Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الجمعة 18 أبريل 2025 10:23 صباحًا - بتوقيت القدس

في غزة.. الناس لا يبحثون عن "التحرير" بل عن "تذكرة نجاة"

في الزمن الفلسطيني الطويل، كان "التحرير" هو الحلم، والمخيم مجرد محطة انتظار، والموت "مجدًا" إن جاء في سبيل الأرض. لكن في غزة، بعد ثمانية عشر شهراً من حرب الإبادة، تغيّرت المعادلة. انقلبت المفردات. تبدلت الأولويات.


لم يعد الناس يتحدثون عن تحرير القدس، أو العودة إلى حيفا ويافا، لم يعودوا حتى يسألون عن مستقبل الدولة أو المشروع الوطني، السؤال اليوم أكثر بساطة، وأكثر قسوة: "هل سنبقى أحياء حتى الغد؟".

في شوارع مخيمات النزوح، وفي الأزقة المهدّمة، وبين الخيام المتكدسة على الحدود، لا تسمع أحاديث عن السياسة أو الجغرافيا أو خرائط المفاوضات. تسمع فقط: "هل دخلت شاحنة دقيق؟"، "أين الماء؟"، "هل بقي دواء لابني؟"، و"من الذي مات هذا الصباح؟".


الناس لم يفقدوا فقط بيوتهم وأجسادهم وأبناءهم، بل فقدوا اللغة التي لطالما كانت تُعطي للموت معنى.

 حتى الأمل تآكل، صاروا يخافون من الليل، من الجوع، من العتمة، من القصف، من الوقت نفسه.


وأسوأ ما في الكارثة، أن الإنسان حين يُرهَق من الصمود، يبدأ بالقبول بأي شيء يُبقيه على قيد الحياة، حتى لو كانت هدنة مهينة، أو تسوية ناقصة، أو وعودًا بلا ضمانات.


في غزة اليوم، الناس لا يبحثون عن التحرير، لا لأنهم تخلوا عن قضيتهم، بل لأنهم يُصارعون البقاء، التحرير صار ترفًا فكريًا مؤجلًا أمام مشهد المجاعة، والدم، والعتمة، والموت البطيء.


عندما تنكسر إرادة النجاة

وهذا هو الخطر الحقيقي: أن ينكسر الشعب من داخله، أن يُربّى الجيل الجديد على الخوف لا الكرامة، على الصمت لا الكفاح، هذا أخطر من القنابل، وأقسى من الحصار.


الاحتلال يعرف ذلك، ولذلك لا يُمانع في إطالة أمد الحرب، فهو لا يبحث فقط عن انتصار عسكري، بل عن هزيمة نفسية كاملة، تحول "التحرير" إلى ذكرى بعيدة، وتحول المقاومة إلى جملة غريبة على الألسنة.


الناس في غزة الآن يريدون "تذكرة نجاة"، أيًّا كان شكلها، وأيًا كانت كلفتها. يريدون فقط أن يعيشوا، أن يأكلوا، أن ينجوا من لعنة هذا الوقت العربي المهزوم.


لكن من الخطير أن نبني مشروعًا وطنيًا على أنقاض الخوف، أو على رماد الوجع. 

لذلك، لا بد من أن يُطرح السؤال الكبير:

متى يتوقف القتل، كي نستعيد القدرة على الحلم من جديد؟!

دلالات

شارك برأيك

في غزة.. الناس لا يبحثون عن "التحرير" بل عن "تذكرة نجاة"

المزيد في أقلام وأراء

بعد ٨٠ عاماً من الانتصار على النازية.. شعبنا بإرادته وإتقان شروط المواجهة سينتصر أيضاً

دروز سوريَة بين نار داعش ونار إسرائيل!

هذه الحكومة الإسرائيلية ليست حليفتنا

خطة ترامب.. تحت غطاء إنساني

فنتازيا ترامب وتكهنات الإعلان المرتقب

تحولات سياسية طارئة

حين تُمنع الكلمات: تكميم البحث العلمي وطمس المعرفة في زمن الإبادة

بقلم: د. سماح جبر استشارية الطب النفسي

بعد عام على حكومة المهندسين

نصار يقين

مطالب "الجمهوريين" في استطلاعات الرأي

جيمس زغبي

القلمُ مُكبَّلٌ: الصحفيون الفلسطينيون في مواجهة آلة الاعتقال الإداري الإسرائيلية سردية القمع المنظم ضد شهود...

بن معمر الحاج عيسى

الحاجة إلى مراجعة النظام العربي

جواد العناني

أهلا بكم في الديسكو

عيسى قراقع

لحم اليمن الحي

سليمان جودة

ماكرون أول مستقبلي الشرع الاوروبيين في قصر الاليزيه باريس

صراع الماء بين الهند وباكستان

مصطفى شلش

ذاكرة الانتقاء الرحيم

رمزي الغزوي

لماذا قد تنقلب إسرائيل على نتنياهو قريباً؟

حلمي مُوسى كاتب صحفي متخصص في الشؤون الإسرائيلية

الملك في واشنطن

حمادة فراعنة

شخصية ترامب وصناعة التاريخ

مجدي الشوملي

مرة أخرى بعد الألف...ارحمونا يرحمكم الله

فراس ياغي

أسعار العملات

الأربعاء 07 مايو 2025 11:16 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.62

شراء 3.61

دينار / شيكل

بيع 5.11

شراء 5.1

يورو / شيكل

بيع 4.11

شراء 4.1

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 1210)