بعد 22 عاما من قرار إدارة الرئيس الأميركي، جورج دبيو بوش بإطلاقها، أعلنت قناة "الحرة" المؤسسة الإعلامية الناطقة بالعربية التي أنشأتها الولايات المتحدة وموّلتها بعد غزوها العراق من أجل تبرير الحرب، ومواجهة نفوذ قناة "الجزيرة"، السبت، أنها ستسرح معظم موظفيها، وستتوقف عن البث، بسبب انتهاء الدعم بقرار اتخذته إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وذلك في إطار سياستها الرامية إلى خفض الميزانية الفدرالية بشكل جذري.
وكان الرئيس الأميركي، في آذار الماضي، قد أعلن إنهاء كل دعم مادي لوسائل الإعلام الممولة من الحكومة.
وقالت "الحرة" في بيانها السبت ن أن المؤسسة الإعلامية الموجهة إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "لقد أجبرت شبكة الشرق الأوسط للإرسال (MBN) على تقليص حاد لبثها التلفزيوني والرقمي، ليس بسبب مواجهة اعتادت على خوضها مع أجهزة التضليل المنظم، والقوى الدعائية المعادية للولايات المتحدة، بل نتيجة خنق بيروقراطي داخلي، وعليه ، أعلنت MBN اليوم السبت (12/4/2025) عن تسريحات جماعية، تم فيها تقليص عدد الموظفين بشكل حاد وتقليص العمليات بشكل كبير. ووفقا لإدارتها، لم يكن هذا القرار خيارا بل إجبارا".
وقال جيفري غدمين، الرئيس والمدير التنفيذي للشبكة، في بيانه الرسمي الذي صدر السبت: "لم يُترك لنا أي خيار... وافق الكونغرس على تمويلنا في 14 آذار. لكن في اليوم التالي، تم تجميد هذا التمويل بشكل مفاجئ وغير قانوني من قبل ما يسمى بـ(وزارة الكفاءة الحكومية) وكاري ليك، المستشارة الخاصة للوكالة التي تشرف علينا".
وقال غدمين أن الوكالة الأميركية للإعلام الدولي (USAGM) هي المسؤولة المباشرة عن هذه الأزمة. ورغم أن التمويل تم تخصيصه رسميا من قبل الكونغرس، إلا أن الوكالة ترفض صرفه، دون تفسير أو تواصل مباشر. "كاري ليك ترفض مقابلتنا أو حتى التحدث معنا"، يقول غدمين. "تُركنا لنستنتج أنها تنوي خنقنا ماليا".
ووصف غدمين "الحرة" بأنها "وسيلة إعلامية موثوقة، تُدار بمعايير مهنية، وتغطي قضايا حقوق الإنسان، والحوكمة، والسياسة الأميركية، بلغة وأصوات مألوفة لدى الجمهور العربي" مضيفا إن "هذا انتحار استراتيجي في الوقت الذي تكسب فيه حماس وحزب الله والحوثيون والنظام الإيراني مساحات على مستوى السرد الإعلامي، نحن نسحب صحفيينا عن الهواء. هذا ليس فقط قصورا في الرؤية... إنه استسلام".
من جهته، قال السفير الأميركي السابق في العراق، رايان كروكر، رئيس مجلس إدارة الشبكة بالوكالة أن: "MBN كنز من المواهب والخبرة وذخر استراتيجي للأمن القومي الأميركي... ما يجري الآن ببساطة غير منطقي".
وتقول وكالة MBN، التي تأسست عام 2003 إثر غزو العراق ، أثناء ، إلى أكثر من 30 مليون مشاهد أسبوعيا في 22 دولة عربية.
وتقول قناة "الحرة" أنها في الوقت الذي تتلقى تمويلاً حكومياً، لكنها لا تعتبر ذراعاً للحكومة الأمريكية، خلافاً لإذاعة "صوت أمريكا" على سبيل المثال.
شارك برأيك
إغلاق قناة "الحرة" التي أسستها إدارة بوش لتبرير غزو العراق وتحسين صورة أميركا