إسطنبول -(شينخوا) ذكر باحث تركي أن جائحة كوفيد-19 أزالت مساحيق التجميل والتلميع التي وضعتها الولايات المتحدة على نظامها الصحي.

فالرأسمالية الجامحة في الولايات المتحدة حولت الأطباء إلى متخصصين في التسويق والمستشفيات إلى شركات تجارية، هكذا قال باريس دوستر، الأكاديمي في جامعة مرمرة بإسطنبول، في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا، في معرض تعليقه على فشل الحكومة الأمريكية في التعامل بشكل صحيح مع الجائحة.

وأشار دوستر، وهو صحفي مخضرم وخبير جيوستراتيجي، إلى أن "الجائحة كشفت عن مدى عدم المساواة في توزيع الدخل بين الطبقات في هذا البلد".

وقال الباحث إن النظام الصحي في العالم يجب أن يكون في صالح الناس، لكن الولايات المتحدة في وضع معاكس تماما.

وذكر أن "المواطنين الأمريكيين الأكثر فقرا، مثل الأمريكيين اللاتينيين، الذين يطلق عليهم ذوي الأصول الإسبانية، والأفارقة، الأشخاص ذوي البشرة الداكنة، برزوا باعتبارهم الأكثر حرمانا في الحصول على الرعاية الصحية".

وأضاف أن هذا أظهر "مدى سوء النظام الصحي في الولايات المتحدة، ومدى عمق الفجوة بين الأغنياء والفقراء".

ومع تسجيلها أكثر من 92 مليون حالة إصابة ونحو مليون حالة وفاة، تعد الولايات المتحدة الدولة الأكثر تضررا من الجائحة، حسبما أظهرت أحدث البيانات الصادرة عن جامعة جونز هوبكنز.

ووفقا لأبحاث مختلفة، شهد الأشخاص السود واللاتينيون والهنود الأمريكيون في الولايات المتحدة معدلات أعلى من الإصابة ودخول المستشفى والوفاة بالمرض مقارنة بالأشخاص البيض غير اللاتينيين.

وعلى الرغم من أن الفيروس لا يزال ينتشر بسرعة في العالم، إلا أن الولايات المتحدة اختارت السعي لتحقيق مصالح اقتصادية على حساب الصحة العامة.

وقال "في هذا السياق، ليست هناك حاجة للخوض في قصة طويلة. فقد أزالت الجائحة مساحيق التجميل والتلميع التي وضعتها الولايات المتحدة على نظامها الصحي، كما هو الحال في العديد من القضايا الأخرى".

وعندما يتعلق الأمر بفهم هذه القضايا الأساسية، لا يوجد فرق كبير بين الجمهوريين والديمقراطيين، حسبما ذكر الباحث.

وأوضح دوستر أن "الفرق بين الجمهوريين والديمقراطيين يشبه الفرق بين كوكا كولا وبيبسي كولا، وهما مشروبان أمريكيان يتمتعان بنفس المذاق تقريبا"، مضيفا أن الحكومات الأمريكية المتعاقبة تتبع نفس السياسات بشكل أو بآخر.