بقلم: ابراهيم دعيبس

حين نرى ما يقوم به الاحتلال من استيطان ومصادرة للاراضي وتهجير للمواطنين وهدم للمنازل وغير ذلك الكثير، ينتاب كل فلسطيني نوع من الغضب الشديد والتساؤلات الكثيرة حول موقف القيادات من هذا الذي يجري.

بالتأكيد ان بيانات الشجب والاستنكار والادارة لا تتوقف ولكنها فقدت كل قيمتها ولم يعد أحد يستمع اليها أو يهتم بها وبالذين يرددونها. والكل يطالب بأن تقوم القيادات بما عليها ان تقوم به، ولكن الظاهر ان المطلوب شيء والمفعول لا شيء.

ولقد طالب كثيرون من شخصيات ومؤسسات ومنظمات بتحرك القيادات بين الضفة وغزة، ولكن الواضح انهم لا يستجيبون ولا يسمعون أساسا، وتتسع الهوة بين المطلوب والموجود ونكرر اليوم ما طالب به الكثيرون وهو ضرورة وواجب اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية لعل ما يتم اختياره يكون اقدر على التحرك والعمل، وما حدث كان العكس، فقد كانت هناك انتخابات مقررة في موعد محدد وقد تم الغاؤها بدون اي مبرر واسترخت القيادات على الكراسي وظل الالم يتسع والمخاطر تتزايد.

نكرر القول، لعل أحدا يستمع ، بضرورة اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية والتاريخ لن يرحم والمستقبل لنا وهو لن يسامح وسيتحمل الذين يتجاهلون الامر كل المسؤولية الحالية والتاريخية..!!

الشهيد ليس مجرد خبر وصورة

حين أرى شبابنا يحملون الاحجار ويقفون بقوة أمام جنود جيش الاحتلال برشاشاتهم وجاهزيتهم للقتل، تنتابني مشاعر مختلفة بين الاعجاب والتقدير بهؤلاء الذين يدافعون عن وطنهم وحقوقهم رغم كل المخاطر والصعاب، وبين ضرورة الحرص على حياتهم ومستقبلهم ومشاعر أهلهم وعائلاتهم.

ان الدفاع عن الوطن واجب ومسؤولية كبيرة، والتضحية في سبيل ذلك ضرورية وهامة ولازمة ، ولكن الدماء ليست رخيصة، وغياب المستقبل قضية تحتاج مفهوما ومعالجة عملية وواقعية، ولا بد من التوعية والارشاد في سبيل هذا المنطق اللازم لحماية شبابنا مع أهمية وضرورة الدفاع عن الوطن بكل الوسائل الممكنة.

ان الشهيد ليس مجرد خبر وصورة بالتأكيد ، وليس مجرد اشادة بكفاحه وتضحيته ، ولكنه انسان بكل ما تعنيه الكلمة، ونحن اذ ننحني تقديرا واكراما لهؤلاء الابطال ولمواقفهم التي تفوق الوصف، فإن من واجبنا ومسؤوليتنا نشر التوعية والحرص على الحياة والمستقبل ومشاعر العائلات والاهل والاصدقاء.

بارك الله فيكم يا شبابنا البواسل وحماكم من كل مخططات جنود الاحتلال، ومع تقديرنا لكم ولكل مواقفكم وتضحياتكم وشجاعتكم، فإننا ندعوكم الى المزيد من الحرص ومراعاة الظروف وحماية انفسكم من كل مكروه، وستظل حرية ارضنا وبناء دولتنا ، جزءا رئيسيا من فكرنا ومشاعرنا والدفاع عن ذلك بكل ما يمكننا من عمل هو الجزء الاساسي والاول من مواقفنا وتضحياتنا وتقديم أعز ما نملك في سبيل تحقيق أهدافنا في الحرية والاستقلال وبناء الدولة الموعودة.