Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الخميس 26 مايو 2022 9:05 صباحًا - بتوقيت القدس

الشعب الفلسطيني قادر على التغيير

بقلم:ابراهيم أبراش
في سياق البحث عن أوجه الخلل في الوضع الفلسطيني الداخلي والمنطلق الذي منه تبدأ عملية الإصلاح والتغيير اختلفت الأحزاب الفلسطينية في تحديد المسؤولية ومن أين يبدأ الإصلاح؟ وفي هذا السياق كتب كثيرون وتم عقد مؤتمرات حول المصالحة الوطنية و النظام السياسي وسبل إصلاحه أو إعادة بنائه دون أن ترسو سفينة الجدل على بر التوافق حيث كانت (الأنا) الحزبية والأيديولوجية أقوى من (النحن) الوطنية، وتأثيرات الخارج الأيديولوجية والمالية أقوى من استحقاقات الانتماء الوطني بالنسبة لبعض الأحزاب .

تباينت الآراء وأختلف المنظِّرون والمتحاورون السياسيون بين من يرى أن الخلل بدأ منذ توقيع اتفاقية أوسلو وقيام السلطة الوطنية 1993 وبالتالي فإن التخلص من أوسلو وتبعاته هو الحل في نظرهم, وآخرون شخصوا الخلل في وجود حركة حماس خارج إطار منظمة التحرير وتبنيها مشروعا واستراتيجية مخالفة للمشروع الوطني ولاستراتيجية المنظمة ثم في انقلابها على السلطة والمنظمة وسيطرتها بالقوة المسلحة على قطاع غزة 2007 وبالتالي الحل في نظرهم يكمن في المصالحة الوطنية وانضواء حركة حماس والجهاد الإسلامي في المنظمة ومشروعها السياسي وتخلي حماس عن سيطرتها على قطاع غزة, وطرف ثالث يرى الخلل في غياب الديمقراطية وتعليق الانتخابات وبالتالي فالانتخابات هي المدخل الصحيح للخروج من الأزمة ما دام التوافق متعذرا، وطرف رابع يرى أنه ليس في الإمكان أفضل مما كان والشاطر من يحقق أكبر قدر من المصلحة اعتمادا على الوضع القائم، وهؤلاء لا يتورعون عن توظيف الشعارات الوطنية والدينية وحتى المقاومة كملهاة للشعب، وللأسف هذا الطرف الأخير يضم نافذين واصحاب قرار ممن في يدهم السلطة والنفوذ في غزة والضفة !!.

خلال سنوات الانقسام كان العدو الصهيوني يوسع من مشاريعه الاستيطانية ويشتغل بلا كلل على تنفيذ استراتيجية الإلهاء والتدمير الذاتي للفلسطينيين ومحاولة كي وهزيمة الوعي العربي والفلسطيني بترسيخ قناعة باستحالة و عبثية المراهنة على العرب والمسلمين واستحالة تحرير كل فلسطين من البحر إلى النهر، ثم الاستسلام باستحالة حل الدولتين الذي يمنح الفلسطينيين أقل من ربع حقهم في أرضهم، وانتهاء باستحالة تحقيق المصالحة والوحدة الوطنية، وقد تتواصل هزائم الوعي بتصديق المزاعم الصهيونية بأن الفلسطينيين ليسوا شعبا قائما بذاته وليس لنا أي تاريخ أو حق بفلسطين !!! .

وسط هذه الانشغالات الفلسطينية الداخلية وبسببها تفرغت إسرائيل لتمديد عدوانها من نهب وسرقة الأرض إلى سرقة ونهب التراث الفلسطيني وتشويه التاريخ، وبوقاحة متناهية تسرق رموز التراث الفلسطيني من ملبس ومأكل لتنسبه لتراث يهودي مزعوم، وبتنسيق مع مواقع الكترونية معروفة تسعى لشطب اسم فلسطين من الخرائط وحذف كل ما يُشير للنضال الفلسطيني والتاريخ الفلسطيني حيث يتم وضع اسم إسرائيل بدل فلسطين والإشارة إلى القدس كعاصمة لإسرائيل، هذا بالإضافة إلى ضغوط تمارسها لتغيير مناهج التعليم في مناطق السلطة وفي الدول العربية ليتم شطب كل ما يُشير للتاريخ الحقيقي لفلسطين أو للنضال الفلسطيني، وأخيرا ما يجري من اقتحامات متكررة للمسجد الأقصى والإعلان بوضوح ووقاحة أن الهدف هدم المسجد وإعادة بناء الهيكل المزعوم .

إن كان من التفاؤل المبالغ فيه الحديث عن تحرير فلسطين في ظل موازين القوى المحلية والدولية الراهنة، وإن كانت المعطيات الدولية والإقليمية لا تشي بإمكانية إجبار إسرائيل على الالتزام باتفاقية أوسلو أو رفع الحصار عن قطاع غزة... فهل الوحدة الوطنية أيضا مستحيلة؟ وما جدوى تكرار الحديث عن التمسك بالثوابت الوطنية فيما الانقسام يتعزز واتفاقات المصالحة التي تم توقيعها لم تجد طريقها للتنفيذ و المبادرة الجزائرية فشلت قبل أن تبدأ؟ ومن يتهربون من الوحدة الوطنية يبحثون عن محاور خارجية للانضمام لها؟!!!! وظهر غالبية الشعب أنكسر من كثرة الركوع أمام الأسياد الجدد فاقدي السيادة في سلطتي غزة والضفة لضمان الراتب وقوت اليوم، والأسياد الجدد يستجدون أسياداً أكبر منهم لضمان بقائهم في كراسي السلطة؟!!!.

على الشعب الاستمرار في طَرق باب الأمل والمراهنة على قوة وشرعية الحق لمواجهة تشاؤم وظلامية الواقع، والقول بالطريق المسدود قد تنطبق على الطبقة والسلطة السياسية وليس على الشعب، فالشعب قادر على تغيير كل المعادلات وكل الحسابات ، وفي هذا السياق يأتي دور المناضلين الحقيقيين من أبناء الشعب المتحررين من إغراءات وسطوة السلطة ورِهاب السلاح حتى وإن كان الإحباط واليأس انتاب بعضهم، أيضا دور المثقفين (المفكرين والأكاديميين والصحفيين والأدباء والفنانين) ومؤسسات المجتمع المدني، فالمثقف آخر من ينهزم ويستسلم للأمر الواقع، وإن انهزم المثقف مات ضمير الأمة وسيطر الغوغائيون وحَمَلة السلاح وانتهازيو السلطة ومدعو الوطنية في الأحزاب ومرتزقة الكلمة على المشهد السياسي.

لا شك أن الاحتلال الصهيوني العنصري سبب كل مصائب الشعب الفلسطيني، ولكن أيضا هناك فئة نافذة في الطبقة السياسية تعتقد أنها الأكثر فهما وذكاء ووطنية في الشعب الفلسطيني وأن هذا الأخير مجرد جموع جاهلة أم غير مبالية يمكن إرضاؤهم بالرواتب والكوبونات وتسهيل حياتهم المعيشية، أو تضليلهم بخطابات ثورية وجهادية مستهلكة، ومن لا تنفع معه هذه الوسائل يمكن إسكاته بسطوة السلطتين وأجهزتها الأمنية، كما تعتقد هذه الطبقة السياسية أنها حامية حمى الوطن وبدونها ستضيع القضية!، بينما الواقع يقول إنه في ظل هيمنة هذه الطبقة السياسية يضيع الوطن وتُمتهن كرامة المواطنين ويتم تدنيس المقدسات في الأقصى وفي القدس، بدون تغيير هذه الطبقة السياسية لا إمكانية لتحرير الوطن.

[email protected]

شارك برأيك

الشعب الفلسطيني قادر على التغيير

المزيد في أقلام وأراء

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة

حمدي فراج

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)