غلب على مشهد مائدة الافطار الجماعي والأمسية الرمضانية، الذي أقامه نادي الندوة الثقافي بخان شاهين، في قلب بلدة الخليل العتيقة، رائحة الذكريات وأيام الطفولة، وعبق التراث ومشاركة حكايات جمعت الأجيال، مستذكرين قصصاً عاشوها بكل زاوية وزقاق وشارع في البلدة العتيقة.
وقال أحمد الحرباوي، رئيس نادي الندوة الثقافي أن فعالية الافطار الجماعي والامسية الرمضانية في البلدة القديمة، هو ضمن جهود النادي في إعادة إحياء البلدة القديمة وتراثها وتاريخها وقيمتها الحضارية، مشيرا إلى أن الإفطار التراثي طغى عليه الحنين، فعاد بعض كبار السن مع جيل جديد واستمعوا إلى قصص البلدة القديمة، وكيف قضى وعاش آبائهم وأجدادهم الأجواء الرمضانية حينما كانت تعج بسكانها وأهلها وزوارها.
وأضاف، شملت الأنشطة الثقافية علي مسابقات عن تاريخ المكان، وتقديم حكايا تراثية تعزز السردية الفلسطينية وعمقها المتجذر في الأرض، وقدم أمسية الحكايا كل من عزية الزغير وهبة النتشة وسلوى دعنا.
ويشعر هشام الشرباتي، بالفخر الذي قضى طفولته هنا بين جدران وحوانيت البلدة القديمة، مشيرا إلى أن هذا الافطار أعادنا إلى ذكريات أيام زمان، عندما كانت البلدة تعج بسكانها والحياة تدب في أزقتها وأسواقها وشوارعها.
وأضاف “كنا في أواخر أيام شهر رمضان نبقى في الدكان 24 ساعة، بسبب الحركة التجارية التي نفقدها اليوم، مشيراً إلى أنه منذ زمن ونادرا التواجد في هذا المكان وفي البلدة بهذا الوقت، ومن الجميل التواجد في ساعات الليل في البلدة ونس سكانها ويتونسون بنا ونحافظ على هوية بلدنا، مضيفا أن شيء جميل الافطار مع نخبه مثقفه وهذه هي رسالة الثقافة الحقيقية، التواجد مع الناس ومع تاريخنا وتراثنا.
وأشار الشرباتي، أننا في تحدي كبير في البلدة القديمة، لإعادتها إلى ما كانت عليه، ولكن طول ما في احتلال يشكل تحدي وعائق أمام عودتها، وهي بحاجة إلى خطه موحدة لإنعاشها والتصدي للاحتلال والمستوطنين، ضمن سلسلة مترابطة فالبلدة القديمة بحاجة لكافة الجهود لتعود كما كانت.
تجربة رائعة
ووصفت الشابة مزين زاهده، الافطار الرمضاني الجماعي في خان شاهين تجربة رائعة، مشيرةً إلى أنها لأول مرة تختبر وتتفاعل مع البلدة القديمة في رمضان، قائلةً “كان فيه شيء من الحنين والعودة إلى الماضي الذي لم نتذوقه، بسبب الاحتلال والمستوطنين وتقسيم البلدة القديمة، مؤكدة أنها كان يوماً مميزاً تفاعل الجميع مع البلدة بهذا الشكل الجميل وأعادنا وأرجعنا وربطنا بثقافتنا الخليلية، وشعرنا بكم هذا الانتماء لهذا المكان المهم الذي يجب أن نعيد احياؤه”.
وأضافت، كما أن الافطار التراثي اللذيذ، أفضى سحر على الأجواء الساحرة في البلدة القديمة، داعية الجميع إلى عمل افطاراتهم في البلدة القديمة.
فكرة مجتمعيةإإ
واعتبر الشاب يوسف الجولاني أن فكرة الفعاليات في البلدة هي متأصله، فهي جزء لا يتجزء منا، وأن الطعام التراثي (فتة المكدوس والششبرك)، أعادتنا إلى ثقافتنا الأصلية، وأنهم مهما ابتعدنا نعود إلى هنا، إلى أصلنا الذي لن نتخلى عنه، مشيراً إلى أنه من الجميل أن نعود لاحياء ماضينا رغم هنا رغم الصعوبات والمضايقات والمحال المغلقة، وتشجيع الناس مؤكداً لقد كانت فكرة مجتمعية أكثر منها ثقافية أعادتنا إلى جو العائلة واللمة الكبيرة.
فرحة كبيرة
وعبرت زليخه المحتسب من سكان البلدة القديمة عن فرحتها وسعادتها بهذا الافطار في هذا المكان التراثي الأثري التاريخي، مشيرة أنه عاد بنا لأيام الخليل وأيام العز، عندما كانت يفطر سكانها في شهر رمضان في شوارع البلدة ويتزاورون ويلتمون على بعض، لافتة إلى المعاناة التي يعانيها سكان البلدة من الجدران والحواجز التي فصلت بين الشمال والجنوب، وعلمت فصل اجتماعي واقتصادي وحياتي.
شارك برأيك
الافطار الرمضاني في بلدة الخليل العتيقة حنين من الذكريات وتفاعل الأجيال