Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الخميس 27 أكتوبر 2022 9:46 مساءً - بتوقيت القدس

"صفية".. أصيبت مرتين بالسرطان وواجهته بشجاعة وصبر

بير نبالا- "القدس" دوت كوم - روان الأسعد - «إلى السيدات اللواتي يخضـن حـرباً يومية مع هذا المرض، وإلى المصـرّات على الحياة، وإلى أهلهن وأصدقائهن، كونوا الدعم والسند لهن لتجاوز هذه المحنة، فدوركم كبير»... هذا ما أكدته الناجية من هذا المرض صفية عيسى في حديثها لـ "القدس" دوت كوم، عن قصتها في قهر السرطان ورحلتها مع العلاج.


صفية البالغة من العمر (50 عاماً) هي واحدة من كثير من النساء اللاتي طالما اعتقدن أن سرطان الثدي هو مرض لن يصيبهن، متزوجة ولديها ولدان وبنت، وبدأت قصتها سنة 2013 في المرة الأولى، فقد أصيبت مرتين بالسرطان، وهذا التاريخ غيّر مجرى حياتها ١٨٠ درجة.


تقول صفية عن تجربتها: «في المرة الأولى أنا من اكتشفتُ المرض وحـدي عن طريق الفحص الذاتي، كنت كل شهر أواظب على إجراء الفحص الذاتي، فحصت ووجدت عندي كتلة، فتوجهتُ بعدها مباشرة إلى مركز دنيا، وقمت بإجراء الماموغرافي والألتراساوند، وأخدوا خزعة».


وتضيف صفية: «بعد أسبوع خرجت النتيجة، وتبين أنني مصابة بالسرطان، وبالرغم من أنني كنت تخيلت النتيجة بأنني مصابة وكنت أتخيل ردة فعلي داخليا وأهيئ نفسي أنني ربما أبكي أو أصرخ أو يغمى علي، فعندما أخبرني الطبيب بذلك نزل الخبر علي كالصاعقة، والتزمت الهدوء ولم أظهر انفعالاتي، وتقبلت الوضع».


وتتابع: «كان زوجي وعائلتي الداعم الأكبر والـقـوة والشجاعة لمجابهة المرض ومقاومته، وتقبلت المرض، وبدأت رحلة العلاج بأخذ جلسات العلاج الكيماوي، وبعدها أجريث عملية جراحية وأخذت إشعاعاً، أخذت ۸ جلسات كيماوي، وأصعب شيء بصراحة كان فترة العلاج الكيماوي، فبعد الجلسة كنت أعاني لمدة أربعة أيام إلى خمسة في البيت من التعب، إلا أن محيطي من أولادي وأهلي وجيراني كانوا معي يزورونني ويخرجونني من جو المرض».


وتشير إلى أن المرض أثر فيها، «لكن المرحلة الأكثر إيلاماً وتأثيراً في معنوياتي كانت عندما بدأ شعري يتساقط ، لأن المرأة زينتها شعرها، ولم أكن أخلع الحجاب عن رأسي».


وتؤكد صفية أنها استمرت في المتابعة والفحوصات، «كل سنة أعمل الصور والفحوصات حتى عام 2017، هنا ظهرت كتلة جديدة، فعملتُ الصورة النووية، وظهر عندي للمرة الثانية السرطان في الثدي نفسه، ولكن في منطقة آخری».


وتتابع: «عادت رحلة العلاج من جديد، أتعالج مرة ثانية، كنتُ متثاقلة من هم العلاج الكيماوي، وفعلاً تعبث منه أكثر من المرة الأولى، أنه في المرة الثانية كانت الجلسة أسبوعية، أما المرة الأولى فكانت كل 21 يوماً.


وتعود صفية إلى عام 2013 لتقول إنها تعرفت على مركز دنيا، وكانت تتابع معه، «وإن المركز شكل مجموعة للنساء المتعافيات، وكان يعد لهن برامج ترفيهية، وتعرفنا على أناس جدد رائعين، وكانوا بأكثر من طريقة ونشاط يحاولون أن يهونوا علينا التجربة القاسية التي مررنا بها، خاصة بالمجموعة عندما نحكي عن تجاربنا ونتعلم من بعض».


وتضيف: «في كل لقاء، كنا نتحدث عن مواضع أخرى، ولما تسمعين تجربة غيرك تشعرين أن تجربتك أهون، وكل الدعم والشكر لمركز دنيا لأنه دعمنا نفسياً، وساعدنا في أن نتخطى هذه المحنة الكبيرة».

الإحباط ومقاومته ..

تقول صفية لـ "القدس" دوت كوم، فترة العلاج بالكيماوي محبطة جداً، لكن أول ما أصبت كانت الفكرة أن السرطان هو الموت، هذا كان الاعتقاد.


وتضيف: «في البداية تملكني شعور كبير بالخوف، وتخيلتُ نهاية مأساوية لي، لكن وقوف عائلتي خلال مراحل العلاج إلى جانبي جعلني أقرر المقاومة إلى النهاية، لأن نصف العلاج نفسي، والدعم يعطيك أملا بالحياة، بالرغم من صعوبة التجربة ومرارتها وأوجاعها الجسدية والنفسية».


وتتابع صفية: «كنت في البداية أخجل أن أقول إنني مصابة بالسرطان، لكن مع مجموعات السيدات المتعافيات لم أعد أخجل، وأصبحث أكثر جرأة، أتحدث عن تجربتي ولا أخاف، بالعكس أصبحتُ أشجع النساء على الفحص أولا بأول والمتابعة، أنا فحصت والكتلة صغيرة، فكلما كانت المتابعة مستمرة، كان المرض أسهل».

الأولاد.. وبداية إخبارهم بالإصابة بالمرض ..

«في العام 2013، في تجربتي الأولى مع المرض كان أولادي صغاراً، فابنتي الكبيرة كانت في الصف الخامس، لم أخبرهم بمرضي من البداية، ولكن بعد أول جلسة تعبتُ كثيرا، عانيث من القيء، وبان علي التعب، وذهبت إلى المستشفى، وبعدما رجعت إلى البيت، بدأت أخبرهم بالتدريج أنني مريضة وسآخذ دواء أتعب منه، وشعري سيتساقط بالكامل، حتى بدأوا يستوعبون»، تقول صفية.


وتضيف: «في أول مرة خلعت فيها الحجاب عن رأسي أمام أولادي بعد تساقط شعري، فرحوا، وعندئذ شعرت بتفهمهم ودعمهم لي، وقالوا لي: «ماما أنت معك سرطان»، ولأنني أم مهدت لهم مرضي، فقد كانوا يساعدونني ويدعمونني، وعندما أتعب يقومون بعمل مساجات لقدمي ويدي، وكانوا يبعثون في جسدي القوة لأقوم وأقوى من أجلهم».


وتتابع صفية: «مررث بالتجربة الأولي مع سرطان الثدي كئيبة مستسلمة، وخرجتُ إنسانة قوية محبة للحياة، وفي المرة الثانية كنت مؤمنة وشجاعة وصبورة وأقوى، وكانت لديّ الإرادة لهزيمة هذا المرض».


وتقول: «أنا كناجية من سرطان الثدي مرتين، أطلب من كل السيدات أن يفحصن بشكل دوري، كما أطلب من المصابات عدم الاستسلام للمرض واليأس».

دلالات

شارك برأيك

"صفية".. أصيبت مرتين بالسرطان وواجهته بشجاعة وصبر

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 86)