حديث القدس
اغتيال الاعلامية المميزة شيرين ابو عاقلة أثار ردود فعل عربية ودولية واسعة بالاضافة طبعا لردود فعل شعبنا بكل تنظيماته ومؤسساته وبالمقدمة الرئيس ابو مازن الذي نعى الفقيدة واعتبرها ايقونة فلسطينية.
منذ اكثر من عشرين عاما والاعلامية شيرين تقوم بدور مميز بالدفاع عن قضايا شعبنا وضد اعتداءات الاحتلال التي لا تتوقف ، وآخر هذه الادوار انها خرجت من القدس الى جنين في اقصى شمالي الضفة وبالتحديد الى المخيم، لكي تنقل ما يجري وتفضح انتهاكات الاحتلال الذي اغتالها برصاصة بالمنطقة المكشوفة من رأسها الذي كانت تغطيه خوذة حماية مما يعني ان الذي اطلق عليها كان قناصا محترفا ويعرف الجريمة التي خطط لها وبالتالي نفذها.
ولقد حاول الاحتلال نفي تورطه بالجريمة ولكن مواقفه المتناقضة في هذا السياق اكدت مسؤوليته الكاملة ، فلقد قال اولا ان القاتل هو رصاص طائش من القوات الفلسطينية ، ثم تراجع عن ذلك واقترح تشكيل لجنة تحقيق مشتركة ، وتناسى انه لم تكن في موقع حدوث هذه الجريمة اية تظاهرات او اطلاق نار فلسطيني كما زعم انه لا يمكن تحديد الذي قام بالجريمة ، رغم ان الزميل الصحفي علي سمودي الذي كان في موقع الجريمة واصيب هو الآخر ، اكد ان الرصاص القاتل جاء من الاحتلال مباشرة ، كما ان منظمة «بتسيلم » الاسرائيلية حملت الاحتلال مسؤولية القتل هذه بعد اجرائها تحقيقا خاصا بها.
ولم يتوقف الاحتلال عند جريمته هذه فقط ، ولكنه اقتحم منزل الشهيدة شيرين في بيت حنينا بالقدس واشتبك مع الذين تجمعوا فيه للتضامن مع اسرة الفقيدة ، واهلها واعتقل عددا منهم كما اصاب بعضهم ايضا.
ان استشهاد هذه الاعلامية ذات الخبرة الطويلة والمواقف الوطنية الرائعة على امتداد سنوات عديدة ، فيه رسالة واضحة الى كل العالم والمطالبة بلجنة تحقيق دولية خاصة من منظمة العفو الدولية ، مع اننا نعرف تماما من هو القاتل ، ولكن لكي يدرك العالم كله حقيقة ممارسات الاحتلال المستمرة .
اخيرا وليس اخرا ، فإننا نتمنى الشفاء التام والعاجل للزميل علي سمودي ، وسيظل صوت الاعلام قويا وكاشفا للحقائق والانتهاكات الاسرائيلية رغم كل الاعتداءات والمحاولات الاحتلالية للتستر على ذلك واخفائه.