لا يتوقف شعبنا عن تقديم التضحيات في سبيل الدفاع عن الوطن، وقد استشهد المئات منذ بداية العام الحالي، ولكن جريمة اغتيال الشقيقين جواد وظافر عبدالرحمن الريماوي الطالبين في جامعة بيرزيت تشكل واحدة من ابشع وأحقر الجرائم التي تنفذها قوات الاحتلال، وسيظل هذا اليوم نقطة لا تنتسى في تاريخ شعبنا.
ان الكلمات تقف عاجزة عن وصف المشاعر التي تملأ قلوبنا وعن تضامننا وشعورنا مع اهل هذين الشهيدين وكل الشهداء الآخرين، كما ان الادانات اللفظية الدولية باتت بلا قيمة وعلى المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الانسان والامم المتحدة وغيرها ان تتحرك عمليا وميدانيا لمعاقبة الاحتلال على جرائمه عموما ومثل هذه الجريمة بصورة خاصة، ويجب فصل اسرائيل من عضوية هذه المؤسسات لعل الضمير المفقود يعود الى الوجدان ويدرك الجميع ان دماء شبابنا ليست رخيصة ولا هي بلا مراكز دفاع عنها بكل الوسائل، وليس بإمكان الاحتلال ان يمارس مثل هذه الجرائم والعالم يتطلع او في احسن الاحوال يصدر بيانات ادانة واستنكار لم يعد لها اية اهمية او قيمة.
ان شعبنا يقف متضامنا مع اهالي هؤلاء الشهداء كما اننا نتقدم بعميق التعزية والمواساة لاهالي الشهداء عموما ولأهالي هذين الشقيقين بصورة خاصة، وعلى الاحتلال ان يدرك ان جرائمه هذه لن تغير من اصرار شعبنا على الثبات فوق ارضه والدفاع عن حقوقه مهما تكن جسامة التضحيات، كما ان عليه ان يدرك ان غطرسة القوة لن تكون دائمة والتاريخ خير دليل على ذلك، فقد مرت دول كثيرة وشعوب تملأ التاريخ بأمثال هذه الغطرسة ولكن في النهاية كان الحق هو المسيطر وهو الأقوى وزال الظلم والظالم وانتصر اصحاب الحق ومؤيدوه ، فهل يدرك المتغطرسون في اسرائيل ان لا قوة إلا للحق وان الظلم والاحتلال الى زوال سواء أطال الزمان او قصر.
لا بد في النهاية من ملاحظة  اخيرة اننا شعب يحب السلام والاستقرار ويرفض كل اشكال العنف وإسالة الدماء، ولكن ذلك لا يتحقق الا بسيطرة الحق والمنطق بعيدا عن الغطرسة والركض وراء سراب القوة والهيمنة.. فهل يدركون ذلك ام ان هذه الاقوال هي طبل عند اطرش ؟!!