بقلم : بكر أبوبكر
كنيسة القيامة تشهد في أعياد الفصح من كل عام، قيودا جمّة على أعداد المصلين، إلا أن الاحتلال في هذا العام (2022م)، شدد القيود أكثر، ليحرم الآلاف من الوصول إلى الكنيسة، في هذا اليوم الذي يُعد من أكثر الأيام قدسية لدى الطوائف المسيحية، ويؤم الكنيسة الآلاف، بمن فيهم وفود من العالم" .كما قالت لجنة المتابعة بالداخل، مضيفة أن :"القيود تأتي بموازاة القيود التي فرضها الاحتلال على الدخول إلى البلدة القديمة في القدس المحتلة، وعلى الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك، ما يؤكد المؤكد أصلًا، أن الاحتلال يستهدف كل القدس المحتلة بهويتها الوطنية والدينية الفلسطينية."
الرئاسة الفلسطينية وعبر الناطق باسمها نبيل ابو ردينة، تعرضت لهذا الانتهاك الخطير الذي يمس بالوضع القائم تاريخيًا باعتباره حربًا على الشعب الفلسطيني. وقال أبوردينة أن هذه الخروقات الإسرائيلية "مرفوضة ومدانة وغير شرعية، وهي مخالفة للوضع التاريخي القائم، وللقانون الدولي الذي يعترف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية".
إن هذه الممارسات هي بنفس آلية الانتهاكات التي حصلت في المسجد الأقصى خطوة خطوة حتى يصبح الانتهاك أمراً واقعًا جديدًا (يبتلعه العالم) وهكذا دواليك، ولنا في الحرم الابراهيمي خير نموذج كما الحال في إدعاءات القداسة اليهودية لمقامات إسلامية مثل قبر الشيخ يوسف في نابلس، ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم، والكثير مثله.
أكدت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، في رسائل وجهّها رئيسها، د. رمزي خوري، إلى رؤساء وقادة الكنائس في المشرق والعالم، "خطورة تداعيات الانتهاكات الإسرائيلية الجارية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بشكل خاص في مدينة القدس المحتلة، وما تتعرض له مقدساتها من اقتحامات يومية للمسجد الأقصى المبارك، والتنكيل بالمصلين وقمعهم واعتقالهم، وتقييد وصول المصلين إلى كنيسة القيامة".
وكانت ما تسمى المحكمة العليا الإسرائيلية قد استجابت!؟ لالتماس من بعض الشخصيات لزيادة أعداد المصلين داخل كنيسة القيامة من 1500 الى 4000، ما يعني أن التضييق والمنع الأول ثم الانفراجة الشكلية هي بسبب قيود الاحتلال أولًا واخيرًا، رغم ان الكنيسة في الوضع العادي بالاحتفالات يدخلها 10000 مصل من المؤمنين، ما يعني أنه بجميع الأحوال مهما كان تحديد العدد المرتبط بالقرار الإسرائيلي فهو ضد إرادة الكنيسة وضد إرادة الفلسطينيين وهو انتهاك خطير للوضع التاريخي القائم بالمدينة من مئات السنين حيث حرية العبادة والتنقل والدخول والخروج للكنيسة.
إن فرض القيود وتحديد عدد المصلين المشاركين في احتفالات "سبت النور"الاخيرة، في كنيسة القيامة، هو اعتداء صارخ وفاضح على حرية العبادة عامة، واعتداء على الحق العالمي المكفول في ممارسة الشعائر الدينية وفصل آخر في مسلسل انتهاك المقدسات الفلسطينية على طريق تكثيف أدوات التضييق وتسهيل آليات الطرد الزاحف للفلسطينيين والمؤمنين عبر تغيير معالم المدينة والتضييق على سكانها بالطرد والقتل والاعتقال وهدم أو سرقة البيوت وتحويل الحياة الى سوداء قاتمة، واستفزاز المسلمين والمسيحيين بكل العالم دون أي اهتمام بردات فعل.
وبعيدًا عن السياق الوطني العربي الفلسطيني العام فمن المهم الاستماع لوجهة النظر المسيحية المباشرة حيث قال بطريرك الروم الأرثوذكس في الأراضي المقدسة "ثيوفيلوس الثالث" كما اوردت صحيفة "القدس" في حديث صحافي أنه "لا یوجد تفسير منطقي لتضییق الشرطة الإسرائيلية على المصلين يوم سبت النور، وبالتالي منع عشرات آلاف المسیحیین من ممارسة حقھم الطبیعي والمكفول بالقوانین والشرائع والاتفاقیات الدولیة بممارسة شعائرھم الدینیة بحریة".
وتابع البطريرك قائلًا أن: "القرار یعتبر رسالة سلبیة موجھة لمسیحيي العالم، وموقفنا من حق حریة ممارسة العبادة ھو موقف مبدئي ینطبق على إخوتنا المسلمین ایضاً، وما یجري ھذه الأیام من أحداث عنیفة في الحرم القدسي الشریف (هو المسجد الأقصى ويعني السور ذاته وكل ما دار حول السور بمساحة 144 دونما) ومحیطه يؤرقنا، ويدفعنا للمزید من العمل لتحقیق العدالة".
وأضاف ثيوفولوس الثالث "أن القرارات الصادرة بحق المقدسات الإسلامية والمسیحیة ھي قرارات تتناقض مع الوضع القانوني والتاریخي القائم في القدس، وتُشكل تحدياً مرفوضاً للوصایة الھاشمیة على المقدسات الإسلامیة والمسیحیة في المدينة المحتلة".
وأكد أن ھذا "القرار یأتي في سیاق نھج سیاسات نتج عنھا خلق بیئة طاردة للمسیحیین من الأراضي المقدسة، وخاصة في مدینتنا المقدسة".
لاشك أن التآزر الوطني الفلسطيني المسيحي والإسلامي قد عكس نفسه على السياسة الصهيونية سلبًا، فأصبحت تخشى ذلك وتسعى جاهدة لتدمير هذا التآزر بالتضييق على الأخوة أجمعين.
من الواضح أن الإسرائيليين وخاصة المتطرفين منهم وفي القدس تحديدًا ومع تكاثر منظماتهم الإرهابية والاجرامية في فلسطين، قد فرضوا أنفسهم على المجتمع المقدسي بالقوة، وبالصمت أو الدعم الحكومي السياسي والدعم الميداني، بل أصبحوا أداة الحكومة اليمينية الصهيونية الضاربة ضد التواجد الاسلامي والمسيحي بالقدس، وكل فلسطين، وكأن إشعال نار الفتنة الدينية هو مسعى هذه العصابات الإرهابية الدينية الإسرائيلية والتي تستقبح أن تترك لأصحاب الامر شأنهم من مسلمين ومسيحيين فلابد في عُرفهم من تدمير أو بالحد الادنى اقتسام المسجد الأقصى كما تم بالخليل، وكما يتم السعي له بشكل أو آخر في كنيسة القيامة.
أقلام وأراء
السّبت 30 أبريل 2022 9:47 صباحًا - بتوقيت القدس
الاعتداءات الاسرائيلية على كنيسة القيامة

المزيد في أقلام وأراء
إلغاء اتفاق أوسلو
حمادة فراعنة
التفاوض مع حماس.. لماذا أقدم ترامب عليه ولماذا قبلت الحركة؟
عريب الرنتاوي
أهداف ترامب من التفاوض المباشر مع حماس
بقلم : محمد غازي الجمل
سوريا أمام المخاطر
عمرو الشوبكي
بالونات اختبار أمريكية
بهاء رحال
لجنة ثنائية القومية لبناء الثقة
جيرشون باسكين
غزة بين التهجير والصمود
رام الله - "القدس" دوت كوم
ماذا يجري في الضفة !
ابراهيم ملحم
اجتماع عمّان الخُماسي ، يتزامن مع مخاوف تقسيم سوريا
كريستين حنا نصر
لجنة ثنائية القومية لبناء الثقة
جيرشون باسكين
الأمريكان ملهمش أمان !
إبراهيم ملحم
حرق المساجد في فلسطين
الضفة الغربية المحتلة في عين العاصفة
أهداف ترامب من التفاوض المباشر مع حماس
الصين والأمن القومي العربي
تصريحات حماس المتناقضة.. تكتيك أم انقسام ؟
لا تضيعوا البوصلة في فهم الصراع مع الصهيونية
كانت درة فغدت مقبرة !
ابراهيم ملحم
دور المرأه المقدسية في مقاومة التهويد وتعزيز الصمود.
تهاني اللوزي
بمناسبة عيد المرأة : مستمرة بالمعاناة والنضال لنيل حقوقها عالمياً
كريستين حنا نصر
الأكثر تعليقاً
الأمن القومي العربي.. أنا "فلسطين" يا أبي

الاحتلال يفرج عن الطفلة المقدسية تقى غزاوي بشروط
ترامب يعلن اعتقال الناشط محمود خليل "المؤيد لحماس" في جامعة كولومبيا ويتوعد بالمزيد
سموتريتش: هناك تعقيدات لوجيستية لتطبيق خطة ترامب بشأن غزة

المعرفة المُستعبَدة: عندما تصبح الحقيقة خطرًا

رام الله: هدم معرضي مركبات وإضرام النيران في كراج سيارات

الشرع: الهجمات على قوات الأمن مدعومة من موالين للأسد ودول أجنبية
الأكثر قراءة
الشرطة الإسرائيلية تعتقل 40 عاملا من الضفة خلال مكوثهم داخل أراضي الـ48
رام الله: هدم معرضي مركبات وإضرام النيران في كراج سيارات

إسرائيل تضع خطط حرب جديدة للضغط على حماس

إعلام إسرائيلي: المحادثات بين واشنطن و"حماس" تجري دون تل أبيب
اعتقال ناشط فلسطيني شارك في احتجاجات جامعة كولومبيا الأميركية
بيان صادر عن حركة حماس بشأن التطورات المتعلقة باتفاق وقف إطلاق النار

إمهال نتنياهو 24 ساعة لإلغاء قرار قطع الكهرباء عن غزة

أسعار العملات
الأربعاء 12 مارس 2025 9:55 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.66
شراء 3.65
دينار / شيكل
بيع 5.16
شراء 5.15
يورو / شيكل
بيع 3.99
شراء 3.98
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 812)
شارك برأيك
الاعتداءات الاسرائيلية على كنيسة القيامة