Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الجمعة 13 مايو 2022 10:38 صباحًا - بتوقيت القدس

شيرين الشاهدة الشهيدة.. وداعا

بقلم: مختار خواجة
كانت لتكون تغطية عادية، اقتحام جديد، متكرر، وصوت شيرين سيأتي متأرجحا بين الثبات، والتهدج، ثبات الحقيقة، وتهدج العاطفة المكتومة، وبتقرير دقيق، واضح ومفصل، وموضوعي، تخبرك كل كلمة فيه بمعلومة جديدة، وقد تخبرك برأي أو تحليل منفصل السياق عن المعلومة، فلا يلتبسان.

من علمك يا شيرين وقوف السنديان، ولغة الزيتون، لا أحد يملك تحديد الحقيقة، لكنه صوت الأرض القديمة، والأمم الغابرة، ينبعث في صوتك، وحروفك، ووقوفك، وشروقك؟ كما يبرز اليوم في الثواني التي شهدت غروبك في جنين.

منذ ربع قرن، كنت موجة مختلفة على الشاشة، صوت ثابت متهدج، ثابت موضوعي رصين المعلومة، والتفاصيل، متهدج العاطفة، كأنه باقة ريحان، أو نبتة صبار، أو شتلة زيتون تعابث التربة، لتنهض، وتعلو في كل مرة، وكل كلمة، وكل سطر.

كل التفاصيل على مدى ربع قرن، قدمتها بكلمات محسوبة، ليست رنانة، ولا فاقعة اللون، ولا محددة الميل، بل واضحة ودقيقة دائما، لكن التهدج يخبرنا أنك مع المسن، والأرملة، والشيخ الكبير، مع الطفل، والصبي، مع الشيخ، والقسيس، مع المعلم، والطبيبة، لكنك تكتمين، فالمهنية شيء، والعواطف شيء، والحقيقة مقصودة، والخصوصية محفوظة.

كان مقدرا أن جنين ستحظى بلقب ظريف "جنينغراد"، بعد صمودها الطويل قبل 20 عاما في زحام انتفاضة الأقصى، وضجيجها، وعنفوانها، ولهيبها، اليوم، والأقصى في عين العاصفة، يبدو أن شيرين أبو عاقلة، ستغدو "شيرين غراد".. بعد استشهادها على بوابة جنينغراد.

كان مقررا أن الرصاصة يجب أن تنطلق لتصيب شيرين أبو عاقلة، فضرب جيفارا البديري، ومضايقة وليد العمري، وحرق أرشيف الدحدوح ورفاقه في غزة لم يكف، فيجب أن تكون الرسالة مباشرة.

لغة الرصاص في مواجهة الكلمات منذ البدء، لكن الكلمة كانت في البدء، ولذا فهي من يستحق الخلود، حاملوها بحق يستحقون الخلود، ومن يقف في طريقها، سيحترق، فمن يقف في طريق الحق والحقيقة؟

كتمت شيرين قضيتها في موضوعيتها، فصدور الأحرار قبور الأسرار، وتركت كلماتها تخرج موضوعية، كانت تهدج صوتها وحده كافيا، لغة الزيتون أوضح من أن تحتاج ترجمة.

ومضت شيرين في الضوء، وسيبقى القاتل سجين ظلامه، وجريمته، من يقف في سبيل الحق والنور، يحترق، الصديقون يرثون الأرض، وللأشرار الندم.

صوت الحق سيبقى يصرخ في البرية، أمدوا الجائع بخبزه، والظمآن بمائه، حتى يأتي يوم خلاص الأرض، وراحة الناس، لتتم بهم المسرة، سيسير المخلصون في سبيل الحق لغايتهم، سيخترقون المدى، وسيقف الباطل عند حده، وجنده سيحترقون.

حكاية جنين القديمة تعاد اليوم، وامتدادها شيرين نصري أبو عاقلة، "شيرين غراد" مدينة صمود كاملة تبدأ من زخم بحيرة طبرية، وجود كروم الجليل، تمر بقوة عكا، ثبات زيتون القدس، وقدم أقواس سبسطية، وعمق مغارة المهد، وأناقة قرميد الناصرة، ورحابة مرج ابن عامر، شموخ جبل الطور، وحكايات غزة وشاطئها. عن "الجزيرة نت"

شارك برأيك

شيرين الشاهدة الشهيدة.. وداعا

المزيد في أقلام وأراء

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة

حمدي فراج

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 80)