Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

السّبت 04 فبراير 2023 3:08 مساءً - بتوقيت القدس

حلويات الشام" قصة نجاح لأم طموحة

نابلس- "القدس" دوت كوم - روان الأسعد - رغم حصولها على شهادة البكالوريس في اللغة الإنجليزية، إلا أن غدير الأسمر تسلحت بعمل ما تحب لتسجل قصة نجاح وكفاح نسائية، متجاوزة كل الحواجز والمعيقات في سبيل الوصول لما تريد، من خلال استغلال موهبتها في عمل الحلويات والمعجنات لتصل بمنتجاتها إلى كل مكان في الضفة.

نقطة البداية ،،


فرص نجاح المشاريع المتناهية الصغر كبيرة ولا توجد معوقات اذا ما كانت العزيمة والإرادة شعارها وسط جميع الظروف، فالتخطيط السليم والشغف هو فرصة للنجاح وهو ما دفع غدير للبدء بمشروعها إضافة لحبها وشغفها لصناعة الحلويات الذي دفعها للتفكير بهذا المشروع خاصةً بعد إطراء الأهل والأصدقاء على مأكولاتها.


تقول غدير: في البداية كنت أعمل بشهادتي الجامعية في وظيفة، لكن توقفت عن العمل بسبب ما يحتاجه أطفالي الخمسة مني من مجهود ووقت للعناية بهم وكونهم الأساس في حياتي مثلي كمثل أي أم، تركت العمل وكرست كل وقتي لهم، في هذا الوقت خيمت جائحة كورونا على العالم وجلس الكل عن العمل في منازلهم، وبما أن زوجي يعمل سائقا فقد شلت الحركة ولم يعد هنالك عمل.


وتابعت: نحن أسرة مكونة من خمسة أطفال وأنا وزوجي وأصبحنا الإثنان بلا عمل وكان لا بد لنا من التفكير في مشروع خاص بنا، يعيننا على أعباء وتكاليف الحياة، إضافة لأنني بت أمتلك وقت فراغ بعد تفرغي لعائلتي وكان لا بد لي من التفكير بما يشغل وقتي وبنفس الوقت يعود علي بالنفع أنا وعائلتي ، فكرت بما يمكنني القيام به من منزلي ولم يكن هنالك أجمل من العمل بما أحبه وأتقنه خاصة أنني معروفة بمذاق حلوياتي.

الطموح محرك للنجاح ،،


غدير التي كانت معروفة بنكهة طعامها المميز وكرمها فقد كانت دوما ما تصنع الحلويات وتقوم بتوزيعها على الأقارب والأصدقاء والجيران ، ويشهد الجميع لها بخبرتها ونفسها اللذيذ في كل ما تقوم به ، قررت استغلال موهبتها والعمل بها لتكون بجانب أطفالها وبذات الوقت تمكن نفسها اقتصاديا وتساهم في دفع عجلة الحياة مع زوجها.


تتحدث بسعادة كبرى قائلة: منذ أربع سنوات بدأت العمل بهذه الفكرة بسبب العجز المالي بعد تركي لوظيفتي وتوقف زوجي عن العمل وبعد التفكير المطول وحواري مع نفسي، قررت العمل بما أحب، وبدأت العمل بحلوى القطايف والمعمول، وما ساعدني في المشروع هو أخي وزوجته اللذان يمتلكان فرنا وكان دورهم في عملية عرض وبيع حلوياتي عندهما وتسويقها، وبالفعل بدأت أنتج وأبيع ، ولم يكن يعرفني أحد، ثم بدأت أتطور وأعمل الحلويات الشرقيه بكافة أنواعها إضافة لصناعة المعجنات والبيتزا واليوم بعد تعب سنوات أصبح لي اسما معروفا وبات الكل يعرفني والعمل من خلال الطلبيات والتواصي التي تأتيني.

العمل يغير طعم الحياة ،،

حين تضيف ربة المنزل إلى طعم العناية بأسرتها نكهة جديدة من خلال العمل والإنتاج تصبح امرأة منتجة أكثر وعنصرا فاعلا من الناحية الإقتصادية في بيئتها سعيا وراء مشروعها الخاص الذي يساهم بالنهوض بها وبعائلاتها وتستمتع أكثر عندما يكون العمل في إطار هوايتها المفضلة.


وعن هذا تقول الأسمر: هذا المشروع جعلني أشغل وقت فراغي وبذات الوقت منحني الفرصة لأنمي موهبتي خاصة أن نكهة الحب تبدو واضحة في المذاق الذي أصنعه، إضافة لأنني أحقق حلمي الخاص بامتلاك مشروع خاص بي وأنا قريبة من أبنائي دون أن أضطر لتركهم لساعات، كما أنني أمارس دوري المجتمعي في الإنتاج والعمل كأي امرأة طموحة، وأطلقت على مشروعي اسم "حلويات الشام" على اسم ابنتي، ورغم أنني لم ألتحق بدورات لصناعة الحلويات بسبب ما تتطلبه هذه الدورات من وقت وتفرغ وابنتي الصغرى لا زالت تحتاج مني الرعاية والإهتمام وأنا أنتظر ليكبر أطفالي قليلا حتى أتمكن من التفرغ والالتحاق بدورات متعددة ومنوعة، لأقوم بتوسيع نطاق العمل وتطويره.

مواجهة الصعوبات والاستمرارية ،،

غدير التي أكدت صعوبة البدايات وأهمية التطور في أي عمل نقوم به، لنحافظ على الاستمرارية، تحدثت عن الأصناف التي تقدمها، وقالت: أصنع العديد من الأصناف المختلفة والمنوعة إضافة لصناعة القطايف والمعمول والكعك أقوم بعمل المعجنات بأنواعها والبيتزا، وأصنع المقروطة وعالفطير بدءا من العجينة التي أصنعها منزليا وصولا لشكله النهائي، كما أصنع الدوناتس، القراقيش والغريبة، وغيرها الكثير، أما الحلويات الباردة فلا اعمل بها كونها مكلفة وغير مطلوبة كثيرا وأصنعها فقط إن طلبت مني.


وتابعت: البداية كانت بمعداتي البسيطة في مطبخي والصعوبات كانت تتجلى في عدم معرفة الناس بي، شق الطريق وتجاوز الخطوة الأولى كان صعبا، فقد بدأت بصناعة المعمول والقطايف ولكن في كثير من الأحيان لا تباع ولان صناعتها يومية ويجب أن تباع طازجة كنت أقوم بتوزيعها على الأهل والأحباب، لكن ذلك أبدا لم يسبب لي الإحباط ولم يسمح لليأس أن يتسلل لقلبي بل كنت واثقة جدا من النجاح وتسلحت بالعزيمة والايمان على أن النجاح مشواره شائك في بدايته ولا بد أن نتعثر حتى نحس بقيمة الوصول.

الدعم مهم جدا ،،


إن الهالة المحيطة بكل فرد منا تلعب دورا مهما جدا في تحفيزه وتشجيعه وإمداده بالطاقة والقدرة على تحمل الظروف والوصول لبر الأمان، لذا علينا دائما اختيار الأشخاص المحيطين بنا بعناية ليشكلوا دائرة أمان ومساندة لرفعنا للأعلى بدلا من إحباطنا وجذبنا للقاع.


هذا ما أكدته الأسمر بقولها: من حسن حظي أني محاطة بدائرة من الأهل والمعارف والأصدقاء الايجابيين والمحفزين الذين كانوا دوما ما يشجعوني ويطلبون مني من أجل أن أعمل وأن لا أيأس، حتى صديقاتي كن يطلبن مني الحلويات والمعجنات ويقدمنها لمعارفهن من أجل مساعدتي في عملية التسويق، والحمد لله بت معروفة في كل مكان وصارت الطلبيات تأتيني من مناطق مختلفة من الضفة وهو مازادني اصرارا على المضي قدما في مشروعي والتطوير عليه من خلال إحضار بعض النعدات البسيطة لمطبخي لإنجاز العمل بوقت أسرع، وكذلك تعلم المزيد من خلال الشبكة العنكبوتية وتجربة كل ما هو جديد حتى أتمكن من الإلتحاق بدورات احترافيه لتعلم الأصناف الجديدة.


وأردفت: رغم الخسارة بالبداية إلا أن الطعم اللذيذ والنظافة هما سر الإنتشار والذي جعل من يجرب مرة من منتجاتي أن يعاود الطلب مرة أخرى وتجربة أصناف جديدة، لا شيء مستحيل رغم صعوبة البداية، ولكن من يريد يصل، ودعم المحيطين يلعب دورا كبيرا في تحفيز الفرد منا على الانطلاق والإبداع بقوة كبيرة وحب، وأطمح بعد أن تكبر ابنتي أن أوسع نطاق عملي وأفتتح محلا خاصا بي.


وأنهت حديثها بالقول: أريد أن أوجه رسالة للجميع وخاصة ربات البيوت أن ينطلقن لأي عمل يحببنه ويتقنّه، فالحب والعزيمة هما الطريق لرسم مجدنا بأيدينا وكل منا لديه قدرات وابداعات إضافة لما نحمله من التزامات ومسؤوليات، لكن الأمر كله متعلق بانتهاز الفرص التي تقدمها الحياة، والقرارات والاختيارات التي تحددها كل منا بما يناسبها، إذ إن المرأة أصبحت تعمل وتكافح إلى جانب الرجل، وتضيف شيئا جديدا لتساهم بشكل إيجابي في تعزيز مكانتها الاقتصادية وتتميز بها.

دلالات

شارك برأيك

حلويات الشام" قصة نجاح لأم طموحة

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الخميس 19 ديسمبر 2024 9:56 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.61

شراء 3.6

يورو / شيكل

بيع 3.76

شراء 3.76

دينار / شيكل

بيع 5.09

شراء 5.08

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%56

%44

(مجموع المصوتين 286)