جرائم الاحتلال في عملياته المتكررة في مختلف المواقع والمناطق الفلسطينية معروفة وهي تنال أنواعاً من المواطنين، الصغار منهم والكبار والنساء والاطفال وكل الفئات المدنية والسياسية والاجتماعية، ولكنها مؤخراً وصلت الى حد اغتيال طبيب كان يعالج الجرحى ويحاول تقديم الخدمات العاجلة لهم، وهو د. عبدالله أبو التين، طيب الله ثراه وألهم عائلته وأهله وأصدقاءه جميل الصبر وحسن العزاء.

ان اغتيال د. أبو التين يشكل جريمة مميزة وخاصة ويجب ان تصل تفاصيلها الى كل أنحاء العالم لكي يدرك الجميع مدى حقارة الممارسات الاسرائيلية والمعاناة الكبيرة التي يواجهها شعبنا وكل أبنائه نتيجة هذه السياسة التي لا تعرف قانوناً ولا حقوقاً لأي انسان، وتتكرر بشكل لا يتوقف ولا يراعي اية حقوق أو التزامات انسانية.

وجريمة اغتيال الدكتور أبو التين ليست الأولى من نوعها وعلى الأرجح انها لن تكون الأخيرة، واذا لم يتحرك العالم وكل الذين ينادون بحقوق الانسان وضد جرائم القتل والاضطهاد، فإن هذه الجرائم لن تتوقف أبداً، وسوف تتواصل كما هي حالياً وكما كانت سابقاً.

لكن كل هذه الجرائم بأشكالها المختلفة لن تزيد شعبنا إلا صلابة وتمسكاً بحقوقه وأرضه ومستقبله، وغطرسة الاحتلال سوف ترتد عليه وضده في النهاية، والأيام خير شاهد ودليل. 

كفى ادانات ومواقف لفظية بلا نتائج

في كلمة له أمام التحالف التقدمي في برلين، دعا رئيس الوزراء د. محمد اشتية الى بذل جهد دولي لإنهاء الاحتلال، وطالب بأن تدفع اسرائيل ثمن هذا الاحتلال، وأكد انها لم تلتزم منذ تأسيسها ولم تحترم القرارات الدولية وخاصة القرار ١٨١ والقرار ١٩٤ وهما كانا من شروط قبولها عضواً في الأمم المتحدة!!

وفي جدة أدانت الامانة العامة لمنظمة التعاون الاسلامي اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى وتأدية طقوس دينية تلمودية في ساحاته واعتبرت ذلك تصعيداً خطيراً تتحمل دولة الاحتلال نتائجه ..!!

وفي القاهرة أدانت جامعة الدول العربية الاقتحامات الاسرائيلية المتكررة للحرم القدسي، وقالت ان ذلك يشكل انتهاكاً لكل القوانين واعتداء على الحقوق الوطنية الفلسطينية.

والأهم مما تقدم ان الرئاسة الفلسطينية أكدت انها لن تسمح باستمرار الوضع الاحتلالي الراهن، وسوف تعمل جهدها لكي  تضع حداً له.

لقد سمع المواطن الفلسطيني الكثير من مثل هذه التصريحات والمواقف اللفظية، ولكن شيئاً عملياً لم يحدث، وتستمر هذه التصريحات كما تستمر ممارسات الاحتلال ولا يتغير شيء لأن التغيير يتطلب مواقف عملية فعالة وممارسات حقيقية واقعية تجعل الاحتلال يعيد النظر في مواقفه المتغطرسة والتوسعية، وبدون ذلك سنظل نسمع التصريحات ونعاني من الممارسات!!.