أقلام وأراء
الجمعة 10 يونيو 2022 12:22 مساءً - بتوقيت القدس
كم مرة مات الرئيس أبو مازن ؟ ...مصيدة الادراك
بقلم: عيسى قراقع
على مدار 96 ساعة من تاريخ 5-6-2022 هوجم الشعب الفلسطيني والرأي العام بإشاعات واخبار ملفقة تدعي أن رئيس دولة فلسطين أبو مازن قد توفي ، وتواصلت هذه الفقاعات على مختلف منصات التواصل الاجتماعي وبكثافة وتكرار متعمد وبأشكال متعددة وبتعليقات ومشاركات وتحسينات بصرية ولغوية ،وهذا كله ليس من فراغ او محض صدفة ، هناك مطابخ ومتاجر وفرق من التافهين المنفلتين من اي قانون يشتغلون على قرصنة ادمغة الشعب الفلسطيني والسيطرة على مداركه ومشاعره وتحويله الى سجين للأخبار والاشاعات على مدى ساعات وأيام طويلة .
ليس جديدا على الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال الصهيوني أن يتعرض لحرب اعلامية مبرمجة على وعيه ومناعته الوطنية وجبهته الداخلية ، هذا جزء من منظومات السيطرة الاستعمارية التي تسعى دائما الى تشكيل العقول وتدجينها وتحوير الاهتمامات والاولويات الوطنية والثقافية ، وليس جديدا معرفتنا ان الحرب على الجبهة الداخلية لأي شعب هي اخطر من الحرب العسكرية ، هناك قوى خفية تعمل في الظلام وترتدي الاقنعة ، قوى تعمل في تل أبيب أو دول عربية أو من مجموعات من المرضى الذين يعتقدون أن ممارسة التفاهة والكذب ونشر ثقافة التفاهة تشفيهم من أمراضهم السياسية والفكرية والنفسية والتطلعات المصلحية .
التفاهة اصبحت نظام سياسي واجتماعي له ادواته ورموزه ولغته واساليبه ودعائمه ، مهمة هذا النظام هي اصطياد الادراك والمعرفة ونشر الفوضى واللا يقين ، واستغلال الفضاء السيبراني ووسائل الاعلام والاتصال لأجل تحقيق اهدافه .
96 ساعة والرئيس ابو مازن يموت ، اشاعات غير مقيدة بلا مصادر وبلا ضوابط قانونية او تشريعية ، الناس اصبحت رهينة فقاعات الاخبار ، اصطادوا انتباه البشر واستحوذوا عليه لاطول فترة ممكنة ، ماذا يريدون من اختراع اقاويل وروايات غير حقيقة وواقعية ؟ انهم يريدون ان يثيروا فينا غرائز ورغبات معتقدين أن هناك وحشا نائما فينا عليه أن يستيقظ ، يريدون أن يحركوا اتجاهات ومراكز قوى ويبقوننا في حالة ترقب وارتياب ، يريدون ابقائنا في حالة ضغط نفسي وتعبئة دائما وخلق شعور كأننا ننتظر زلزالا او كارثة أو مرحلة مفزعة .
الموت حق وكل الناس ستموت ، استغل التافهون هذا الحق الالهي من خلال شخصية ومكانة الرئيس الفلسطيني ابو مازن لقصف الشعب الفلسطيني بأخبار سريعة ومتناثرة وغير منضبطة كأنهم يطلقون الرصاص ، لقد عملوا على فرط اغراء حواسنا بالمثيرات وسرقة وجودنا الانساني وكينونتنا وانتمائنا وكأن هؤلاء يتعاملون مع الشعب الفلسطيني كشعب غبي وساذج وجاهل ، انهم يحتقرون كل عقل فلسطيني من خلال اختلاق اخبار مزيفة ويدسونها في وسائط اعلامية كأنها مخدرات .
هناك قوى تقف وراء كل ذلك وعلى رأسها المحتل الصهيوني وأعوانه لا سيما بعدما فقدت اسرائيل كدولة محتلة قوتها المعنوية وذلك الانطباع بأنها دولة انتصرت على الشعب الفلسطيني ، لقد تآكلت صورة هذه الانتصارات لهذه الدولة الاستعمارية أمام انتفاضات القدس وهباتها وصمودها في مواجهة المستوطنين ومسيراتهم واعتداءاتهم على الأماكن المقدسة ، تآكلت صورة الاحتلال امام ابطال مخيم جنين الذين فرضوا منع التجوال على تل أبيب والمدن الإسرائيلية وأمام ابطال نفق الحرية ، الأعلام الفلسطينية رفعت في القدس رغم الحشد العسكري ورفعت في اللد والرملة ، نعش الشهيدة شيرين ابو عاقلة لم تستطع الهمجية الإسرائيلية من إسقاطه بعد ان ظل مرفوعا على أكتاف وروح القدس العالية ، وعلى مدار 55 عاما من الاحتلال و74 عاما من النكبة لم يتنازل الشعب الفلسطيني وقياداته عن حقوقه السياسية وحق تقرير مصيره .
إن الاستخدام المنظم للمعلومة والدعاية بغرض التأثير على الوضع الداخلي الفلسطيني واحتلال الوعي والإدراك بهذا الحشد والاخبار المفبركة والمخترعة على منصات التواصل الاجتماعي بهدف اثارة التوقعات والخوف من المجهول ومحاولة جعل الاخيولة المخترعة تتحول الى حقيقة بما يضيع الحقيقة الفعلية ، كل ذلك لإخراج قوى كامنة اخرى تعمل بصمت على تدمير الشعب الفلسطيني ومشروعه الوطني وتحويل اهتمامات الشعب من القضايا الوطنية المصيرية إلى القضايا الداخلية ووضعه في عالم من الصور المتنافرة .
كم مرة مات الرئيس ابو مازن ؟ لا زالوا يشتغلون على هذا الخبر بحرارة ، تكثر الاسئلة والتحليلات والأفكار المضطربة ، لا أحد يكتب بهذه الغزارة عن الاستيطان المتصاعد وعن عمليات القتل والاعدامات الميدانية والاعتداءات على المسجد الاقصى في القدس وعن حملات الاعتقال اليومية ، كأن المطلوب جعل انشغال الناس بنظام التفاهة غطاء لجرائم الاحتلال المستمرة ولاطفاء جذوة الصمود والمقاومة ،ولاسقاط المثال والرمز ومنظومة القيم والمبادئ الانسانية والاخلاقية للشعب الفلسطيني .
المزيد في أقلام وأراء
إقرار إسرائيلي بتجويع مواطني القطاع
حديث القدس
اتفاق المعارضة على إلغاء "الأونروا" ماذا يعني؟
سماح خليفة
حرب الإبادة الجماعية وواقع الدولة المأزومة
سري القدوة
لا وقف قريباً لإطلاق النار على جبهتي لبنان وقطاع غزة
راسم عبيدات
حماس بعد السنوار.. هل حان وقت التحولات الكبيرة ؟
علاء كنعان
ماذا -حقا- يريد نتنياهو..؟
د. أسعد عبد الرحمن
التحول الخليجي والعلاقات مع الأردن
جواد العناني
متى يرضخ نتنياهو؟
حديث القدس
سياسات الاحتلال وقراراته تجاه الأونروا .. جنون وحماقة
بهاء رحال
السباق الرئاسي المحتدم الى البيت الأبيض 2024
كريستين حنا نصر
الحرب على الأونروا وشطب حقوق اللاجئين
سري القدوة
المجازر والتهجير غطاء (لأوكازيون) المفاوضات
وسام رفيدي
مبادرة مروان المعشر
حمادة فراعنة
سجل الإبادة الجماعية
ترجمة بواسطة القدس دوت كوم
هيجان إسرائيلي ومجازر إبادة متواصلة
حديث القدس
المُثَقَّفُ والمُقَاوَمَة
المتوكل طه
عواقب خيارات نوفمبر
جيمس زغبي
النكبة الثانية والتوطين المقبل
سامى مشعشع
They will massacre you
ابراهيم ملحم
شطب الأونروا لشطب قضية اللاجئين
حمادة فراعنة
الأكثر تعليقاً
الأردن تدعوا إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية
حزب الله يعلن انتخاب نعيم قاسم أمينا عاما خلفا لنصر الله
نتنياهو: نريد أن تدفع إيران الثمن وأن نمنعها من التحول لقوة نووية
مازن غنيم يؤدي اليمين القانونية أمام الرئيس سفيرا لدولة فلسطين لدى السعودية
الشيخ: قرارات الكنيسيت لن تغير من حقيقة أن القدس عاصمة أبدية للفلسطينيين
حظر الكنيست لـ"الأونروا" ... إسرائيل حاكمة الكون انتدبت نفسها لشطب قرارات الأمم المتحدة ومؤسساتها
مصطفى: الاقتصاد الوطني انكمش بمقدار 35٪ بفعل استمرار عدوان الاحتلال
الأكثر قراءة
مصطفى: الاقتصاد الوطني انكمش بمقدار 35٪ بفعل استمرار عدوان الاحتلال
الأردن تدعوا إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية
أميركا و7 من حلفائها يحذرون نتنياهو من انهيار الاقتصاد الفلسطيني
عملية دعس وإطلاق نار في القدس المحتلة
السعودية تستضيف أول اجتماع رفيع المستوى لـ"تحالف حل الدولتين" الأربعاء المقبل
إسرائيل تتحدى الكون.. اغتيال حاملة الأختام
صمدت في جباليا.. استشهاد الفنانة التشكيلية الفلسطينية محاسن الخطيب
أسعار العملات
الجمعة 01 نوفمبر 2024 7:22 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.72
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 4.06
شراء 4.04
هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟
%20
%80
(مجموع المصوتين 523)
شارك برأيك
كم مرة مات الرئيس أبو مازن ؟ ...مصيدة الادراك