حذر وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، من مخاطر التصعيد بالمنطقة وذلك خلال اتصالين تلقاهما السبت، من نظيريه اللبناني يوسف رجي، والإيراني عباس عراقجي.
ويأتي الاتصالان بالتزامن مع تصعيد إسرائيل هجماتها على لبنان بعد تعرض إحدى مستوطناتها بالشمال، السبت، لهجوم صاروخي مصدره الجانب اللبناني، فيما نفى "حزب الله" أي علاقه له به.
وقال بيان للخارجية المصرية، إن اتصال عبد العاطي، مع رجي، "تناول آخر التطورات إزاء التصعيد المقلق في جنوب لبنان، وما قد يشكله من توتر وعدم استقرار بالمنطقة، ويؤدي إلى تأجيج الوضع الهش بالإقليم".
وفي هذا الصدد، حذر عبد العاطي، "من مخاطر الانزلاق لدائرة تصعيد قد تسفر عن مزيد من عدم الاستقرار بالمنطقة".
وفي وقت سابق السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض 3 صواريخ قال إنها أُطلقت من لبنان تجاه مستوطنة المطلة، وسارع في أعقاب ذلك بشن غارات جوية مكثفة على أنحاء عدة في لبنان ما أوقع قتلى وجرحى.
ونفى "حزب الله"، عبر بيان، أي علاقة له بإطلاق هذه الصواريخ، فيما حذر مسؤولون لبنانيون في مقدمتهم الرئيس جوزاف عون، ورئيس الوزراء نواف سلام، ورئيس البرلمان نبيه بري، من محاولات جر البلاد لدائرة جديدة من العنف.
وخلال الاتصال مع رجي، شدد عبد العاطي، على موقف بلاده "الداعم للدولة اللبنانية ومؤسساتها الوطنية واستقرارها في مواجهة التحديات الأمنية".
وجدد التأكيد على رفض بلاده "لأية تحركات من شأنها أن تمس أمن وسلامة واستقرار الشعب اللبناني الشقيق".
كما أشار عبد العاطي، إلى "ضرورة التنفيذ والالتزام باتفاق وقف الأعمال العدائية في جنوب لبنان، والانسحاب الفوري والكامل غير المنقوص للقوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، وتمكين الجيش اللبناني من تنفيذ القرار 1701، وأهمية التطبيق الكامل والمتزامن للقرار من جانب كل الأطراف دون انتقائية".
وينص القرار 1701 الذي أصدره مجلس الأمن عام 2006 على وقف العمليات القتالية بين "حزب الله" وإسرائيل آنذاك، وإنشاء منطقة خالية من السلاح بين الخط الأزرق (المحدد لخطوط انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000) ونهر الليطاني جنوب لبنان، مع استثناء الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة "يونيفيل" من هذا الحظر.
وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بدأت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول لحرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما خلّف أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
ورغم سريان اتفاق لوقف النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، ارتكبت إسرائيل 1245 خرقا له، ما خلّف 96 قتيلا و311 جريحا على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية لبنانية.
وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/ شباط الماضي، خلافا للاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 تلال لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.
كما شرعت مؤخرا في إقامة شريط حدودي يمتد لكيلومتر أو اثنين داخل أراضي لبنان.
** اتصال مع عراقجي
فيما تناول اتصال عراقجي مع عبد العاطي، "التطورات المتسارعة بالإقليم، وضرورة احتواء التصعيد بالمنطقة سواء في غزة أو لبنان أو اليمن".
وشدد عبد العاطي، على "ضرورة ضبط النفس خلال هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة، وعدم اتخاذ خطوات أو تحركات من شأنها أن تسهم في تأجيج الوضع المتأزم في الإقليم".
واستعرض "التطورات في البحر الأحمر، حيث شدد على ضرورة حماية حرية الملاحة" به، وفق بيان الخارجية المصرية.
وأشار عبد العاطي، إلى "الخسائر الكبيرة التي يتكبدها الاقتصاد المصري نتيجة انخفاض إيرادات قناة السويس وعدم استقرار الأوضاع في المنطقة".
وأكد على "أهمية استعادة الهدوء بالإقليم وتفادي انزلاق المنطقة إلى دائرة من العنف والتصعيد".
كما شدد على "ضرورة تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والعمل على احتواء التصعيد الراهن".
وبعد رفض إسرائيل الدخول في المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار واستئناف إسرائيل حرب الإبادة على غزة فجر الثلاثاء الماضي، عاودت جماعة "الحوثي" قصف مواقع داخل إسرائيل وسفن متوجهة لها في البحر الأحمر بصواريخ بالستية.
و"تضامنا مع غزة" في مواجهة الإبادة الإسرائيلية، باشرت جماعة الحوثي منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 استهداف سفن شحن مملوكة لإسرائيل أو مرتبطة بها في البحر الأحمر أو في أي مكان تطاله بصواريخ وطائرات مسيرة، قبل أن تتوقف عن ذلك بالتزامن مع سريان اتفاق وقف النار في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.
شارك برأيك
مصر تحذر من مخاطر التصعيد بالمنطقة في اتصالين مع لبنان وإيران