رام الله- خاص بـ"القدس" دوت كوم- حذر المشرف العام لمنظمة "البيدر للدفاع عن حقوق البدو"، المحامي حسن مليحات من تصاعد استهداف المستوطنين للتجمعات البدوية، خلال الفترة المقبلة، حيث تتزايد اعتداءات المستوطنين على البدو والأراضي التي يقيمون بها.

وقال مليحات لـ"القدس" دوت كوم: "إن التجمعات البدوية تعيش حاليًا حالة من التصعيد المتزايدة، حيث يتم استهداف الأراضي الرعوية ومنع البدو دخولها والاسفادة منها في النهار، بينما يتم الاعتداء على البدو في الليل، وكل ذلك يجري بشكل ممنهج، بهدف ترحيل البدو".

ووفق مليحات، "لقد زادت وتيرة اعتداءات المستوطنين على البدو ورعاة الأغنام منهم، والتي كان آخرها قبل يومين حينما هاجم مستوطنون فتاة تجمع عين العوجا شمال مدينة أريحا، أثناء رعيها قطيع أغنام مؤلف من 90 رأساً من الأغنام في مرعى واقع بين تجمع عين العوجا ومنطقة المعرجات، وهروب الفتاة، بعدما منعوها الرعي، قبل استيلاء المستوطنين على قطيع الأغنام، مستغلين غياب راعي الأغنام والدها".

وأكد مليحات أن المستوطنين يمارسون بشكل واضح إرهابًا منظمًا ضد البدو في الضفة الغربية، من مسافر يطا جنوب الخليل إلى شمال طوباس، مرورًا بالتجمعات البدوية الأخرى، وهو ما يجعل استهدافهم معركة وجود مع المستوطنين، مشددًا على أن التجمعات البدوية باتوا يمثلون رأس حربة في الدفاع عن الأراضي التي يقطنوننها وهي مناطق "ج"، والحفاظ عليها من محاولة الاستيلاء على خيراتها ومواردها.

وأشار مليحات إلى أن البدو ونظرًا لطبيعة حياة البداوة التي يعيشونها، فإن معيشتهم تمتد على أراضي واسعة، كونهم كذلك يعملون بالثروة الحيوانية، وبالتالي هم يحافظون على المناطق "ج" ذات المساحة الأكبر في الضفة الغربية، والتي يسعى الاحتلال للسيطرة عليها.

ونوه مليحات إلى أنه بات من الواضح أن الاحتلال يستهدف المؤسسات التعليمية البدوية، حيث يهدم أو يخطر بالهدم مدارس التجمعات البدوية، والتي كان آخرها اليوم الأربعاء، بتسليم إخطار بهدم مدرسة "خشم الكرم" في مسافر عرب الكعابنة الواقعة جنوب شرق يطا.

في هذه الأثناء، شدد مليحات على أن البدو يخوضون حاليًا معركة وجود للدفاع عن الأراضي التي يقيمون بها، محذرًا من أن الفترة المقبلة قد تشهد تصاعداً باستهداف التجمعات البدوية، وهو أمر يتطلب تفعيل المقاومة الشعبية للدفاع عن التجمعات البدوية.

وقال مليحات: "لا بد من الانخراط مع البدو في صراعهم الوجودي على الأرض، حيث يجري استهدافهم من خلال البؤر الرعوية الاستيطانية التي انتشرت خلال السنوات الأخيرة، خاصة بالقرب من التجمعات البدوية، للسيطرة على مساحات واسعة من الأراضي، ومراعي البدو، إذ تستهدف تلك البؤر المراعي نهارًا بمنع البدو الوصول إليها، وفي الليل تتم مهاجمة مساكن البدو".

وأكد مليحات على ضرورة توفر حماية دولية للتجمعات البدوية، من أجل تعزيز صمودهم أمام خطر الترحيل الذي يواجهونه، لأن الترحيل كارثة إنسانة وقانونية ووطنية، كما يجبعلى كافة الفعاليات الوطية والفصائل العمل على دعم البدو لأنهم يشعرون أنهم أصبحوا لوحدهم في هذه المعركة الوجودية، علاوة على ضرورة السعي لرفع ملف تلك الجرائم التي ترتكب ضد البدو إلى المؤسسات الدولية والمحكمة الجنائية الدولية كونها جهة اختصاص.