القاهرة- "القدس" دوت كوم - تحدد د. مروة سعيد، الأستاذة بقسم الصحة النفسية بكلية التربية التابعة لجامعة حلوان، عدة خطوات لتأهيل الأطفال ذوي الهمم والاحتياجات الخاصة، في رمضان نفسياً وجسدياً.

وتوضح، في إطار الحملة التوعوية، التي تنظمها الجامعة، بمناسبة شهر رمضان، أن من واجب الأسرة والمجتمع تجاه ذوي الهمم والاحتياجات الخاصة أن نساعدهم على اجتياز إعاقتهم، وأن نشعرهم بتوافر لغة التفاهم والحوار معهم، وأن نجعلهم يشاركوننا فرصة وبهجة المناسبات الدينية، وتفعيل الواجبات في صورة مادية ملموسة.

وتؤكد أنه من المهم ألا يشعر الطفل بأنه مختلف أو غريب بين الناس، ولذا يقع الدور الأكبر على أفراد الأسرة، لبث الثقة فيه، وتأكيد مشاركته للآخرين، وتنشئته في بيئة سليمة طبيعية، حتى يكون قادراً على تحدي إعاقته.

وتقول سعيد إن مسألة الصيام بالنسبة لذوي الهمم والاحتياجات الخاصة من الأطفال يمكن تقسيمها إلى نوعين: الأول من يفرض عليهم الصيام مع عموم المسلمين، ولا تحول إعاقتهم دون تكليفهم بفريضة الصيام، وهم ذوو الإعاقات الجسدية أو البصرية أو السمعية، فهم أشخاص أسوياء خاصة من الناحية العقلية. والنوع الثاني، ذوو الإعاقات الذهنية، ولقد رفع الله عنهم الحرج في أداء العبادات، فلا إثم عليهم في أدائها أو تركها، رغم نظرة البعض إلى عدم جدوى مشاركتهم في أداء العبادات الدينية على اعتبار أنهم أشخاص غير أسوياء، إلا أن سر نجاحهم وانخراطهم في الحياة، وتحقيقهم إنجازات متميزة في المجالات المختلفة يعود إلى أسرهم، التي وفرت لهم الظروف النفسية والاجتماعية التي تؤهلهم وتدفع بهم إلى المزيد من التشجيع والعمل والعطاء، ولهذه المشاركة أثر طيب في نفوس ذوي الاحتياجات الخاصة.

وتشير إلى أنهم يشعرون من خلال مشاركتهم في المناسبات الاجتماعية والدينية بأنهم لا يختلفون عن أقرانهم الآخرين، فهم يصومون ويصلون، بل وقد يؤدون مناسك الحج والعمرة أيضاً.

وترى أن المشاركة تشعرهم بالقرب من الله، مما يعطيهم الثقة بالنفس، وأنهم أفراد مشاركون وفعالون، وهذا إحساس نفسي يبث البهجة فيهم ويشعرهم بالمسؤولية.

وتؤكد أن الصيام يساعد ذوي الهمم على تحسين صحتهم، لأن الطفل المعاق غالباً ما تكون عاداته الغذائية غير منضبطة، إذ يأكل للتسلية والصيام ينظم وجباته.

وتقول إن أهم الأمور التي تجب مراعاتها، التدرج والصبر حتى يدرك الطفل قيمة العبادة، التي يؤديها وحتى يقوم بها بصورة صحيحة.