تتكشف تفاصيل جديدة بشأن الخطة الأميركية لتوزيع المساعدات في غزة، ما يثير جدلًا بشأن فاعليتها ويطرح تساؤلات حول أهدافها ومعانيها الحقيقية.
وتُعيد التفاصيل التي كشفها السفير الأميركي في إسرائيل، مايك هاغابي، فتح النقاش من جديد بعد كشفه عن معلومات تتعلق بما يُسمى "المؤسسة الإنسانية لغزة".
وتنص الوثيقة التي أعلن عنها على استبعاد حركة حماس من خطة المساعدات، وعلى مشاركة الجيش الإسرائيلي في تأمين محيط أربعة مراكز لتوزيع المساعدات، دون وجوده داخلها. ويُخصص كل مركز لخدمة 300 ألف شخص من سكان القطاع.
ردود فعل رافضة للخطة الأميركية
وتوالت ردود الفعل الرافضة من وكالات الأمم المتحدة العاملة في قطاع غزة وشبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية. وقد اعتبرتها الشبكة شكلًا من أشكال السيطرة والتحكم بالقطاع واستغلال الواقع الإنساني فيه، في حين طالبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بفتح المعابر، وأكدت استحالة تنفيذ آلية توزيع المساعدات من دونها.
واعتبرت منظمة "اليونيسيف" على لسان الناطق باسمها أن استخدام المساعدات الإنسانية طعمًا لإجبار الناس على النزوح خاصة من الشمال إلى الجنوب سيتركهم أمام احتمال الموت أو النزوح.
من جهتها، عبّرت حركة حماس عن رفضها لاتهامات السفير الأميركي مايك هاغابي بالتحكم بالمساعدات وقالت: "إن كل تفاصيل الخطة التي قدّمها تعبّر عن شكل جديد لتسويغ انخراط مليوني فلسطيني في خطط تهجيرهم من القطاع بعد أشهر من حرب التجزيع القاسية"، رافضة عسكرة المساعدات ومطالبة برفع الحصار.
خشية من نزوح سكان الشمال
في هذا السياق، يعتبر رئيس قسم التواصل والمتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة، جوناثان كريكس، أن الخطة لا تستوفي عناصر أساسية مثل الحياد والموضوعية.
وفي حديثه إلى التلفزيون العربي من مواصي رفح، عبّر كريكس عن خشيته من أن يضطر الغزيون للانتقال من الشمال إلى الجنوب، مشيرًا إلى أن الخطة لا تتضمن إقامة مراكز لتوزيع المساعدات في شمال القطاع.
وقال: "سيضطر الآلاف من الغزيين، بينهم أطفال، إلى الانتقال". وتساءل: "كيف سيحصل آلاف الأيتام على المساعدات؟ وكيف ستتمكن أم من حمل طرود غذائية والسير بها لعدة كيلومترات، ومعها أطفالها؟".
ويؤكد كريكس أن المنظمات الأممية لا تزال تعمل في غزة حيث يعاني عدد كبير من الأطفال من سوء التغذية الحاد، وبالتالي فهم بحاجة إلى غذاء متنوع لعلاجهم.
ويشير إلى أن الوضع الإنساني في قطاع غزة كارثي، حيث لا تتوفر المواد الغذائية بسبب الحصار المفروض، وتُباع المواد القليلة المتوفرة بأسعار مرتفعة جدًا لا تستطيع العائلات تحملها.
كما يلفت المتحدث باسم اليونيسف إلى أن المنظمات الأممية لا تعرف الكثير عن ما سمّته الخطة الأميركية "مؤسسة غزة الإنسانية". وقال: "قرأنا ما تم نشره في التقارير الإخبارية".
"خطة قصيرة الأمد"
من جهته، يعتبر نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، مارك فايفل، أن إدخال المساعدات إلى قطاع
"خطة إسرائيلية"
إلى ذلك، يرى الكاتب والباحث السياسي، وسام عفيفة، أن الخطة الأميركية يحيط بها الكثير من الغموض، مشيرًا إلى أنها في الأساس خطة إسرائيلية طُرحت قبل أسابيع، وتهدف إلى التمهيد لعملية التهجير في قطاع غزة.
ويشرح عفيفة أن الهدف من الخطة الإسرائيلية كان وضع آلاف الفلسطينيين في معسكرات محددة وتغذيتهم تمهيدًا لعملية التهجير.
وأشار عفيفة إلى وجود مسار أمني يتحكم في المساعدات، معتبرًا أن الخطر الأكبر يكمن في قوننة سلاح التجويع. كما لفت إلى أن تجمع مراكز المساعدات في جنوب القطاع هو مطلب إسرائيلي.
كما يرى أن المؤسسات التي ستشرف على خطة توزيع المساعدات هي "مؤسسات هجينة"، حيث تم استحداث ترخيصها في الولايات المتحدة، ثم تم تحويله إلى سويسرا في محاولة لشرعنتها.ويشير إلى أن القائمين على الخطة هم ضباط سابقون، مؤكدًا أن ذلك يعكس البعد العسكري لخطة المساعدات.ويلفت إلى أن مسار الخطة هو "مسار أمني"، حيث سيصل الغذاء إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم فقط.
غزة يمثل تحديًا كبيرًا في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية وانتشار الجوع.
ويقول في حديثه إلى التلفزيون العربي من واشنطن: "إن ما تحاول الولايات المتحدة القيام به هو إيجاد خطة قصيرة الأمد لتوفير الغذاء للفلسطينيين دون أن تقع المساعدات في يد حماس"، حسب قوله.
ويضيف: "إن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، يسعى لإيجاد حل لأزمة الجوع، فيما يحاول التفاوض مع حماس من أجل مرحلة ثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع".
شارك برأيك
خطة واشنطن لتوزيع المساعدات في غزة.. لماذا تواجه الرفض والتشكيك؟