واشنطن – "القدس" دوت كوم - سعيد عريقات - على الرغم من أن انتخاب عضو الكونغرس، حكيم جيفريز، لمنصب زعيم الحزب الديمقراطي خلفا لنانسي بيلوسي، يعتبر بأنه صنع التاريخ ويشكل علامة على تغيير الحزب ، كون أن النائب جيفريز هو الزعيم الأسود الأول في هذا المنصب المهم، يحتفظ المشرع (جيفريز) بعلاقات قوية وتاريخية مع الجماعات الرئيسية الموالية لإسرائيل ، الأمر الذي أثار تساؤلات داخل القواعد التقدمية في الحزب الديمقراطي حول ما إذا كان هذا التغيير سيمتد إلى انتقاد سياسات إسرائيل العنصرية ضد الفلسطينيين. 

وتفيد التقارير الإعلامية الأميركية أن أكبر حملات النائب جيفريز  كانت ممولة من الجماعات المؤيدة لإسرائيل، وعلى رأسها منظمة "لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (Aipac)  إيباك"، اللوبي الإسرائيلي القوي ، الذي نشر على تهنئة لجيفريز "صديق إسرائيل" وصديق إيباك.

جيفريز ، الذي تم اختياره يوم الأربعاء ليحل محل رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي ، 82 عامًا ، كزعيمة للحزب الديمقراطي في مجلس النواب ، سيكون أول مشرع أسود يتولى هذا المنصب.

وتعتبر المجموعات المؤيدة لإسرائيل أن صعود جيفريز لقيادة الديمقراطيين في مجلس النواب يشكل نتيجة إيجابية صافية لها وللتيار المناصر لإسرائيل  للمجموعات المؤيدة لإسرائيل ، كون أن سجله يظهر أنه حاول باستمرار تخفيف الانتقاد المتزايد لإسرائيل داخل الحزب الديمقراطي.

يذكر أنه وسط الانتقادات المتزايدة لإسرائيل من جانب الديمقراطيين ، أطلقت إيباك مشروعًا جديدًا من نوع سوبر باك Super PAC (لجنة قوية كخولة)، ومشروع الديمقراطية المتحدة (UDP) ، والذي بدأ في ضخ ملايين الدولارات في الحملات الانتخابية قبل انتخابات التجديد النصفي في شهر تشرين الثاني، ولكن جهودها منيت بمجموعة من الهزائم لعل أبرزها فوز النائبة رشيدة طليب، النائبة الفلسطينية الأصل من ولاية ميشيغان، والنائبة إلهان عمر الصومالية الأصل من ولاية مينيسوتا، والنائبة المنتخبة ، سمر لي، من ولاية بنسلفانيا، والنائبة كوري بوش من ولاية ميزوري وآخرون. 

من ناحية أخرى ، كان جيفريز يدعم إسرائيل بشكل لا لبس فيه طوال حياته السياسية ، كما دعم جهارًا العديد من الديمقراطيين المؤيدين لإسرائيل بدلاً من منافسيهم التقدميين في الانتخابات التمهيدية لهذا العام

وقد تلقى جيفريز خلال العام الماضي ما يقرب من 460 ألف دولار في شكل تبرعات من مجموعات مؤيدة لإسرائيل ، بما في ذلك أكثر من 213 ألف دولار من مجموعة "أمريكا المناصرة لإسرائيل" التي كانت بأكبر تبرع فردي.

وقد عارض جيفريز الاستنتاج الذي توصلت إليه جماعات حقوق الإنسان الإسرائيلية والدولية بأن، بمن فيها منظمة العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش، ومنظمة بيتسليم الإسرائيلية بأن معاملة إسرائيل للفلسطينيين ترقى إلى مستوى الفصل العنصري، آبرتهايد، وقال إن مثل هذه التقارير "تهدف إلى عزل إسرائيل في أحد أقسى المناطق الجغرافية في العالم".

كما انتقد جيفريز رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية لاستخدامه مصطلح الفصل العنصري لوصف إسرائيل خلال زيارة قام بها عضو الكونجرس لإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة في وقت سابق من هذا العام.

وعارض جيفريز أيضًا مشروع قانون قدمته زميلته الديمقراطية بيتي ماكولوم (من ولاية مينيسوتا) العام الماضي ، والذي من شأنه أن يضمن عدم استخدام ما يقرب من 4 مليارات دولار من المساعدات العسكرية الأميركية السنوية لإسرائيل لضم الأراضي الفلسطينية بشكل غير قانوني ، أو هدم منازل الفلسطينيين ، أو لاحتجاز الأطفال الفلسطينيين من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وصرح جيفريز أمام مؤتمر إيباك عام 2020 ، قائلا إن المساعدات الأميركية لإسرائيل يجب أن تستمر "بدون شروط" ، وأضاف: "نحن في الوطن في مدينة نيويورك ، نعتبر القدس هي المقاطعة السادسة من المدينة" كدليل على محبته لإسرائيل، في المؤتمر الذي شارك به على الرغم من أن القادة الديمقراطيين ، بما في ذلك العديد من المرشحين للرئاسة (في عام 2020) ، قرروا  مقاطعة إيباك.

ويتولى جيفريز قيادة الديمقراطيين في مجلس النواب في وقت تتولى حكومة يمينية متطرفة جديدة السلطة في إسرائيل ، مما يشكل تحديًا لأعضاء الحزب الديمقراطي الأكثر تأييدًا لإسرائيل.

وفازت كتلة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو بـ 64 مقعدًا من أصل 120 في الانتخابات الإسرائيلية التي أجريت هذا الشهر ، ومن المتوقع أن تشكل حكومة مع الأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة شاس ويهدوت هتوراة (UTJ) ، وكذلك مع اليمين المتطرف بزعامة إيتامار بن غفير، تحالف الصهيونية الدينية - عوتسما يهوديت.

بن غفير ، مثل نتنياهو ، يعارض إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ، والتي ستكون جزءًا أساسيًا من حل الدولتين الذي يواصل العديد من الديمقراطيين دعمه.