أقلام وأراء
الأربعاء 10 أغسطس 2022 10:46 صباحًا - بتوقيت القدس
غزة..."بدها تعيش.. ولازم تعيش"
بقلم:نبيل عمرو
"بدنا نعيش"، شعار إن رفعه واحد او عشرة او أي عدد تختارون فهو الاصدق والابلغ في النطق باسم الحالة الغزية وناسها وحياتهم التي غابت عنها الامال وراء الالام، حتى صار ما تتمتع به افقر الشعوب امنية غزية صعبة المنال.
منذ زمن بعيد وغزة وناسها يجسدون هرما يقف على رأسه، ومجمع استثمار رأس ماله موت وراء موت ودمار بعد دمار، وكل ذلك تغطيه نظرية بائسة تقول قدر غزة ان تحارب بالنيابة عن شعوب ودول، وكأن رفع الظلم عن المظلومين في كل مكان هو مهمة احتكارية لغزة، فهي الطليعة الفدائية واحيانا يقال الانتحارية للمنافحة عن "الممانعة" وتزويد كل استثمار بما يحتاج من دم كي تبقى الشعارات على قيد الحياة دون مسوغ منطقي لتحقيق ولو ابسطها، وها هو الزمن الممتد يبرهن على ذلك.
لم يحن الوقت منذ آخر مجزرة أطفال حدثت في آخر مقتلة، بل حان منذ اول مجزرة ان يرفع الصوت عاليا لتتوقف غزة عن ان تكون حقل تجارب للاجندات والشعارات، او سوقا حرة مفتوحة لكل راغب في استثمار يخص بلده او حزبه او نظام حكمه.
لتتوقف غزة ولنساعدها على ذلك عن ان تقاتل الكون كله بينما المستثمرون لا يقدمون لها سوى ما يبقيها على قيد الموت بين جولة وأخرى، هذه الحالة التي انتجت صوتا يرتفع بالتدريج ويتسع مداه ويقول "بدنا نعيش" تستدي الضمائر الحية أولا في الوطن الفلسطيني وليس أخيرا في العالمين العربي والإسلامي بل وفي كل مكان يؤمن بعدالة القضية الفلسطينية، تستدعي ان يرفع شعار موازٍ يقول غزة لازم تعيش ليس بالخبز الذي يحيى به الانسان، وليس بالماء الممزوج بالملح والطين حتى لو استبدل بانقى ماء على وجه الأرض، وليس ببقاء حاجز يجعل من الجزء الاخر من قلب وجسم الوطن شيئا مجهولا لدى أجيال ممنوع عنها مجرد رؤيته الا في الخيال والتخيل، وليس بفتح واغلاق البحر امام لقمة عيش الصيادين كلما عنّ على بال قائد الحصار والدمار ان يفتح وان يغلق، وليس بعشرات التصاريح لزيارة القيامة والمهد في المناسبات والصلاة في الأقصى في الأعياد، حتى لو تمت مضاعفة عدد التصاريح مئات المرات وليس بتعثر سفر الطلبة للالتحاق بجامعاتهم في المغادرة والعودة، كل هذا وغيره الكثير تعيشه غزة التي انطلقت منها صرخة "بدنا نعيش" ولو حلت جميعا وقيل للغزيين ها نحن نفتح امامكم البحر عشر كيلو مترات إضافية ونسمح بمرور صهاريج الوقود لرفع انتاج التيار الكهربائي ليعطي اربع وعشرين ساعة في اليوم، ونسمح لكرم أبو سالم بالعمل ليل نهار لتزويد سوق غزة بالبضائع ونسمح لايرز بتمرير مائة الف عامل إضافي ليُدخلوا الى غزة خمسين او مائة مليون شيكل في اليوم، كل ذلك يرتاح له الغزيون حقا، بل انهم لا يكفون عن المطالبة به الا ان ما يعتمل في اعماقهم هو ذلك الشعور بفقدان الحرية واهدار الكرامة، اوليس كارثيا ان تكون كل جوانب حياتهم مرتبطة بتصريح يعطى ويحجب حسب رغبة المحاصرين والمحتلين.
غزة "بدها تعيش ولازم تعيش"، ولكن ليس وفق شروط واجندات الاخرين، وانما بالشرط الذي يتوفر لكل شعوب الكون وهو الحرية والاستقلال والكرامة ضمن دولة واحدة لشعب واحد، غزة بدها تعيش ولازم تعيش، هذا مطلب حق وليس شعار بل انه شرط حياة نقيض لشروط استثمار الاجندات، غزة بدها تعيش ولازم تعيش فقد قدمت اكثر بكثير مما تعين عليها ان تقدم منذ بداية قضية شعبها حيث لا قضية منفصلة لها، الم يقل ديننا ان الله لا يكلف نفسا الا وسعها.
لم تتأخر غزة برضى وطيب خاطر عن تقديم ما عليها من ضريبة الحرية والاستقلال، فمن قلبها مدنا وقرى ومخيمات انطلقت الثورات الوطنية، كانت المكان الامن لكل احرار الوطن من كل مدينة وقرية ومخيم فلسطيني، الم تكن غزة حاضنة الوئام بين الاممي الوطني معين بسيسو والإسلامي الوطني فتحي البلعاوي، الم تكن الحاضنة التي انتجت ماجد أبو شرار ومخلص عمرو، حين لم يكن احد يسأل عن هوية الاخر، وأين ولد، بل كان السؤال اين موقعك من النضال الوطني ومن تظاهرات رفض التوطين.
فرض على غزة ان تقدم اكثر من غيرها وآن الأوان ان يقدم لها غيرها ما تستحق، ذلك بتطوير النداء العظيم من غزة بدها تعيش الى غزة لازم تعيش، وتوفير كل الأسباب الكريمة كي يتحقق.
وحسب غزة مجدا انها لم ولن ترفع راية بيضاء حالها حال احرار الوطن الفلسطيني في كل مدينة وقرية ومخيم، غزة بدها تعيش ولازم تعيش وشرط الحياة كرامة وحرية واستقلال، وشرط كهذا لا فرص له من التحقق الا اذا كان الوطن كله والأمة كلها تؤدي ما يترتب عليها في المسيرة نحو الحرية والاستقلال والكرامة.
دلالات
حسن الخطيب قبل حوالي 2 سنة
مبدع دائما
عبدالله ابو الجبين قبل حوالي 2 سنة
لن تعيش بوجود الانظمه العربيه التي بلا كرامه
المزيد في أقلام وأراء
إقرار إسرائيلي بتجويع مواطني القطاع
حديث القدس
اتفاق المعارضة على إلغاء "الأونروا" ماذا يعني؟
سماح خليفة
حرب الإبادة الجماعية وواقع الدولة المأزومة
سري القدوة
لا وقف قريباً لإطلاق النار على جبهتي لبنان وقطاع غزة
راسم عبيدات
حماس بعد السنوار.. هل حان وقت التحولات الكبيرة ؟
علاء كنعان
ماذا -حقا- يريد نتنياهو..؟
د. أسعد عبد الرحمن
التحول الخليجي والعلاقات مع الأردن
جواد العناني
متى يرضخ نتنياهو؟
حديث القدس
سياسات الاحتلال وقراراته تجاه الأونروا .. جنون وحماقة
بهاء رحال
السباق الرئاسي المحتدم الى البيت الأبيض 2024
كريستين حنا نصر
الحرب على الأونروا وشطب حقوق اللاجئين
سري القدوة
المجازر والتهجير غطاء (لأوكازيون) المفاوضات
وسام رفيدي
مبادرة مروان المعشر
حمادة فراعنة
سجل الإبادة الجماعية
ترجمة بواسطة القدس دوت كوم
هيجان إسرائيلي ومجازر إبادة متواصلة
حديث القدس
المُثَقَّفُ والمُقَاوَمَة
المتوكل طه
عواقب خيارات نوفمبر
جيمس زغبي
النكبة الثانية والتوطين المقبل
سامى مشعشع
They will massacre you
ابراهيم ملحم
شطب الأونروا لشطب قضية اللاجئين
حمادة فراعنة
الأكثر تعليقاً
الأردن تدعوا إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية
الشيخ: قرارات الكنيسيت لن تغير من حقيقة أن القدس عاصمة أبدية للفلسطينيين
نتنياهو: نريد أن تدفع إيران الثمن وأن نمنعها من التحول لقوة نووية
مازن غنيم يؤدي اليمين القانونية أمام الرئيس سفيرا لدولة فلسطين لدى السعودية
حزب الله يعلن انتخاب نعيم قاسم أمينا عاما خلفا لنصر الله
حظر الكنيست لـ"الأونروا" ... إسرائيل حاكمة الكون انتدبت نفسها لشطب قرارات الأمم المتحدة ومؤسساتها
نتنياهو يخشى كشف مكانه ويسعى لتأجيل محاكمته
الأكثر قراءة
"مجلس الأمن" يطالب بتمكين الأونروا من تنفيذ مهامها ويحذر من المساس بها
"المعابر والحدود": السماح بإدخال زيت الزيتون إلى الأردن بواقع 16 لترا لكل عائلة
نتنياهو: نريد أن تدفع إيران الثمن وأن نمنعها من التحول لقوة نووية
الأردن تدعوا إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية
عملية دعس وإطلاق نار في القدس المحتلة
السعودية تستضيف أول اجتماع رفيع المستوى لـ"تحالف حل الدولتين" الأربعاء المقبل
إسرائيل تتحدى الكون.. اغتيال حاملة الأختام
أسعار العملات
الجمعة 01 نوفمبر 2024 7:22 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.72
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 4.06
شراء 4.04
هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟
%20
%80
(مجموع المصوتين 523)
شارك برأيك
غزة..."بدها تعيش.. ولازم تعيش"