Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الثّلاثاء 25 أكتوبر 2022 10:42 صباحًا - بتوقيت القدس

في محاولة للإجابة على تساؤلات الحالة الوطنية الفلسطينية الراهنة ... ‏

بقلم:يونس العموري ‏


مما لاشك فيه ان الجدل سيد الموقف للتوصيف العملي لما يجري بالأراضي الفلسطينية المحتلة ... حيث ‏اختلفت الآراء حول التعريف واختيار المصطلح الذي يعكس حقيقة مجريات الامور، انتفاضة...؟ لا ‏انتفاضة...؟ حراك شعبي .. ؟ ام تكون هبة جماهيرية غاضبة ..؟؟ انتفاضة في طور التشكل ،، ؟؟ ام تكون ‏حالات عملياتية فردية غير منظمة ... ؟؟ وربما هي مجموعات منفصلة عن التشكيلات الفصائلية ‏الكلاسيكية ..؟؟ وقد تكون حالة شعبية غاضبة وفقدان الثقة بالسلطة الفلسطينية في ظل تردي الأوضاع ‏الاقتصادية والاجتماعية ..؟؟ او حالات انفلاتيه عن المنهج السياسي الكلاسيكي السائد والحاكم لمنظومة ‏المفاهيم في الأراضي الفلسطينية المحتلة..؟؟ ورسالة سياسية قوية تعبر على الانقلاب على حالة الشرذمة ‏والانقسام الفلسطينية الراهنة .... ‏
الحقيقة هي ان التسمية ليست هامة بهذه المرحلة والمهم هو حقيقة الواقع ولابد من الاعتراف بهذا الواقع ‏ووقائعه الراهنة ، والواقع هو أن الضفة الغربية والقدس تشتعلان. وهما تشتعلان منذ فترة ليست بالقصيرة ‏، حيث تسير جماهير الشعب بكل فئاته بمسار الصدام مع الاحتلال، بصرف النظر عن تسمية هذا الصدام ‏بالمرحلة الراهنة وان كان ثمة مؤشرات واضحة على الانتفاضة ، وان كانت تجربة الاستنساخ ومحاولة ‏تطبيق قوانين الانتفاضة الاولى او الثانية غير دقيق على اعتبار ان لكل مرحلة عناوينها ومعطياتها وبالتالي ‏تحدياتها. الا انه وبذات الوقت ثمة حقيقة غير قابلة للتأويل او التفسير بغير تفسيرها الصحيح والمتمثلة بأن ‏هناك مزاج شعبي عارم بمواجهة الاحتلال ومجابهة سياساته بالأراضي الفلسطينية عموما وبالقدس ‏خصوصا.‏
باختصار، لابد من الاعتراف بأن الوضع متفجر جدا. كل حادثة حتى وان كانت أكثرها هامشية يمكنها أن ‏تصبح عملية استراتيجية كبرى ورد فعل اسرائيلي يخرج الاحداث عن السيطرة. وبتصوري ان الساحة ‏واحداثها وحراكها تسير باتجاه تورط وتوريط الكل وخلط الاوراق من جديد والقرار يبدو انه قرارا شعبيا ‏جماهيريا بامتياز يعبر عن المزاج الشعبي العام ... وهنا لابد من القول الصريح والفصيح، ولابد من ‏مواجهة الذات، ولابد من اعادة وضع النقاط على الحروف، ولابد من الصراخ، ولابد من اعادة التموضع ‏وطنيا .. حيث انه ومن جديد تفرض المعادلة ذاتها علينا بشكل قسري هذه المعادلة ببساطة الامور تقول ‏‏(نكون أو لا نكون) .. من جديد تفرض التحديات ذاتها على كينونة الحركة الوطنية الفلسطينية وعلى ‏مسارها وحقائقها... فإما أن تكون حركة وطنية فاعلة متفاعلة والمتطلبات الجماهيرية الشعبية وتعمل على ‏تحقيق أهداف الشعب بالحرية والسيادة والاستقلال وأن تحمي مكتسباته الوطنية أو أن لا تكون...‏
مما لاشك فيه أن الحركة الوطنية بكافة تشكيلاتها وأطرها وفصائلها وقواها وتعدد مشاربها ومنابع ‏أيدولوجياتها، تعيش اليوم واحدة من أخطر أزماتها التي تهدد أركانها ووجودها في ظل الصرخة الجماهير ‏الشعبية المتقدمة، وبالتالي هويتها النضالية الكفاحية، التي من المفروض أنها قائمة من خلالها في سبيل ‏تحقيق الأجندة الجماهيرية الشعبية، وأن تكون معبرة فعلية عنها وعن توجهاتها، وأن تكون الحامية ‏لتطلعاتها ولآمالها وأن تساند فعلها، لا أن تكون عبئاً عليها وعلى فعلها. حيث التحديات باتت فارضة ‏مفروضة على كل مناحي الواقع الفلسطيني.‏
وهذا ما تتمظهر فيه الحركة الوطنية الفلسطينية بالمرحلة الراهنة، حيث بات الكل يتساءل لماذا لا تتحرك ‏فصائل العمل الوطني وتحديدا الرافضة والمعارضة لمنهجية السلطة وللقيادة الرسمية لمنظمة التحرير ‏الفلسطينية، وتحديدا تلك اليسارية، لالتقاط اللحظة التاريخية وتطوير الاداء الجماهيري الراهن في إطار ‏انتفاضة شعبية عارمة، الأمر الذي يعني تأطيرها وتوجيهها وخلق ادواتها وبرمجتها وفق مخططات وطنية ‏شعبية مدروسة تصب في أتون الفعل المقاوم عموما ...‏
ان الجماهير وهي تتصدى لحالة الخراب والتخريب التي يعيشها واقعنا الفلسطيني على مختلف الصعد ‏والجبهات حيث الانقسام والتراخي الرسمي في مواجهة الاحتلال وحالة الهدنة المعلنة تقريبا من الكل، بات ‏يتساءل لماذ كل هذا الخنوع ..؟؟ ولماذا هذا الصمت المريب ..؟؟ واللامبالاة ..؟؟ هل باتت الحركة الوطنية ‏وتكويناتها غير معنية بما يجري حولها ..؟؟ ونحن نراها تبارك وتؤيد الحراك الشعبي والمواجهات ‏الإشتباكية اليومية مع قوات الاحتلال على مختلف محاور الاشتباك ... ام ان الحركة الوطنية باتت غير ‏قادرة على تحريك جماهيرها لفقدانها المصداقية ..؟؟ ام ان هذه الحركة غير معنية بالتحرك الجماهيري ..؟؟ ‏حيث أنها قد أصبحت مُستنفدة ومُستنزفة للحراك الجماهيري الشعبي وقدراته وطاقته وتوظفها في ‏الصراعات الداخلية ما بين أقطابها لتحقيق بعض المكاسب الفئوية الضيقة على حساب الأهداف الوطنية ‏الإستراتيجية، الأمر الذي يعني أن ثمة خللاً بنيوياً في مسار العمل الوطني برمته، مما يستدعي صياغة ‏برامجية جديدة على الأسس العلمية العملية لمتطلبات وتداعيات المرحلة بشكل براغماتي، يخدم أولاً وأساساً ‏المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني.‏
وقد نكون بحاجة لإعادة عنونة أطرنا الوطنية من جديد.. بمعنى قد نكون بحاجة لإعادة اصطفاف جديدة ‏تأخذ بعين الاعتبار طبيعة المتغيرات الجوهرية على خارطة القوى الوطنية بالمجمل... أي أن الواقع ‏الفلسطيني ربما يفرض عناوين جديدة تكون نتيجة طبيعة لحالة المخاض التي تعيشها القضية الفلسطينية ‏وعدم قدرة زعاماتها وقادتها، وبالتالي أطرها وقواها بأحزابها وفصائلها على إنجاز المشروع الوطني ‏الفلسطيني الذي لا بد أن يأخذ بعين الاعتبار حسابات الوقائع الإقليمية والدولية وقوانين العملية التحررية ‏ذاتها.‏
من هنا تأتي الأهمية الإستراتيجية لحماية الذات (والمقصود هنا بالذات الجمعية الجماعية...) وهو ما يبدو ‏واضحاً وجلياً، على اعتبار أن أركان الحركة الوطنية ككل مهددة اليوم من فعل اللفظ، ولابد أن تكون مهددة ‏بهكذا فعل، طالما أنها أخفقت في استيعاب شروط المرحلة وشروط الاستيعاب للآخر وإنجاز المشروع ‏التوافقي بعيداً عن الحسابات السلطوية. فالقوانين السياسية الفلسطينية مختلفة تمام الاختلاف عن كافة ‏الساحات ولا يمكن استيراد القوانين وتطويعها على الحالة الفلسطينية قسراً. فالمسألة غير خاضعة بالمطلق ‏لمنطق الصراع الحزبي (الذي قد يكون ديمقراطي الشكل أو عنيف المظهر) على رأس الهرم السلطوي، ‏على اعتبار أن القانون الفلسطيني يفرض الحالة التوافقية أولاً على أساس ان المشروع الوطني التحرري، ‏بصرف النظر عن التأثر والتأثير للحجوم التنظيمية... ولا يمكن ممارسة العمل السلطوي بقوانين الفعل ‏السياسي الاحترافي كما هي الحالة الطبيعية في باقي الدول المستقلة والتي تتمتع بالاستقلال وبالسيادة على ‏كامل ترابها وعلى بشرها وحجرها، وهذا الفهم هو حجر الزاوية الرئيسي في بناء الاستراتيجية الفلسطينية ‏التي تعتمد بالأساس على مفهوم الوحدة الوطنية استناداً إلى استقلالية القرار الوطني أولاً وأخيراً.‏
أعتقد أن مدركات الحالة الفلسطينية الراهنة وتداعياتها التي بلا شك تهدد المصير الوطني ككل، تفرض ‏على الزعامات التنظيمية الفصائلية إنجاز حالة التوافق والاتفاق للخروج من حالة الشرذمة والانقسام ‏الخطير بجغرافيا الوطن المحتل، وخدمة الفعل الوطني المقاوم عموما وبالتالي الانتفاضة ،وهذا يتطلب ‏إدراك فعلي لقوانين مرحلة التحرر الوطني ضمن فهم الحالة الفلسطينية وتشابكاتها. ولابد من تواصل الفعل ‏الإبداعي للإنتاجية الفلسطينية السياسية والكفاحية التي تضمن إعادة الاعتبار للهوية الفلسطينية وإبقائها ‏حية في معادلة الصراع المحلية والإقليمية على اعتبار أن هذه الهوية معرضة وباستمرار للطمس والمحو ‏والشطب جراء السياسات المضادة التي تستهدف بالأساس المعادلة الوجودية للهوية الفلسطينية على كافة ‏المستويات والصعد، وهي أساس وجوهر الصراع، بل إننا نستطيع القول إن تراكمات العملية النضالية ‏الكفاحية للشعب الفلسطيني قد حاولت فقط حماية الهوية الوطنية من الاندثار وتثبيت الرقم الفلسطيني كرقم ‏صعب لا يمكن تجاهله أو تجاوزه في معادلة الصراعات الإقليمية وحتى الدولية وكل ذلك تم من خلال الفهم ‏العميق لوقائع المراحل المختلفة التي عبرتها القضية الفلسطينية ومتطلباتها مع الكثير من الملاحظات على ‏الأداء والكثير من السلبيات.‏
إن الظرف الراهن الذي يشهد حالة الانقسام والصراع الدموي على الساحة الفلسطينية إنما يهدد أركان ‏الوجود الفلسطيني كهوية حضارية نضالية استطاعت فرض ذاتها على مختلف الساحات كما أسلفنا الذكر ‏لذلك لابد من إنجاز الإتفاق والتوافق على أساسيات البرنامج الوحدوي للكل الفلسطيني والذي لابد أن يأخذ ‏بعين الاعتبار برمجة التعايش ما بين كل المذاهب والطوائف السياسية وزعامات القبائل الفصائلية في إطار ‏الأهداف الإستراتيجية للشعب وجماهيره وتطلعاته نحو الحرية والسيادة والاستقلال وحقه بتقرير مصيره ‏وشكل وطبيعة دولته العتيدة، وأن لا تكون هذه الفصائل الوصية أو أن تلعب دور أولياء الأمر عليه، فهو ‏القادر دوماً على فرض حقائقه ومعادلته، وبالتالي قادر على إعادة إنتاج ذاته وإنتاج قواه الحية.‏
إذن مطلوب منهم إنجاز الحالة التوافقية، والاتفاق بات اليوم هو المطلوب والأشد إلحالحاً، وهو ما يمكن أن ‏يحفظ كرامة المواطن والوطن في آن معاً، بعد أن استبيحت كرامته وأصبحت في مهب الريح، وهو التوافق ‏على الحد الأدنى من الإجماع حول مختلف قضايانا الوطنية والمصيرية، وهو رسم الخطوط والحدود ‏الحمراء لوقف المجزرة التي استهدفت الحق بالحياة من قبل من يدعون أنهم ممثلينا وقادتنا، وهو ما تطالب ‏به هذه الجماهير الصابرة المصابرة والرابضة صموداً في ظل أعتى آليات القرن وحشية وقمع، وهو ‏صياغة الصمود بالتعبير السياسي المعبر عن وحدة الموقف والإداء لما يصبو إليه هذا الشعب دون اجتهاد ‏وحذلقات بالتفسير والتأويل، وهي المطالبة بحفظ دماء الشهداء وأنات الجرحى ودموع الثكالى التي شكلت ‏على الدوام نبراس التوجه نحو الغد، وهو الاتفاق الذي يضمن الحريات وحفظ الحقوق للأفرد وللجماعات ‏على حد سواء، وهو اتفاق سيادة القانون في ظل غابة البنادق، وهو اتفاق الإبداع والإبتداع لمعادلة بندقية ‏المقاتل المحُتضنة جماهيرياً وتلك التي شكلت قاطعة للطرق، وهو اتفاق صياغة فعل المقاومة من جديد على ‏الأساس التراثي الشعبي المتراكم.‏
أعتقد أن فعل الحوار الوطني الذي من المفروض ان يبدا مجددا والأن في ظل الحراك الشعبي الجماهيري ، ‏انما يشكل محطة أخيرة للطبقة السياسية الحاكمة في الأراضي المحتلة، والتي لابد لها أن تتفق وأن تنجز ‏مشروعها والذي أضحى اليوم مشروعاً جماهيرياً ومطلباً شعبياً عريضاً، وبالتالي لابد لكل هذه الزعامات ‏أن تلبي رغبات جماهيرها إن كانت بالفعل صادقة وتنطلق من مفهوم متطلبات وتطلعات الحركة ‏الجماهيرية.‏
لا يوجد أي مفر آخر أمام هذه الطبقة الزعاماتية سوى الإنجاز وإعادة ترتيب الأوراق من جديد... وأجدني ‏هنا أردد من وراء هذه الجماهير القول الفصل في هذا الفصل التاريخي والمفصلي بحياته حيث القول الأهم ‏الآن والمتمثل بـ"إن لم تتفقوا فلا تعودوا إلى وقائعنا، وابقوا حيث أنتم ممالك على فصائلكم وتنظيماتكم ‏وحتماً سيلفظكم الشعب وسينتج أدواته وزعاماته من جديد"....‏

دلالات

شارك برأيك

في محاولة للإجابة على تساؤلات الحالة الوطنية الفلسطينية الراهنة ... ‏

المزيد في أقلام وأراء

مبادرة حمساوية

حمادة فراعنة

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%52

%48

(مجموع المصوتين 92)