تقرير خاص بـ"القدس" دوت كوم- أيامٌ قليلة وينتهي أمر تجميد تهجير أهالي قرية الخان الأحمر شرق القدس، حيث تجدد المحكمة "العليا" الإسرائيلية قرار التهجير كل ستة أشهر منذ العام 2018، ومن المفترض أن تنظر المحكمة بقضية التهجير الأربعاء المقبل، لكن الموعد الجديد يأتي في ظل تعاظم تهديدات أركان حكومة الاحتلال الجديدة بتهجير أهالي الخان، واستهداف مناطق "ج".

منذ عام 1967 تخطط إسرائيل لترحيل التجمعات البدوية، ليس فقط الخان الأحمر، وأهالي الأغوار والسفوح الشرقية ومناطق "ج"، والتي يمنع الاحتلال فيها ترخيص المباني، أو تنفيذ مخطط هيكلي لها، أو حتى الاعتراف بها، إضافة إلى منع ربط هذه التجمعات بشبكات المياه والكهرباء، وبناء المدارس فيها، كما يؤكد حقوقيون ونشطاء في مقاومة الاستيطان.

تهجير الخان.. مسألة وقت!
يعتقد أهالي الخان الأحمر، وفق ما يؤكده الناطق باسم تجمع الخان الأحمر محمود أبو داهوك في حديث لـ"القدس"، أن عملية تهجير أهالي الخان مسألة وقت في ظل وصول من كانوا يهددون الخان ومناطق "ج" بدعايتهم الانتخابية إلى الحكم، وفي ظل عدم وجود رادع دولي أو محلي.

ويؤكد أبو داهوك أن أهالي الخان سيبقون متمسكون في أراضيهم بالخان الأحمر حتى الرمق الأخير، وحال حدث التهجير فإن ذلك لن يؤثر على أحقية الفلسطينيين بأرضهم، ويقول أبو داهوك: "إن معنويات أهالي الخان الأحمر عالية، ولكن لا بد من إرادة دولية لإيقاف مخطط تهجيرنا".

ويشير أبو داهوك إلى أن مخطط تهجير الخان الأحمر يأتي ضمن سياسة التهجير الجماعي، والتي تسعى إسرائيل لها للسيطرة على الأراضي بعد أعوام قليلة من احتلالها الضفة الغربية، وما يهدد به اركان حكومة الاحتلال الجديدة هي سياسة ممنهجة، وليست جديدة.

الخان الأحمر.. درع مواجهة الاستيطان
رغم أن عددهم يصل قرابة200 شخص، لكن أهالي قرية الخان الأحمر يشكلون نواة درع حصين لحماية الأراضي الممتدة شرق القدس وتصل مساحتها نحو 12 ألف دونم، ومقام عليها ست تجمعات بدوية، فتلك التجمعات تقفبوجه إتمام مخطط "E1" الاستيطاني، واستكمال المخطط الاستيطاني "القدس الكبرى"، وفق أبو داهوك.

ويشير أبو داهوك إلى أن فكرة استهداف التجمعات البدوية في منطقة الخان الأحمر وشرق القدس موجودة في السابق، وعرض على الأهالي تجميعهم في عدة تجمعات بديلة، لكنهم رفضوا، ويصرون على مواجهة المخططات الاستيطانية، حيث يأتي استهداف الخان الأحمر كأنموذج لاستهداف مناطق "ج"، فيما يؤكد أبو داهوك أنه يجب مساندة أهالي الخان الأحمر، والتأكيد على عدم تركه وحيداً كي لا يتم استهداف بقية التجعات البدوية في مناطق "ج"، وليكن شعارنا "أكلت يوم أكل الخان الأحمر".

في قلب المواجهة
مع اقتراب تهديدات أركان حكومة الاحتلال الجديدة، التي تتزامن مع اقتراب موعد النظر بقضية تهجير الخان الأحمر، فإن النشطاء وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، يؤكدون على أنهم لن يتركوا أهالي الخان، وهم سيعودون إلى البدء باعتصام مفتوح في قلب الخان لمنع تهجير الأهالي كما حدث قبل نحو 5 سنوات، يؤكد مدير دائرة العمل الشعبي في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان عبد الله أبو رحمة في حديث لـ"القدس" دوت كوم

.
ويشدد أبو رحمة على أنه لا بد من أخذ الحيطة والحذر خلال الأيام القادمة، لأن القرار سيتم النظر به من قبل محكمة الاحتلال العليا الأربعاء من الأسبوع المقبل، حيث يتم النظر بتأجيل قرار تمديد تأجيل الهدم منذ العام 2018، كل ستة أشهر، وفي ظل هذه الحكومة يجب الحذر والاستعداد للتصدي لأي قرار من شأنه هدم الخان الأحمر.

ويشير أبو رحمة إلى أنه لا بد من تكامل الدور بين الفعل الشعبي والجماهيري والدبلوماسي والضغط الدولي، ويقول: "نحن نعول على دور الاتحاد الأوروبي والإدارة الأميركية والمنظمات الحقوقية والمحكمة الجنائية الدولية لمنع تنفيذ تهجير أهالي الخان الأحمر، لأن تنفيذ التهجير لقرية كاملة سيشعل المنطقة".

وينوه أبو رحمة إلى أن الاحتلال يسعى من خلال تنفيذ مخطط تهجير أهالي الخان الأحمر لتنفيذ مخطط "E1" الاستيطاني لربط التجمعات الاستيطانية، بما يشمل تهجير 25 تجمع بدوي في شرقي القدس، كما أن الاحتلال سعى خلال التسع سنوات الماضية، لتجميع التجمعات البدوية في 3 مناطق لتسهيل الاستيطان والسيطرة على مناطق "ج" في شرق القدس.

ووفق أبو رحمة، فإن الاحتلال يستهدف250 تجمعًا فلسطينيًا في المناطق المصنفة "ج"، وهو يسعى للبدء بتهجير تلك التجمعات من بوابة الخان الأحمر وكذلك التجمعات في مسافر يطا والأغوار الشمالية وعرب الرشايدة.