أقلام وأراء
الأربعاء 13 أبريل 2022 2:23 مساءً - بتوقيت القدس
التاريخ العالمي والتاريخ الإقليمي على أبواب مرحلة جديدة
بقلم:د. احمد قطامش
الجزء الثاني
ثقل روسيا . صحيح ان روسيا اقل من 150 مليون نسمة وإنتاج قومي 2تريليون دولار بأسعار محلية يضاف خدمات مجانية للمواطنين ( ماء، كهرباء ، غاز تعليم ، صحة …) بما جعلها الدولة السادسة عالميا في حجم الإنتاج القومي ( البنك الدولي 2017) والدولة الأولى في تصدير النفط ( اكثر من 11 مليون برميل يوميا ) وكذا الغاز، ناهيكم عن صادراتها العسكرية والمعادن والاخشاب والكيماويات بما جعل ميزانها التجاري رابح سنويا نحو 360 مليار صادرات و230 واردات ) ودخل الفرد يصنف من الدخل العالي عالميا ( البنك الدولي ) وليس المتوسط او الفقير . وقوة عمل يتقدمها قطاع الصناعة بنسبة 30%. وهي تمتد جغرافيا على سدس الكرة الأرضية بما فيها مساحات واسعة من القطب الشمالي الذي تتعاظم أهميته في الآونة الأخيرة ، وجيش نووي فتاك يخلق توازن رعب مطلق (هيكل ) وتفوق في الصواريخ فوق الصوتية والسلاح البحري.
ليس صدفة ان تنجح روسيا في إقامة علاقات تجاريه ومنفعة متبادلة مع عواصم في المعسكر الغربي لحلف الأطلسي ، بما يفوق 40 مليار دولار سنويا مع المانيا وبريطانيا 23 مليار دولار سنويا ( السفير الروسي في لندن ) وتركيا ارتفع التبادل التجاري معها 25% ( السفير الروسي ومع الهند 25 مليار دولار سنويا .
اما مع الصين ( فالتبادل التجاري تجاوز 100مليار دولار سنويا مع تخطيط ان يصل 200مليار ) بوتين ، ومع ايران 10 مليارات دولار….
وهذا وسواه يشكل الشرط الموضوعي الذي استند اليه الشرط الذاتي لقيادة بوتين -لافروف ، فحصدت الديبلوماسية الروسية نجاحات باهرة ابرزها العلاقات الوثيقة مع ايران وسوريا ( المرآة المقعرة للصراع ) لأحدى ساحات الصراع الدولي ، ومنها قفزت الى مصر واعادت علاقاتها مع العراق واستعادت بعض تأثيرها في الازمة الليبية بينما استمرت علاقاتها التاريخية مع الجزائر . فهل يصدقن احد ان تشرع الشركات الروسية ببناء مدينة صناعية في مصر بكلفة 30 مليار دولار الامر الذي لا ترحب به أمريكا .
ولم تكن السياسة الخارجية الروسية مؤيدة للمفاوضات المباشرة الفلسطينية الإسرائيلية تحت المظلة الامريكية . وخاطب لافروف الدكتور شعث ( تعالوا الى الأمم المتحدة ) وهي منحازة للمفاوضات برعاية الرباعية بما يفضي لدولة فلسطينية . حتى ان موسكو استقبلت وفداً فلسطينيا يضم كافة الفصائل لتوحيد موقفها على هذه القاعدة التي ايدتها فصائل وعارضتها فصائل أخرى.
لم يتجاوز الموقف الروسي في بدايات الازمة ( الحرب الكونية ) على سوريا التأييد السياسي والدبلوماسي لدمشق، غير انها ذهبت بعيداً بعد لقاء الجنرال المرموق الشهيد سليماني الذي اقنع بوتين بالدخول العسكري ، كما اعلن قائد ( معادلة القدس – تعني حربا إقليمية ) أي يمكن رفع سقف الموقف الروسي كلما تعاظمت قوة محور المقاومة وتعاظمت المصالح المتبادلة سيما ان الحلف الأطلسي يهدد العمق الروسي بنشر منظومات من الصواريخ البالستية والنووية على حدودها الغربية الى الحد الذي حذر فيه رئيس الأركان ( اذا تعرضت حدودنا للخطر لن نتردد في استخدام السلاح النووي) .!
4
تغلبت ايران على الحصار والعقبات القصوية والتهديدات ومحاولات تفجير الساحة الداخلية ، ولم يعد جديداً القول ان الجمهورية الإيرانية باتت قوة إقليمية (85 مليون بإنتاج قومي يربو على 700 مليار دولار ( الأرقام متضاربة ) وكان لتقليص صادرات الطاقة اثره ، وأحرزت منجزات علمية وبحثية لها مكانتها ولها علاقات وحضور في أواسط اسيا وغير اسيا وصولا الى فنزويلا .
ولم يثمر العداء الأمريكي الشرس للْي ذراعها في الملف النووي و تغيير سياستها الخارجية ، وفي عداد ” معجزة ” تصنيعها للصواريخ البالستية وما أصبحت عليه قوتها البحرية .
والعامل الذي ينبغي التذكير به هو محور المقاومة التي تشكل ايران قوته الأولى وركنه الركين الذي مد يد المساعدة السخية لأطرافه بما ساعدها حقا على الصمود وتحقيق الانتصارات .
وبفوز الرئيس رئيسي انما تنسجم السلطات الثلاث ( المرشد، الرئاسة ، الحكومة ) وسوى ذلك من مؤسسات النظام الإيراني ، فما ( يقود ايران مؤسسة لا فردا) هيكل ، بل وكانت نسبة الاقتراع في الإقليم التي يغلب عليها العنصر السني 70% من النسبة العامة ، بما وجه صفعة للمقاطعين الذين بلعوا سم ما روجته وسائل الاعلام الغربية والرجعية العربية .
وبرنامج الرئيس رئيسي المعلن واضح ( بناء اقتصاد انتاجي والتوجه شرقا ، والعدالة و محاربة الفساد واستهداف الفجوة الطبقية وتحدي الامبريالية بصلابة اكبر وإزالة النفوذ الأمريكي من غرب اسيا وتعزيز إمكانات محور المقاومة ، وهو لم ينتظر فوزه بالرئاسة فزار العراق والتقى بقيادات المقاومة العراقية ، ودونما اغفال لما يشاع عن تأييده لمعادلة ( القدس تعني حربا إقليمية ) وصولا الى شعار ( شعوب المنطقه مستقبل المنطقة ) وهو بذلك يشكل امتداداً ولكن ديالكتيكيا وتجديديا لمسار الثورة الإيرانية .
وكان لافتا ما تلقاه من تهنئات من رؤساء دول وحركات عربية وغير عربية تتخندق في جبهة العداء للإمبريالية والليبرالية الجديدة ( ومن قواعدها ان لا تقوم الدولة بتنمية اقتصادية إنتاجية وان لا تتبنى سياسات اجتماعية لمساعدة الفقراء والمهمشين والعاطلين عن العمل وكبار السن …)
فاليوم ينتصب التناقض الأول عالميا بين الهيمنة ومناهضو الهيمنة . هؤلاء المناهضون يتقدمون واطراف الهيمنة يتراجعون .
فزمن جديد يتكون ، ومرحلة جديدة تتشكل ، انهما زمن ومرحلة ما بعد الهيمنة واحادية القطبية وعربدة المخططات التدميرية للغرب وامتداداته، انه زمن المشروعات التحررية والنماذج المغايرة للنموذج الرأسمالي الغربي والامركة . انه صفحة جديدة في سفر التاريخ .
انها بداية مرحلة تبشر بانتصارات الإرادة السيادية والهويات القومية التحررية وانتصار المشروعات التنموية الاستقلالية موشحة بعدالة اجتماعية وبعض التحولات الاشتراكية سيما في الصين وكوبا وفيتنام وعديد من السلطات اليسارية .
انه زمن جديد لا متسع فيع لإهانة الكرامة الوطنية من مجرد سفير او قنصل او موظف في خارجية دولة غربية يصدر امراً فتنصاع حكومات وتنهب ثروات الشعوب ، ووصلت القباحة ان يستحوذ ( سبعة اشخاص بأكثر من نصف ثروة الكرة الأرضية ، تشومسكي وان يبلغ متوسط دخل الفرد في بعض بلدان الشمال 60-80 ضعف دخل الفرد في دول الجنوب وان يتلقى (40% من مواطني الدول الغنية لقاح كوفيد بينما يتلقاه 1% في دول الجنوب ) منظمة الصحة العالمية .
ولكن ماذا عن فلسطين نقاط القوة والضعف والمصير ؟ هذا يستحق وقفة منفصلة .
المزيد في أقلام وأراء
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة
حمدي فراج
مصير الضفة الغربية إلى أين؟
عقل صلاح
كيف نحبط الضم القادم؟
هاني المصري
هل من فرصة للنجاة؟!
جمال زقوت
تحية لمن يستحقها
حمادة فراعنة
قل لي: ما هو شعورك عندما ترى أحداً يحترق؟!
عيسى قراقع
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
استهداف الصحفيين بالقتل والاعتقال.. محاولة للتعمية على الجريمة الـمُدوّية
الأكثر قراءة
الأونروا: فقدان 98 شاحنة في عملية نهب عنيفة في غزة
عبدالعزيز خريس.. فقد والديه وشقيقته التوأم بصاروخ
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 78)
شارك برأيك
التاريخ العالمي والتاريخ الإقليمي على أبواب مرحلة جديدة