جنين - "القدس" دوت كوم-علي سمودي - لا يفارق الهاتف الخلوي الوالدة عالية جميل "أم هاني"، فهي تعيش على أعصابها وتنتظر رنين الهاتف بكل لحظة ليحمل أخبارًا عن ابنها رفيق عاهد رفيق معالي (24 عامًا)، الذي انقطعت أخباره منذ اعتقاله قبل حوالي شهر، وبين الصباح والمساء، تقضي وقتًا طويلاً من يومها في غرفته وبين أغراضه، تارةً تعانقها وأخرى تقبلها، وهي تستعيد الذكريات لعلها تخفف من وجعها وحزنها ودموعها.

بحزن وألم، تقول الستينية "أم هاني" لــ"القدس" دوت كوم، "لم يكن يتدخل في السياسة ويعيش حياة طبيعية، بل وكان يعاني المرض، لذلك ألمي كبير بسبب اعتقاله وزجه خلف القضبان وحرماننا منه، دون سبب".

وتضيف: "الكارثة الكبرى أننا لا نعلم سبب اعتقاله وانقطاع أخباره ومنع المحامين من زيارته، ولا أريد سوى الاطمئنان على ابني، ومعرفة مصيرة وكيف هي أوضاعه".

في منزل عائلة معالي، في بلدة عجة جنوب جنين تُخيم أجواء الحزن والتوتر الدائم لدى كافة أفراد عائلة رفيق المكونة من 9 أفراد، فهو يحظى بمحبة ومكانة كبيرة لدى الجميع، وتقول والدته: "كان الأقرب لقلبي لا يخرج دون أن يودعني ويقبل رأسي ويداي، كل يوم يجلس معي وحوله كل أحباءنا ونستمع لأحاديثه الجميلة التي اشتقت إليها، كما اشتقت لأحضانه وحنانه، فقد كان هو الذي يضمني ويرعاني ويهتم بي".

وتضيف: "ولد وعاش رفيق في قريتنا، وتعلم في مدارسها حتى أنهى الثانوية العامة بنجاح، ثم تابع دراسته الجامعية وتخرج بشهادة البكالوريوس في تخصص الهندسة المدنية من جامعة خضوري، لكن لم يحلفه الحظ بوظيفة".

تؤكد أم هاني أن أسيرها رفيق كان يعيش حياة طبيعية، ولم ينتمي يومًا لأي حزب أو يتدخل في القضايا السياسية، وتتابع: "فوجئنا بقيام قوات الاحتلال باحتجازه على حاجز زعترة، خلال مروره بسيارة مدنية بشكل طبيعي أوقفوها وفتشوها، ثم أخضعوه للتحقيق الميداني وقيدوه واعتقلوه دون معرفة الأسباب".

 وتضيف: "شعرت أن قلبي توقف عندما تصل بي صديقه وأبلغني بأن قوات الاحتلال اعتقلته عن الحاجز ونقلته لجهولة مجهولة، شعرت بوجع كبير لفقدانه وعدم عودته إلى المنزل في ذلك اليوم الذي اعتبره أسودًا في حياتي".

 وتكمل: "منذ اعتقاله يحتجزه الاحتلال في زنازين التحقيق في سجن الجلمة ولم يسمح للمحامي بزيارته ولا نعلم عنه أية معلومات، سوى أنه عرض على المحكمة العسكرية مرتين ومددت توقيفه بناء على طلب المخابرات لاستمرار التحقيق معه".

 وتضيف: "حتى المحاكم لم يسمحوا لنا بحضورها، وليس لدينا أدنى شك أن التهم الموجه لابني ملفقه، وكاذبة، فهو ملتزم بحياة بسيطة وليس له أي نشاط سياسي".

وذكرت الوالدة "أم هاني"، أن رفيق يعاني بشكل مستمر من الجيوب الأنفية ويتألم منها كثيرًا ويتناول أدوية بشكل دائم، معبرةً عن قلقها من عدم توفير الدواء له، بسبب سياسات الاحتلال في حرمان المرضى من العلاج.

 وأضافت: "كل يوم يمر تتفاقم معاناتي وتزداد أوجاعي، وأتمنى الحرية والفرج القريب لابني المعتقل بشكل تعسفي وظالم".