نابلس – "القدس" دوت كوم - عماد سعادة – لم يسعف الوقت الشهيد وسيم أبو خليفة (18 عامًا) من مخيم بلاطة لاستكمال تناول عشائه الأخير، أو حتى لشراء عدة سجائر بـ"الأربعة شواقل" التي أعطته إياها والدته بعد أن طلب منها في ذلك المساء نقودًا لذلك، فكل هذه الأمور البسيطة باتت مشاريع مؤجلة، أمام اندفاعه للمشاركة في المواجهات الدائرة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في محيط  "قبر يوسف" القريب من المخيم.

"عاد وسيم من عمله منهكًا في ذلك اليوم، فاستحم، وجلس لتناول العشاء".. قالت والدة الشهيد المكلومة باستشهاد فلذة كبدها وسيم.

وأضافت: قال لي إنه يريد بعد تناول العشاء شراء سجائر، فناولته أربعة شواقل كانت بحوزتي، ولكن سرعان ما تواردت الأخبار حول اقتحام جنود الاحتلال للمنطقة الشرقية من مدينة نابلس بهدف تأمين الحماية للمستوطنين الذين ينوون اقتحام قبر يوسف.

وتابعت: "استغل وسيم وجودي في المطبخ وخرج مسرعًا دون أن ألحظه، وخرج للمشاركة في المواجهات كعادته، وفي حدود الساعة الحادية عشرة والنصف قبل منتصف الليل، أخبرونا أنه أصيب في المواجهات وأنه جرى نقله إلى المستشفى العربي، فتوجهنا مسرعين إلى هناك، وعندما وصلنا إلى المستشفى عرفنا أنه استشهد جراء اصابته برصاصتين واحدة في الصدر والثانية في الرقبة، وكان الشباب يحضرون لنقل جثمانه إلى مستشفى رفيديا الحكومي".

وأشارت إلى أن وسيم كان دومًا يتمنى أن يموت شهيدًا، وحتى أنه كان يرفض الزواج أو تأسيس بيت له، وكان يقول دائمًا بأن مصيره الشهادة.

وذكرت الوالدة أن وسيم كان قد أصيب قبل خمس سنوات برصاص الاحتلال في ذات المكان عند مدخل المخيم، وكانت إصابته حرجة، ولكنه نجا، وهذه الحادثة لم تردعه لاحقًا عن المشاركة في المواجهات.

وقالت دنيا أبو خليفة (شقيقة الشهيد) بأن شقيقها كان يحب الشهادة ويتمناها، وكان في الفترة الأخيرة متأثرًا باستشهاد عدد من المقاومين.

وأضافت بأن الشباب عادة ما يفكرون بالزواج وتأسيس مستقبلهم، ولكن وسيم لم يكن مهتمًا بمثل هذه المسائل، وكان كل حديثه عن الشهادة، وها هو قد نالها.

في سيارة الاسعاف التي نقلت الشهيد وسيم إلى المستشفى، عثر المسعفون على أربعة شواقل وحيدة سقطت من جيبه داخل السيارة وهي، ذات الشواقل التي أعطته إياها والدته لكن قدره المحتوم قاده إلى الشهادة التي كان يتمناها.