بقلم:رشيد حسن
لا تجد كيانا اسس على العدوان، وابادة الاخر كما هو الكيان الاسرائيلي الذي بني على انقاض اكثر من 530 قرية فلسطينية تم تدميرها بالكامل واقامة مستعمرات صهيونية على انقاضها،وارتكاب اكثر من «50» مجزرة.. اضافة الى الاستيلاء عل كافة المدن الفلسطينية في الجغرافيا التي اسس فيها هذا الكيان العنصري بعد تهجير اهلها بالقوة في اربعة رياح الارض ، فلم يبق من الشعب الفلسطيني اكثر من «150» الفا.. تم حجزهم في مساحات واسعة مشيكة بالاسلاك الشائكة .ولم يكتف بذلك بل لا يزال يشن حرب ابادة على الشعب الفلسطيني منذ وعد بلفور وحتى اليوم

وبوضع النقاط على الحروف.. فبالامس القريب.. 6 حزيران.. صادف ذكرى مرور «40» عاما على العدوان الاسرائيلي على لبنان ومحاصرة عاصمته بيروت «89» يوما.. وقبل ذلك مرت الذكرى» 55 « المشؤومة لهزيمة حزيران 67، وقبلها بايام معدودة «15» ايار.. احتفل العدو باقامة كيانه الغاصب على 78% من ارض فلسطين العربية.. وتشريد اكثر من «6» ملايين لاجئ فلسطيني .

ولو استعرضنا الاعتداءات التي شنها ويشنها العدو الصهيوني، لوجدنا انه لم يكتف بالاعتداء على الشعب الفلسطيني وتشريده .بل شملت اعتداءاته كافة الدول العربية التي وقفت مع الحق الفلسطيني،فتاريخه يطفح بالدماء ، والقتل والتشريد ، فلا تمر عشر سنوات الا ويشن عدوانا كبيرا ، عدا عن الاعتداءات اليومية المتواصلة التي يجمعها كلها وصف التطهير العرقي ..

فلقد شارك في العدوان الثلاثي على مصر عام 56، وقام بضرب المفاعل النووي العراقي عام 81، واحتل جنوب لبنان واقام دويلة طائفية عميلة دويلة « سعد حداد 78، وشن اكثر من عدوان على لبنان، اخطرها حرب 2006، اذ مني بخسائر جسيمة ، وكان قد اضطر للانسحاب من لبنان تحت ضغط المقاومة عام 2000 ، دون قيد او شرط، بعد ان ارتكب ابشع المجازر في التاريخ ، مجزرة «صبرا وشاتيلا « بالاشتراك مع حزب الكتائب الانعزالي.

اما العدوان على غزة ، فهو عدوان مستمر لا يمر يوم واحد ، الا وتقوم طائرات العدو ومدافعه ودباباته بضرب القطاع ، بعد ان فرضت عليه حصارا جائرا منذ عام 2006 .. ادى الى حرمانه من الكهرباء والمياه النظيفة والعلاج ، وحولته الى مكرهة صحية لا تليق بالبشر.. كما وصفها ذات زيارة الرئيس الاميركي الاسبق كارتر.

مسلسل الاعتداءات الصهيونية مستمر منذ اكثر من مائة عام ولا يزال ، وقد اصبح الارهاب الصهيوني ارهاب دولة ، يطال البشر والحيوان والحجر والمقدسات والشجر ،وبالفعل قام رعاع المستوطنين باقتلاع اكثر من مليون ونصف مليون شجر ة زيتون منذ عدوان جزيران 67... وها هم يقومون بتنفيذ برنامج يهودي خبيث لاقسام المسجد الاقصى زمانيا ومكانيا..

ليس هناك دولة في التاريخ اسست على العدوان، واصبح وجودها مشروطا بشن الحروب وسفك الدماء ، والتطهير العرقي..

ان ما يجري على الارض الفلسطينية المحتلة ، يؤكد اننا امام عصابات خارجة على القانون ، وليس امام دولة تحترم الانظمة والقوانين ، ما يؤكد عودة عصابات الهاغاناة وشتيرن وليحي التي مهدت الطريق لقيام هذا الكيان الغاصب عام 48 .

انها حرب وجودية . نكون او لا نكون .. وقد صمم شعب الجبارين على ان يكون ، فها هو يتصدى لمغول العصر.. للعنصريين الجدد ..وسينتصر بعونه تعالى ..

«انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا» صدق الله العظيم . عن "الدستور الاردنية"