حديث القدس
توقيع فصائل العمل الوطني والاسلامي كافة على اتفاق المصالحة الفلسطينية في الجزائر برعاية جزائرية يعتبر خطوة اساسية ومتقدمة وضرورية من اجل انهاء هذا الانقسام المدمر واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية سياسيا وجغرافيا، لمواجهة التحديات والمؤامرات التي تواجه وتحيط بالقضية الفلسطينية من كل حدب وصوب.
فهذا الاتفاق الذي جاء بجهود حثيثة ومتواصلة من قبل دولة المليون شهيد، يؤكد دور هذه الدولة الوطني والعروبي والذي لا يتخلى عن واجبه القومي تجاه قضايا الامة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي هي بالاساس قضية العرب والمسلمين الاولى في سائر انحاء العالم نظرا لكون فلسطين وعاصمتها القدس الشريف تضم وتحتضن المسجد الاقصى المبارك اولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى الرسول محمد «صلى الله عليه وسلم».
وهنا لا بد من تذكر ما قاله الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين بأن الجزائر مع فلسطين ظالمة او مظلومة، وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على اصالة هذا البلد وشعبه الجبار الذي هزم الاستعمار الاستيطاني الفرنسي وحرر الجزائر بعد ان قدم على مذبح هذا التحرير اكثر من مليون شهيد.
كما لا ننسى دعم الجزائر لشعبنا الفلسطيني وثورته المعاصرة سواء بالمال والذي لا يزال قائما حتى الان، او بفتح القوات الجزائرية اراضيها لتدريب القوات والمناضلين الفلسطينيين الى جانب ما تقدمه من فتح جامعاتها امام الطلبة الفلسطينيين وغيرها الكثير الكثير الذي لا مجال لذكره في هذه العجالة.
ومنذ ان تدخلت دولة المليون شهيد من اجل المصالحة الفلسطينية ونحن نعلق الآمال الكبار لكون هذا البلد المناضل سيكون له دور بارز في المصالحة وراهنا على انه سينجح في تحقيق ذلك خاصة وانه سيستضيف مطلع الشهر المقبل القمة العربية التي تعطلت منذ عدة سنوات بسبب اوضاع مختلفة، وسيكون عنوان هذه القمة فلسطين والمصالحة الفلسطينية.
وبعد هذا التوقيع الذي اثلج صدورنا خاصة انه جاء في هذه المرحلة حيث جرائم الاحتلال ضد شعبنا وأرضه ومقدساته في تصاعد مستمر من قبل قواته وقطعان مستوطنيه، وانه لا سبيل امام الفصائل الفلسطينية سوى الوحدة لمواجهة هذه الجرائم والانتهاكات التي هي جرائم حرب بكل معنى الكلمة.
وهنا لا بد من التأكيد على ان العبرة بعد هذا التوقيع هو في التنفيذ على ارض الواقع لتحقيق ما اتفق عليه ، وعدم المماطلة او التأخير كما حدث في السابق، وهنا نأمل مرة اخرى من الجزائر الضغط على جميع الاطراف لتجسيد المصالحة والوحدة الوطنية.