Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الجمعة 27 مايو 2022 12:36 مساءً - بتوقيت القدس

بايدن وبوتين... مَن المسؤول عن بدء الحرب وانتهائها؟

بقلم:نبيل عمرو


في المنابر والصالونات والمنتديات وحتى غرف صنع القرارات، يجري تداول العديد من الأسئلة دون إجابات حاسمة عنها، مَن المسؤول عن اندلاع هذه الحرب؟ ومَن المسؤول عن إدامتها ومَن القادر على إخراج العالم منها؟
هل هو بوتين الذي قام باجتياح عسكري بدأ شاملاً للأراضي الأوكرانية، مبرراً بحجة يراها البعض وجيهة ويراها البعض الآخر غير كافية لإشعال حرب؟ أم بايدن الذي لا يخفى دوره المباشر والملح في هذه الحرب، بدءاً من التبشير بها قبل أن تبدأ ثم استقرار الدور على توفير كل ما من شأنه استنزاف روسيا، حتى لو أدى ذلك إلى تدمير أوكرانيا وزعزعة أوروبا؟
يتحمَّل بوتين مسؤولية الاستجابة للاستدراج الأميركي، وهذا يكاد يكون جامعاً مشتركاً توصل إليه كل المحللين على مختلف ميولهم واجتهاداتهم، ويرى كثير منهم، إن لم يكونوا جميعاً، أن الرئيس الروسي وقع في خطأ سوء التقدير لإحجام ردود الفعل على مستوى أوكرانيا والعالم، وهذا ما يفسر طول أمد الحرب مع تواضع الإنجازات المفترضة على الأرض.
وإذا ما وقع الرئيس بوتين وفريقه تحت تأثير رد الفعل المجرب في موقعة القرم، فإن ما فاته حقاً أن ما كان آنذاك اختلف كثيراً عما هو عليه اليوم.
التورط الروسي في الحرب بلغ نقطة يصعب فيها التقدم نحو نتائج حاسمة كلياً على الأرض، أو التراجع عن الأهداف التي حددت مع البدء بها، حيث الخيار الروسي الأول بالاستمرار له محاذيره الكارثية على الدولة الروسية، أما الخيار الثاني فسوف يسجل هزيمة يحاسب عليها مَن تسبب بها.
الطرف المقابل، أي الرئيس الأميركي جو بايدن، هو الذي هيّأ المسرح لعرض دموي وتدميري، واستنزاف كوني طويل ومرهق، وكأن الحرب في أوكرانيا والإغداق في تخصيص الأموال للبلد الممزق والمدمر، ممر إجباري لاستعادة النفوذ التقليدي لأميركا المتراجعة في كل مكان وإدبار القارة الأوروبية المغلوبة على أمرها في كل الحروب الساخنة والباردة، كي تجدد ولاءها للمظلة الأميركية، وتواصل تبعيتها مهما كانت مكلفة لنزوات وغزوات واشنطن، ويا ليت الأمر توقف عند هذا الحد، فها هو الرئيس بايدن يدخل العالم كله في عسكرة كونية غير مسبوقة في التاريخ، إذ ليس من فراغ أو من قبيل التوجسات أن يجري الحديث عن «ناتو آسيوي» مثلاً، مع إدخال لملف تايوان على مستوى الصراع الكوني في مجاله الصيني، تايوان هي الذراع المؤلمة للصين أو على نحو ما أوكرانيا الآسيوية!
وهنا لا أحد يعرف على وجه اليقين إلى أين ستتطور الأمور في آسيا، بعد التصريحات المثيرة التي قالها الرئيس بايدن وهو هناك.
لا شطط ولا مغالاة حين يوصف بايدن الذي كان أبا العقلانية والمرونة أثناء الحملة الانتخابية، فإذا به أبو المفاجآت، فما كان في الحملة لم يعد معمولاً به في البيت الأبيض.
حين كان التنافس على أشده، وكان الديمقراطيون يتعقبون خصمهم ترمب، ويتصيدون كل حركة وسكنة في أدائه حتى إنهم وعدوا بالقيام بكل ما يختلف عنه في السياسات الداخلية والخارجية.
في الحملة حصل المرشح جو بايدن على أعلى العلامات، في مجال التبشير بتوازن معقول مع أوروبا أخل به كثيراً منافسه ترمب، واعتدال نسبي في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي بعد صفقة قرن ترمب، ثم إظهار الحرص على استعادة الوئام الداخلي الأميركي، بعد أن نكل به التنافس الوحشي بين الديمقراطيين والجمهوريين، الذي وصل إلى حد الاقتحام المسلح للكونغرس.
الصورة الإيجابية التي قدمها بايدن وحزبه الديمقراطي أثناء الحملة الانتخابية جرى الانقلاب عليها قبل أن تكمل إدارته عامها الثاني، أزمة الغواصات مع فرنسا، وإن كانت جزئية في مجرى العلاقات الشاملة مع أوروبا، ثم جر أوروبا بالتوريط وراء القاطرة الأميركية التي يدير سائقها بايدن حرب أوكرانيا بـ«الريموت كونترول»، ويذهب بها إلى حدود الصين، ومن أين من اليابان التي تشبه أوروبا في إدخالها إلى معترك لا تريده، ولا ترى لنفسها أي مصلحة فيه، غير أنها لا تملك إلا الدخول في اللعبة الأميركية لمجرد عدم القدرة على الخروج منها.
إلى أين ستصل كرة الثلج الروسية في أوكرانيا؟ أو إلى أين ستصل عملية بايدن في عسكرة العالم من جديد؟ وإلى متى يظل اللاعب الصيني الحذر يمسك بالتناقضات جميعاً في قبضة واحدة، حيث الاستثمارات الأساسية في أميركا والغرب، والنزاع التاريخي على ضفاف بحر الصين وتايوان؟
اللاعبون الثلاثة الذين يتحكمون في مصير العالم يبتعدون عن منطقة التسويات المألوفة ويقتربون كثيراً من منطقة الحرب الساخنة، وهذه المرة ربما تكون مباشرة وليست بالوكالات. بالاتفاق مع "الشرق الاوسط"

شارك برأيك

بايدن وبوتين... مَن المسؤول عن بدء الحرب وانتهائها؟

المزيد في أقلام وأراء

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة

حمدي فراج

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)