أقلام وأراء

الإثنين 30 مايو 2022 9:19 صباحًا - بتوقيت القدس

حتمية معركة "سيف القدس رقم ٢"

بقلم:محمد النوباني
أستطيع الجزم أن الأمور في فلسطين المحتلة متجهة بخطى متسارعة نحو جولة مواجهة عسكرية جديدة بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل قد تندلع شرارتها في الفترة القريبة القادمة على ابعد تقدير.
ومما يجعل من تلك المواجهة حتمية، أن حكومة بينيت الحالية، مثل حكومة نتنياهو السابقة، هي حكومة مستوطنين، تتحكم بها القوى الدينية واليمينية الاكثر تطرفاً في الطيف السياسي الإسرائيلي. ولذلك فإن هذه الحكومة ورغم إدراكها بأنها لن تستطيع خوض حرب والإنتصار فيها، سواء اكانت تلك الحرب على جبهة واحدة او على عدة جبهات، ألا انها لا تستطيع التوقف عن الإعتداء على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وعن إستفزاز الفلسطينيين وقتلهم والاعتداء على ممتلكاتهم اولا لأسباب ايدولوجية وثانياً خوفاً من اتهامها من قبل المعارضة الاسرائيلية بزعامة نتنياهو بالرضوخ لآملاءات حركة حماس والتنازل عن السيادة على القدس أو عن الأقصى الذي يسمونه "جبل الهيكل"، وبالتالي السقوط والذهاب إلى آنتخابات مبكرة هي الثالثة في غضون ثلاثة اعوام.
ولذلك فإن رئيس تلك الحكومة المفتون ببريق السلطة نفتالي بينيت سمح للمستوطنون امس ، بإقتحام المسجد الاقصى تحت حماية جيشه، وآداء ما يسمى ب "الصلاة الملحمية" التلمودية في باحاته وساحاته، وكذلك برفع العلم الإسرائيلي ضارباً عرض الحائط بتهديدات مقاومة غزة التي قالت بأن تجاوز الإحتلال للخطوط الحمراء سيؤدي لا محالة إلى معركة "سيف قدس رقم ٢" التي ستكون معها معركة سيف القدس رقم واحد لعبة اطفال .
ولكي اوضح اكثر فإن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر قد تمكنت في معركة "سيف القدس" رقم ١، التي وقعت في مثل هذا الشهر من العام الماضي من تحقيق مكاسب إستراتيجية في غاية الاهمية، منها تأكيد سقوط نظرية الامن الإسرائيلية القائمة على الحرب الخاطفة والحرب خارج الحدود وألإثبات بأن إسرائيل دولة ضعيفة وهشة وهزيمتها ممكنة وبأنها لا تستطيع خوض حرب على جبهة واحدة فما بالك على عدة جبهات حيث سيتساقط عليها فيها الآف الصواريخ في اليوم الواحد وليس عشرات الصواريخ فقط.
وباختصار يمكن القول بأن المقاومة الفلسطينية تمكنت في معركة سيف القدس رقم ١ من فرض قواعد إشتباك وردع جديدة مع الإحتلال قوامها ان أي مساس بالمسجد الأقصى او القيام بأي محاولة للإنفراد بالفلسطينيين في القدس والضفة وأراضي العام ١٩٤٨، لن تسمح به مقاومة غزة وسترد عليه عسكرياً حتى لو ادى ذلك إلى وقوع الحرب التي قد يتسع نطاقها وتتحول إلى حرب اقليمية متعددة الجبهات كما حذر السيد حسن نصر الله،امين عام حزب الله في آخر إطلالة له.
بقي القول ان إسرائيل ليست دولة ضعيفة بالمعنى العسكري فهي تملك خامس اقوى جيش في العالم ولديها ترسانة نووية، يقدر عدد رؤوسها بالمئات ، ولكنها في غاية الضعف وهناك قلق على بقائها كدولة حتى لدى سياسييها وعسكرييها ومفكريها لأنها تمارس سياسة لا يستطيع العالم المتمدن قبولها، وترفض التعايش حتى مع بعض الفلسطينيين الذين قدموا لها تنازلات لم يكن قادتها يتوقعونها حتى في أحلامهم.

شارك برأيك

حتمية معركة "سيف القدس رقم ٢"

المزيد في أقلام وأراء

إقرار إسرائيلي بتجويع مواطني القطاع

حديث القدس

اتفاق المعارضة على إلغاء "الأونروا" ماذا يعني؟

سماح خليفة

حرب الإبادة الجماعية وواقع الدولة المأزومة

سري القدوة

لا وقف قريباً لإطلاق النار على جبهتي لبنان وقطاع غزة

راسم عبيدات

حماس بعد السنوار.. هل حان وقت التحولات الكبيرة ؟

علاء كنعان

ماذا -حقا- يريد نتنياهو..؟

د. أسعد عبد الرحمن

التحول الخليجي والعلاقات مع الأردن

جواد العناني

متى يرضخ نتنياهو؟

حديث القدس

سياسات الاحتلال وقراراته تجاه الأونروا .. جنون وحماقة

بهاء رحال

السباق الرئاسي المحتدم الى البيت الأبيض 2024

كريستين حنا نصر

الحرب على الأونروا وشطب حقوق اللاجئين

سري القدوة

المجازر والتهجير غطاء (لأوكازيون) المفاوضات

وسام رفيدي

مبادرة مروان المعشر

حمادة فراعنة

سجل الإبادة الجماعية

ترجمة بواسطة القدس دوت كوم

هيجان إسرائيلي ومجازر إبادة متواصلة

حديث القدس

المُثَقَّفُ والمُقَاوَمَة

المتوكل طه

عواقب خيارات نوفمبر

جيمس زغبي

النكبة الثانية والتوطين المقبل

سامى مشعشع

They will massacre you

ابراهيم ملحم

شطب الأونروا لشطب قضية اللاجئين

حمادة فراعنة

أسعار العملات

الجمعة 01 نوفمبر 2024 7:22 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.06

شراء 4.04

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%20

%80

(مجموع المصوتين 523)