Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الجمعة 22 يوليو 2022 10:17 صباحًا - بتوقيت القدس

ضرورة عقد قمة عربية طارئة

بقلم: الأسير زياد زهران "أبو امل"


تمر الأمة العربية بأزمات وتحديات خطيرة غير مسبوقة. أزمات تهدد أمن المنطقة واستقرارها، ‏وتنذر بمزيد من الانقسام والتشظي العربي المخطط له. وفي أكثر الحالات تقف هذه الأوضاع ‏حائلاً دون كل محاولات التنمية والتطور والتحديث المأمولة، وتقود إلى بناء تحالفات غير ‏متكافئة، وضارة على المدى القريب والبعيد. يرافقها التنازل المذل عن مقدرات الأمة، وثرواتها، ‏وتجاوز كل الخطوط الحمراء المبدئية التي تمس قلب وروح كل عربي حر مؤمن بقضايا امته، ‏وفي مقدمة هذه الخطوط الحمراء القدس الشريف.‏
لا يكاد يمر أسبوع منذ بدء الأحداث في أوكرانيا، إلا وتعقد القمم والاجتماعات الأوروبية ‏والعالمية على أعلى المستويات، كي تناقش الأزمة، وتحلل أبعادها، وتضع الخطط والقرارات ‏الموحدة، للحد من النتائج السلبية من وجهة نظرها. تطرح تلك اللقاءات كافة الخيارات للحفاظ ‏على مصالح أوروبا، وتحالفاتها، وتعقد تحالفات جديدة قائمة على المصالح المشتركة التي يراد ‏منها الحفاظ على مقدرات الأطراف المتحالفة، وثرواتها، لمواجهة ما تعتبره تعدٍ، أو عدوان ‏خارجي.‏
يراقب المواطن العربي تسارع الأحداث في الوطن العربي بعيون يملؤها الحزن. يرى كذلك ‏ازدواجية المعايير الدولية، والضمير الإنساني الذي بات يعترف بحق القوة، ولا يناصر قوة ‏الحق، ويصافح القاتل، ويقاطع الضحية، وما يزيد سواد المشهد الانسياق الصاعق خلف الباطل ‏ضد الذات، لذا يتساءل المواطن هل اتخذ العرب خطوات حقيقية لتغيير ما يحدث؟
لا يكاد يختلف أحد على وصف المشهد العربي البائس والمؤلم، فالدمار في سوريا واليمن ‏والعراق، والكوارث الاقتصادية والسياسية في لبنان والسودان وليبيا، والأزمات المتلاحقة في ‏المغرب العربي، وحالة عدم الاستقرار في جزيرة العرب التي باتت تهدر مواردها وأموالها في ‏مواجهة رهاب إيران النووي. يضاف إلى ذلك فلسطين التي تركت ليواجه أطفالها بإرادة وحجارة ‏دبابات ورصاص كيان نووي.‏
يعلم زعماء الأمة العربية أن لا طائل من التعويل على نهضة وتقدم العرب دون الوحدة، كما ‏يعلمون تماماً أن التحالف مع الأعداء استسلام لن يبرره التاريخ. يوقن زعماء الأمة أن المشاريع ‏الأميركية في العالم العربي وجواره ستجعلهم أكثر تبعية، وستفقدهم حتى القدرة على إدارة دولهم ‏منفردة، ولن يكونوا بعيدين عمّا حلّ بالقذافي، وصدام، وحسني مبارك.‏
نعلّم أبناءنا أن الاعتماد على الذات سر النجاح. نعلمهم كذلك أن تعاوننا وتكاتفنا وتعاضدنا ‏يحمينا من بطش الأعداء، ونقول لهم أن مواردنا وحضارتنا أعظم بكثير مما يوصف، وهي ‏حقيقة، لكننا نمارس عكس ما نعلّمه أولادنا. إننا نرفض وحدتنا، ونمد يدينا للأعداء، ونقاتل ‏بعضنا، ونكرم المسؤولين عن نكباتنا، وعن قهر العروبة في العروق، وما أبخلنا في رؤية ‏مستقبلنا والأحفاد.‏
مثلث القوة العربية "مصر، السعودية، الجزائر". لماذا الانتظار؟ فلتدعوا إلى قمة عربية طارئة ‏لتقدم حلاً عاجلاً لقضايانا الداخلية، وتحدد أولوياتنا كأمة عربية إسلامية مسيحية بضرورة ‏استقرار كل أقطارنا العربية، وتقديم ما يلزم لبناء جسور الوحدة العربية. يجب بناء القوة العربية، ‏ودعوة من يرغب من الدول الإسلامية لتحالفات دفاع تجنبنا ما نحن فيه من انقسامات مموّلة، ‏وحروب تهدر مقدراتنا، واعتداءات ليس بمقدورنا ردها منفردين، وأطماع تلتهم عواصمنا دون ‏توقف.‏
يجب صناعة قرارات عربية تلتزم وتدعو للشرعية الدولية ككل، دون تقطير، أو الكيل بمكيالين.‏
قرارات عربية تمنع عقد الأحلاف مع عدو متربص لا يعلن خطاً لحدوده. عدو يقصف دون ‏رقيب قلب حضارتنا، ويعلن ليل نهار استغباء العالم.‏
قرارات عربية فيها الدعم والتأكيد على حق الشعوب جميعاً في الحرية والاستقلال، والحق الثابت ‏بمقاومة المستعمر والمحتل بكل وسيلة.‏
قرارات عربية تجرّم معاهدات سرية تبيع حقوق الغير بثمن بخس، أو وعود حماية وهمية.‏

دلالات

شارك برأيك

ضرورة عقد قمة عربية طارئة

المزيد في أقلام وأراء

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)