قلقيلية - "القدس" دوت كوم -  مصطفى صبري - الاعتقال الإداري بشكل خاص والاعتقال على وجه العموم الذي يتعرض له الفلسطينيون بشكل شبه يومي يؤثر على حياتهم ويؤجل كل مناسباتهم الاجتماعية، فالاعتقال غياب قسري لفترة غير محدودة، خصوصًا إذا كان الاعتقال إداريًا يعتمد على الملف السري.

مجاهد نوفل (45 عامًا) من قلقيلية انقطع عن رسالة الدكتوراه الخاصة به في الشريعة الإسلامية بسبب اعتقاله ما حرمه من إنهاء رحلة الدراسات العليا في موعدها المقرر، كما تقول زوجته.

وتشير الزوجة، إلى أنه في شهر مارس/ آذار الماضي، تم اعتقال مجاهد، حيث كان ملتحقًا ببرنامج الدكتوراه من جامعة لبنانية في مدينة طرابلس، إلا أن الاعتقال تسبب في حرمانه من الحصول عليها كما جرى معه في الماجستير قبل عامين بسبب اعتقال سابق تعرض له.

وتضيف: "هذا الانجاز ليس خاصًا بزوجي، فالكثير من الأسرى قد حصلوا على درجاتهم العلمية وهم داخل الأسر وأصبحوا أساتذة في عدة تخصصات، وهذا الأمر يصدم إدارة السجون باستمرار، لذا يتم وضع العراقيل أمام كل أسير يريد إكمال دراسته الجامعية منذ فترة من الزمن بذريعة ما يسمى بقانون شاليط، فالهدف من الأسر منع الأسير من التطور والنجاح، وإيقاف المشوار العلمي والثقافي في حياته".

وأشادت زوجة الأسير، بالجامعات الفلسطينية التي تساعد الطلبة الأسرى على انجاز متطلبات التخرج بالرغم من فترة الانقطاع الطويل بسبب الاعتقال، مبينةً أن "هذا التعاون من قبل الجامعات يشكل رافعة للحركة الأسيرة، والأسرى يعتزون بجامعاتهم الوطنية التي لا تبخل عليهم ضمن الإمكانيات ومهمة الحفاظ على رسالة التعليم حسب المعايير العلمية والمهنية".

وفي بيت عائلة الأسير محمد سامح عفانة الذي يكمل دراسته العليا ببرنامج الدكتوراه في جامعة النجاح، تقول زوجته: "زوجي أكمل معظم متطلبات شهادة الدكتوراه، ولم يبق له سوى مادة واحدة، ومعظم زملائه قد أكملوا متطلبات التخرج ومناقشة الرسالة،بينما زوجي بسبب الاعتقال المتكرر ما زال ينتظر التخرج بعد انتهاء الاعتقال الإداري بحقه والذي بدأ في أيار الماضي من عام 2021، وتم تجديده للمرة الثالثة على التوالي لمدة ستة أشهر".

وتضيف الزوجة: "الاعتقال الإداري يتسبب في تعطيل مشاريع حياتية في حياة الأسرى، إلا أن الإرادة والإصرار على انتزاع النجاح هي معركة يخوضها الأسرى مع إدارة السجون على مدار الساعة".