أقلام وأراء

الخميس 05 يناير 2023 10:46 صباحًا - بتوقيت القدس

تصريحات نتنياهو عن "حلّ الدولتين"

بقلم:أنطوان شلحت

هل ما زال بنيامين نتنياهو يؤيّد حل الدولتين للصراع مع الفلسطينيين، وهل أيّده أصلًا؟ طرح هذا السؤال مجدّدًا في ضوء عودة نتنياهو إلى سدّة الحكم في إسرائيل على رأس حكومة سادسة تحت زعامته، وإعلان الإدارة الأميركية مرّة أخرى تبنّيها هذا الحل. وقبل ذلك، عاد إلى صدارة الاهتمام في سبتمبر/ أيلول 2022، حين كرّر رئيس الحكومة الانتقالية المنتهية ولايتها، يئير لبيد، هاتين الكلمتين: حلّ الدولتين، في الجمعية العامة للأمم المتحدة. في ذلك الوقت، أشار بعضهم إلى أن نتنياهو، في عام 2009، وكان رئيسًا للحكومة، وقف في جامعة بار إيلان وعرض حلّ الدولتين. وفي 2016، وعلى منبر الأمم المتحدة، كرّر عرضه، وقال إنه لا يزال يلتزم برؤية الدولتين.

حدث هذا كله فعلًا على المستوى الخطابيّ. ويبقى الأهم في ما إذا يُترجم، وهو ما سنتوقف عنده مع عودة نتنياهو. .. ما يحضر، بادئ ذي بدء، أنه في سياق أول خطاب ألقاه نتنياهو بوصفه رئيسا للمعارضة في الكنيست، لدى تصويت هذا الأخير على منح الثقة للحكومة السابقة، يوم 13/6/2021، اعتبر أن ثمّة تحدّيًّا ثانيًا تقف هذه الحكومة أمامه، ولن تفلح في اجتيازه، بحسب زعمه، هو الحؤول دون إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، وذلك بعد التحدّي الأول المتمثل في إيران وملفها النووي. وأكّد أن أكثر ما ينبغي أن يعني سياسة إسرائيل حيال مسألة فلسطين هو منع قيام دولة فلسطينية تهدّد دولة الاحتلال بأفدح الأخطار، ولفت إلى أن الإدارة الجديدة في واشنطن شرعت في استئناف جهودها الرامية إلى تحقيق هذه الغاية، وهي تُطالب بتجميد الاستيطان في أراضي الضفة الغربية والقدس. ومع أنه قصد بهذا أن يغمز من قناة الحكومة الجديدة التي ادّعى أن "أغلبية واضحة فيها تؤيد إقامة دولة فلسطينية"، فإنه لمح جهارًا بهدف رئيسيّ له طوال فترة حكمه، ما يوضّح أن السعي إلى بلوغ هذا الهدف وقف في صلب سياسته.

وفي أواخر أغسطس/ آب 2022 بموازاة إعلان القائد السابق للجيش الإسرائيلي، غادي أيزنكوت، دخول المعترك السياسي، نشرت صحيفة هآرتس على لسان مصدر أمني رفيع المستوى أنه لدى تسلم أيزنكوت منصبه العسكري هذا في فبراير/ شباط 2015 طلب منه رئيس الحكومة، نتنياهو إعداد مسوّدة لخطّة عمل استراتيجية في الساحة الفلسطينية، عرضها لاحقًا أمام اجتماع خاص بحضور رئيس الحكومة ووزير الدفاع وقادة الجيش والأجهزة الأمنية ومجلس الأمن القومي. وجاء في أول بنود المسودة أن "سياسة الحكومة هي دولتان لشعبين". فقاطعه وزير الدفاع، موشيه يعلون ونتنياهو، بنفي ذلك، وأقرّ الأخير بأن ما ورد بهذا الشأن في "خطاب بار إيلان" استهدف الهروب إلى الأمام من الضغوط التي مارستها الإدارة الأميركية برئاسة باراك أوباما. وحيال ذلك، أكد أيزنكوت أنه اقتبس تلك العبارة من أول بنود وثيقة بعنوان "تقدير الموقف القومي لعام 2015" مكتوبة في مطلع ذلك العام من مجلس الأمن القومي في ديوان رئاسة الحكومة، وممهورة بتوقيع رئيس هذا المجلس، يوسي كوهين، والذي كان موجودًا في الاجتماع، وأكد أنه كتب البند بتوجيه من نتنياهو، فما كان من الأخير إلا أن أنكر هذا، وطلب من كوهين جمع كل نسخ هذه الوثيقة التي أرسلت إلى جهاتٍ عديدةٍ وإبادتها.

هاتان واقعتان من وقائع عدة تثبت أن نتنياهو أحد أنصار "أرض إسرائيل الكبرى" الذين يعارضون قيام دولة فلسطينية، ولكن ليست لديه أدنى مشكلة في عدم المجاهرة بهذه المعارضة بموازاة عدم التصريح بأن وجهته هي نحو ضمّ أكثرية أراضي الضفة الغربية، لإدراكه الثمن الباهظ الذي يمكن أن يترتب على ضمٍّ كهذا في الساحة الدولية. وبغية إبقاء هذا المنع ساري المفعول، يبني نتنياهو سياسته على ركيزتين: عدم الدخول في مفاوضات جوهرية مع الجانب الفلسطيني، وتعزيز السيطرة الإسرائيلية على الأراضي المحتلة منذ 1967 من خلال توسعة الاستيطان. عن "العربي الجديد"

دلالات

شارك برأيك

تصريحات نتنياهو عن "حلّ الدولتين"

المزيد في أقلام وأراء

متى يرضخ نتنياهو؟

حديث القدس

سياسات الاحتلال وقراراته تجاه الأونروا .. جنون وحماقة

بهاء رحال

السباق الرئاسي المحتدم الى البيت الأبيض 2024

كريستين حنا نصر

الحرب على الأونروا وشطب حقوق اللاجئين

سري القدوة

المجازر والتهجير غطاء (لأوكازيون) المفاوضات

وسام رفيدي

مبادرة مروان المعشر

حمادة فراعنة

سجل الإبادة الجماعية

ترجمة بواسطة القدس دوت كوم

هيجان إسرائيلي ومجازر إبادة متواصلة

حديث القدس

المُثَقَّفُ والمُقَاوَمَة

المتوكل طه

عواقب خيارات نوفمبر

جيمس زغبي

النكبة الثانية والتوطين المقبل

سامى مشعشع

They will massacre you

ابراهيم ملحم

شطب الأونروا لشطب قضية اللاجئين

حمادة فراعنة

السباق الرئاسي المحتدم الى البيت الأبيض 2024م

كريستين حنا نصر

نزع الشرعية عن دور "الأونروا" سابقة خطيرة

حديث القدس

هل بدأ العد العكسي للعدوان؟

هاني المصري

إسرائيل وليس نتنياهو فقط.. من مأزق إلى مأزق

حمدي فراج

غزة والانتخابات الأمريكية

مجدي الشوملي

الهدنة المحتملة بين استمرار الحرب والحصاد السياسي

مروان اميل طوباسي

خيار الصمود والانتصار

حمادة فراعنة

أسعار العملات

الأربعاء 30 أكتوبر 2024 10:18 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.72

شراء 3.7

دينار / شيكل

بيع 5.25

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.03

شراء 4.0

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%19

%81

(مجموع المصوتين 522)