د. عادل سمارة: وصول جريدة القدس إلى العدد ٢٠ ألفاً يعد إنجازاً في ظل المنافسة الشرسة بين الصحافة الورقية والإلكترونية
محمد اللحام : القائمون على الجريدة استطاعوا إيجاد أدوات الاستدامة التي مكنتها من الاستمرار رغم المنافسة الشرسة
محرم البرغوثي: الجريدة عريقة وتحمل عنواناً مهماً للشعب الفلسطيني هو "القدس" ولهذا الاسم وقع خاص عند الناس
د. أحمد رفيق عوض: استخدام "القدس" للألوان وطريقة عرض المادة الصحفية يذكّر بعصرها الذهبي في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي
منتصر حمدان: رغم محاولات التضييق على الإعلام الفلسطيني إلا أن "القدس" استطاعت الصمود حتى وصلت إلى العدد 20 ألفاً
قبل 74 عاماً، وتحديداً سنة 1951، أبصرت أول نسخة ورقية مطبوعة من جريدة القدس النور، آخذة على عاتقها نقل الحقيقة كما هي. رغم التهديدات والعراقيل، نقلت الكلمة والصورة دون أي تجميل، فكشفت جرائم الاحتلال الإسرائيلي وانتصرت لقضية شعبنا الفلسطيني.
اليوم تحتفي جريدة القدس بالعدد 20 ألفاً في عمرها المديد. 20 ألف نسخة ورقية نقلت الكلمة والصورة من داخل فلسطين، بحلوها ومرها، بفرحها وحزنها، بوجعها وراحتها. ولأنها من ملح هذه الأرض، تحملت وما زالت الملاحقات والمضايقات الإسرائيلية لمنع عملها، وواصلت الرسالة والمسيرة والتأثير.
74 عاماً، أخذت خلالها "القدس" مكانها في الصحافة المكتوبة، متسلحة باحترافيتها المهنية، وبحياديتها وموضوعيتها، فكانت صوتاً لكل ما هو فلسطيني على اختلاف فئاته وانتماءاته، وخصصت صفحاتها لكل القراء والآراء.
وفي ظل ما تواجهه الصحافة الورقية منذ سنوات من أزمة حقيقية، ومنافسة شرسة جراء الصحافة الإلكترونية، يأتي العدد 20 ألفاً ليؤكد أن الصحافة الورقية ما زالت صامدة، وأنها تحافظ على رونقها وبهائها ورسالتها التنويرية وجمهور واسع من القراء.
ومع التطور الهائل والمتسارع الذي نشهده في كافة المجالات، حرصت جريدة "القدس" على الارتقاء بمنظومة عملها الإعلامية، لتتماشى مع التطور التكنولوجي وتواكبه، فوظفت تلك التقنيات على نسختها الورقية، كما أطلقت موقعها الإلكتروني، وأنشأت منصاتها الرقمية على مواقع التواصل الاجتماعي لتسريع وصولها إلى الجمهور.
وخلف هذا العدد الـ٢٠ ألفاً يقف طاقم جريدة "القدس" المتميز بكافة موظفيه الذين عملوا على مدار السنوات الـ٧٤ لتكون "القدس" رائدة في مجالها على مستوى فلسطين، ولتصل من النسخ الورقية ما لم تصله أية صحيفة محلية.
وفي هذا المقام، أجرت "القدس" مقابلات مع كتاب وصحفيين عبروا من خلالها عن اعتزازهم بوصول جريدة القدس إلى هذا العدد، وقدرتها على الصمود والثبات رغم كل التحديات التي تعصف بكل ما هو فلسطيني.
"القدس" استطاعت أن تبقى وتستمر رغم كل التحديات
الكاتب والأكاديمي د. عادل سمارة، اعتبر أن وصول جريدة القدس إلى العدد ٢٠ ألفاً يعد إنجازاً في ظل المنافسة الشرسة بين الصحافة الورقية والإلكترونية، وأن ذلك دليل على قدرة الجريدة على الصمود والاستمرارية.
وقال سمارة إنه ليس من الكتاب الدائمين في جريدة القدس، لكنها أثبتت أنها صحيفة حقيقية من الناحية المهنية، خاصة فيما يتعلق بالعراقة والقدرة على الاستمرار، مؤكدا أن ذلك يسجل لـ"القدس".
وأضاف سمارة: "هناك صحف كثيرة في التاريخ الفلسطيني لم تقدر على الصمود مثل الفجر والشعب والنهار، وعملت لفترة زمنية، ولم يكتب لها الاستمرار، خاصة الصحف التي كانت تعتمد في تمويلها على قوى سياسية، فإذا اضطربت يتوقف عمل الصحيفة".
وأرفد: "صحيفة القدس استطاعت أن تبقى وتستمر رغم كل التحديات وهذا يسجل لها، وهو بيت القصيد صحفياً".
وفيما يتعلق باتساع الصحيفة لكافة الآراء ووجهات النظر، قال سمارة: "جريدة القدس أوسع من غيرها في استقطاب الآراء والكفاءات خاصة في الآونة الأخيرة، ولديها القدرة على استيعاب الكل"، مستذكراً هنا مقالاً كتبه قبل ٢٠ عاماً، عندما أصدرت واشنطن قراراً باعتبار "حماس" منظمة إرهابية، وحينئذ كتب مقالاً بعنوان "الإرهابي أمريكا وليست حماس"، ونُشر حينها في جريدة القدس، بينما لم ينشر المقال في صحف أخرى.
وتابع: "كون الجريدة تصمد فإن هذا يسجل لها، خاصة في ظل ما تعرضت له الصحافة الفلسطينية من انتهاكات إسرائيلية، مستذكرا "الرقيب العسكري الإسرائيلي"، في سبعينيات القرن الماضي وتحكمه في كل ما ينشر في الصحف قبل طباعتها في حينه.
موروث وتاريخ كبير في الصحافة الفلسطينية
من جانبه، اعتبر الصحفي وعضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين محمد اللحام، أن وصول جريدة القدس لهذا العدد، بالرغم من التحديات التي تواجه الصحافة الورقية والتي لم تصمد صحف عالمية أمامها، أمر في غاية الأهمية، ويعطي مؤشراً لإمكانية استدامة الصحافة الورقية في فلسطين، إذا توفرت للصحيفة المناخات التي تساعدها على الاستمرار.
وأضاف اللحام: إن القائمين على جريدة القدس استطاعوا إيجاد أدوات الاستدامة التي مكنت الصحيفة من الاستمرارية بالرغم من المنافسة الشرسة من قبل الاعلام المرئي والإلكتروني.
وأكد اللحام أن لجريدة القدس موروث وتاريخ كبير في الصحافة الفلسطينية ورافقت ما حل بشعبنا على مرور السنين.
"القدس" تحت رقابة وطنية أمينة
بدوره، قال الكاتب محرم البرغوثي إن جريدة القدس لها احترام ووقع مختلف في أوساط الشعب الفلسطيني، كونها جريدة تاريخية ومنفتحة على الأقلام باختلاف اتجاهاتها، وهي صحيفة ذات مصداقية".
وأضاف: "الوصول إلى هذا العدد من النسخ الورقية، خاصة في ظل التطور التكنولوجي والإعلام الرقمي دليل على قوة الصحيفة واحترام الناس لها وقربها من القراء".
وتابع البرغوثي: "إن الوصول إلى العدد ٢٠ ألفاً يعتبر مفخرة فلسطينية، وكلما كانت الصحيفة تتبنى قضايا الناس، وتقترب منهم، كلما زاد عدد قرائها وزادت الثقة بين الصحفي وجمهوره".
وأكد أن "صحيفة القدس تحت رقابة وطنية أمينة، بالتالي لا وجود للأخبار المدسوسة وغير الموثوقة في صفحاتها".
وأشار إلى أن "استمرار وانتشار جريدة القدس يدل على تأثيرها واحترام الناس لها، وهي جريدة عريقة تضم كوكبة من المحررين والمراسلين الذين لديهم خبراتهم الصحفية وهم متمسكون بمسؤوليتهم الوطنية".
وقال البرغوثي إن وصول جريدة القدس لهذا العدد دليل على تفاعل ووثوق القارئ بها وصدقيتها وقدرتها على جذب الجمهور.
وختم بالقول: "جريدة القدس عريقة وتحمل عنواناً مهماً للشعب الفلسطيني هو القدس، ولهذا الاسم وقع خاص عند الناس".
الجريدة تشهد تطوراً ملموساً في الشكل والمضمون
الكاتب والمحلل السياسي د. أحمد رفيق عوض، قال: "إن القدس بثوبها الجديد تشهد تطوراً ملموساً في شكل المادة الصحفية وعرضها وتصويرها ومكانها في الصحيفة، خاصة فيما يتعلق باستخدام الخطوط والألوان واختيار العناوين الجذابة.
وتابع: "إن عرض المادة الصحفية في "القدس" يتم بتحرير ذكي قادر على شد القارئ حيث تعرض المادة الصحفية بطريقة جيدة جداً، وتستخدم الحروف والصور والألوان بعناية خاصة".
واستطرد عوض: "هناك شمولية في المواد الصحفية المنشورة تتحدث عن كافة قطاعات المجتمع من سياسي، واقتصادي٬ ورياضي، وفن، وأدب، إضافة إلى متابعة حثيثة للقضايا السياسية الساخنة من خلال اللقاءات الكبيرة والهامة".
وأضاف: إن استخدام "القدس" للألوان وعرض المادة الصحفية الشاملة، يذكر بالعصر الذهبي للصحيفة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي من عناوين عريضة ومقابلات وخبطات صحفية".
ولفت عوض إلى أن جريدة القدس عملت مؤخراً على استنهاض أقلام ووجوه جديدة تعرض وجهات نظرها بمساحة واسعة دون التركيز على لون وطبقة محددة أو قلم واحد.
وأردف: "يُسجل لـ"القدس" هذا التنوع والجرأة والعرض الجيد والتحرير الرشيق والسماح لفئة كبيرة بالمشاركة والكتابة والرأي على اختلاف فئاتها وأعمارها".
وأضاف: "جريدة القدس تقدمت وقفزت من جديد على مستوى الشكل والمضمون بالرغم مما يعصف بالصحافة الورقية من أزمات وهي قادرة على البقاء وأثبتت أنها قلعة في الصحافة المكتوبة لا يمكن تجاوزها".
جريدة القدس متجذرة في الوطن
الصحفي وعضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين منتصر حمدان قال: "إن جريدة القدس متجذرة في الوطن ولاسمها معنى كبير بالنسبة للشعب الفلسطيني، مؤكداً أنه رغم محاولات التضييق على الإعلام الفلسطيني إلا أن القدس استطاعت الصمود وتوصيل رسالتها الصحفية.
وشدد على أن الوصول إلى العدد 20 ألفاً دليل أن الصحافة الورقية حاضرة طالما كانت تلامس احتياجات الجمهور، وتواكب التطور، مؤكداً أن "القدس" نجحت في ذلك.
وأضاف حمدان: إن جريدة القدس استطاعت الموازنة ما بين الحفاظ على النسخة الورقية والاندماج في الصحافة الإلكترونية.
وختم حمدان بالقول: جريدة القدس تستحق الاحترام والتقدير، وتجديد الدورة الدموية لطاقمها من خلال رفد المؤسسة بكوادر وكفاءات إعلامية وصحفية قادت الصحيفة إلى بر الأمان"، داعياً "القدس" إلى الانتقال والاندماج أيضاً في المجال المسموع والمرئي.
شارك برأيك
ببلوغها العدد 20000/ القدس تتربع على عرش الصحافة الفلسطينية