمليات الانقاذ إلى انتظار موافقة هيئة أفاد للتحرك.
وشهد صحافيو وكالة فرانس برس مشادات بين متطوعين في منظمة غير حكومية وممثلين لأفاد في البستان في محافظة كهرمان معرش التي تعرضت لدمار هائل فيما الحرارة تتدنى ليلا إلى 15 درجة تحت الصفر.
وقال أحد المتطوعين طالبا عدم الكشف عن اسمه "بدأنا العمل على هذه الانقاض بينما حاولت أفاد ثنينا عن ذلك. عندما سمعنا صوت شخص لا يزال على قيد الحياة ابعدتنا فرق أفاد وحلت مكاننا".
وقال مراد البالغ 48 عاما إنه شهد عندما كان ينتظر الحصول على معلومات عن أقارب له تحت الانقاض في كهرمان مرعش، على حالة مماثلة.
وروى قائلا "عندما حدد عمال مناجم من زونغولداك (على البحر الأسود) مكان شخص حي تحت الأنقاض تم دفعهم وحل مكانهم أشخاص أرادوا أن يكونوا أمام كاميرات التلفزيون".
واثارت جمعية "أحباب" التي أسسها المطرب التركي الشهير خلوق ليفنت وبلديات تديرها المعارضة راغبة بمد يد المساعدة، غضب الحكومة لأنها نظمت مساعدات بطريقة مستقلة.
وحذر وزير الداخلية التركي سليمان صويلو "ستتخذ الإجراءات اللازمة في حق من يحاول منافسة الدولة".
واتهم دولت بهجلي زعيم حزب قومي متطرف وعضو في الائتلاف الحاكم، هذه الأطراف بالسعي الى "إظهار الدولة على أنها عاجزة".
وذكرت وسائل الاعلام التركية أن حملة إعلانية بعنوان "كارثة العصر" هدفت إلى اقناع الأتراك بأن الثغرات يبررها حجم الكارثة.
وقد سحبت الحملة الاعلانية هذه التي أعدتها وكالة مقربة من السلطة بعد انتقادات واسعة لها.
وقال زعيم حزب المعارضة الرئيسي كمال كيليتشدار أوغلو "لا يوجد أي تنسيق. لقد تأخروا في أكثر الساعات دقة وحرجا (..) عجزهم كلف عشرات آلاف مواطنينا حياتهم".
ورأى إردوغان أن هذه الانتقادات هي "افتراء ومعلومات مضللة للحط من قدر الجهود المبذولة بتفان".
ويتوقع أن يتواجه الرجلان في الانتخابات الرئاسية المقبلة في حال بقي موعدها في 14 أيار/مايو.
في العام 1999، بعد زلزال ضرب شمال غرب البلاد ندد الصحافي التركي الشهير محمد علي بيراند بهزالة إدارة عمليات الانقاذ وكتب يومها "تركيا التي كان تعتد بعظمتها ونفوذها بدت كأنها نمر من ورق".
وأكدت السلطات بعد ذلك أنها استخلصت العبر من هذا الفشل وعززت تنظيم عمليات الاغاثة والانقاذ.
وقال روجان "من المبكر القول ما إذا كانت محاولة التحكم بالرواية الوطنية هذه ستنجح ام لا".
لكنه أضاف "لا شك في أن ذلك يشكل اختبارا سياسيا لإردوغان قبل الانتخابات المقبلة".
دلالات
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
زلزال تركيا يخضع السلطة لاختبار عسير